تركيا تقيم الحجة على داعمي حفتر في ليبيا (مقال تحليلي)

سياسة 10:40 27.01.2020
التزمت تركيا في مؤتمر برلين، بعدم إرسال قوات إلى ليبيا، رغم توقيعها على مذكرة تفاهم مع حكومة الوفاق في هذا الشأن، لكنها اشترطت بالمقابل استمرار الهدنة، وهو ما لم يتحقق بشكل كامل لحد الآن، مما يضع الكرة في ملعب الدول الداعمة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، لمنع انهيار مؤتمر برلين ومساراته الثلاثة.
 
فبعد أكثر من أسبوع من انعقاد مؤتمر برلين في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، لا يبدو حفتر آبها باتفاق الدول الـ12 على وقف إطلاق النار، وقامت مليشياته بقصف صاروخي لمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس عدة مرات، وأعلنت فرض حظر جوي على الطيران المدني والعسكري في طرابلس ومحيطها.
 
ولم تكتف مليشيات حفتر، بإطلاق رشقات صاروخية من حين لآخر على معيتيقة، بل قامت بهجمات عنيفة للسيطرة على عدة محاور على غرار "الخلاطات"، وصلاح الدين، وعين زارة والرملة، جنوبي طرابلس.
 
ورغم أن القصف الجوي وخاصة عبر طائرات بدون طيار اختفى تقريبا من سماء العاصمة الليبية منذ وقف إطلاق النار بمبادرة تركية روسية، في 12 يناير الجاري، إلا أن استمرار مليشيات حفتر في شن هجماتها البرية على طرابلس يُعد خرقا صارخا لوقف إطلاق النار دون إدانة صريحة وقوية من الدول والمنظمات الدولية المشاركة في مؤتمر برلين، أو فرض مجلس الأمن عقوبات على حفتر ومليشياته.
 
فباستثناء ألمانيا، التي دعا وزير خارجيتها هايكو ماس، من الجزائر، مجلس الأمن إلى "فرض عقوبات ضد أي طرف ينتهك وقف إطلاق النار بليبيا"، لم تصدر مواقف قوية خاصة من روسيا أو فرنسا أو مصر والإمارات بإدانة هذه الانتهاكات، باعتبارها دول داعمة (وحتى ضامنة) لحفتر دبلوماسيا وعسكريا، فضلا عن أنها موقعة على البيان الختامي لمؤتمر برلين.
 
وهذا يعيدنا إلى قرار تركيا إرسال جنودها إلى ليبيا لدعم الحكومة الشرعية، مما أقام عليها الدنيا ولم يقعدها، بالمقابل هناك صمت مطبق عن آلاف المرتزقة الأفارقة والروس الذين يقاتلون في صفوف حفتر، ناهيك عن مليشيات متطرفة وعصابات المخدرات وتجار البشر التابعين للأخير، الذين لم يسلط عليها الضوء بشكل كافي من المجتمع الدولي.
 
** حفتر لم يلتزم بتفاهمات موسكو وبرلين
 
رغم المساعي الدولية لوقف إطلاق النار، إلا أن عدم توقيع حفتر على تفاهمات موسكو أو حتى برلين، وقيام أنصاره بوقف تصدير النفط للضغط يضع المجتمع الدولي أمام حتمية التقدم خطوة نحو فرض عقوبات على بارون الحرب لدفعه نحو السلام، وإلا فإن التغاضي عن جرائمه سيدفعه للتمادي أكثر، واعتبار ذلك ضوء أخضر لفرض الأمر الواقع على حكومة الوفاقن المعترف بها دوليا.
 
هذا ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى القول إن حفتر، "لم يلتزم بمسار السلام للصراع في ليبيا لا في موسكو أو برلين"، خلال مؤتمر صحفي، الأحد الماضي، قبيل توجهه إلى الجزائر.
 
والجمعة، شدد أردوغان، في مرتمر صحفي عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإسطنبول، على أن تركيا لن تترك فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، وحده، وأنها عازمة على دعمه.
 
وأشار إلى أن أبوظبي ومصر تدعمان حفتر، بالسلاح.
 
ومع ذلك مازالت تركيا ملتزمة بما تمخض عنه مؤتمر برلين، خاصة مع استمرار وقف إطلاق النار ولو بشكل "هش".
 
وهو ما أكده وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في حوار مع وكالة ريا نوفوستي الروسية، حيث قال تركيا "لن ترسل مزيدًا من المستشارين العسكريين والقوات إلى ليبيا، طالما كان هناك التزام بوقف إطلاق النار".
 
وبهذا تكون تركيا أقامت الحجة على داعمي حفتر، حيث أصبح واضحا للرأي العام العالمي من يقف حجر عثرة أمام السلام في ليبيا، ويواصل ارتكاب الجرائم في الحق المدنيين في طرابلس ومحيطها، وفي مدينة سرت أيضا (450 كلم شرق طرابلس) التي سقطت بأيديهم في 7 يناير الماضي.
 
** الأمم المتحدة توثق جرائم حفتر
 
جرائم حفتر لم تعد سرا، أو مجرد اتهامات مرسلة، فتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المنشور الثلاثاء الماضي، تحدث عن بعضها بالتفصيل.
 
لكن أخطر ما سلط عليه غوتيريش الضوء، مجزرة ترهونة، التي قتلت فيها مليشيات الكانيات (اللواء التاسع ترهونة) المتحالفة مع حفتر، 39 من المتعاطفين مع حكومة الوفاق، داخل المدينة، وجرح العشرات، في الفترة من 26 أغسطس/آب و1 سبتمبر/أيلول 2019، عقب مقتل محسن الكاني وشقيقه عبد العظيم (قائدين في الكانيات)، والعقيد عبد الوهاب المقري (قائد اللواء التاسع).
 
وجاء في التقرير "بعد مقتل قادة من الكانيات/اللواء السابع في ترهونة، شنت الجماعة هجمات مكثفة ضد المشتبه في تعاطفهم مع حكومة الوفاق الوطني. وفي الفترة الممتدة بين 26 أغسطس و1 سبتمبر، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 39 شخصا، من بينهم مدنيون، وجرح العشرات غيرهم".
 
وهذه أول مرة تقدم حصيلة عن عدد قتلى مجزرة ترهونة، التي وقعت في صمت، رغم أن حكومة الوفاق أدانت حينها مقتل العشرات في ترهونة، لكن لم تَرشح معلومات ولا صور عن ضحايا المجزرة من المدينة الخاضعة بشكل كامل لمليشيات الكانيات المتطرفة.
 
كما حمّل التقرير طيران حفتر مسؤولية مجزرة الكلية العسكرية في طرابلس والتي راح ضحيتها 32 طالبا، والتي وقعت في 4 يناير الماضي.
 
وأقرّ غوتيريش، بأن طيران حفتر يقف وراء عدة هجمات استهدفت مناطق سكنية في أحياء الفرناج وجنزور والسواني وتاجوراء، بطرابلس، وكذلك بمدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس)، وخلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
 
وأشار إلى أن مليشيات حفتر نفذت 850 غارة جوية دقيقة التوجيه بطائرات مسيرة بدون طيار و170 غارة جوية أخرى بمقاتلة - قاذفة، مقابل 250 غارة لقوات الوفاق.
 
والمُلفت في تقرير الأمم المتحدة، أن نحو 60 غارة جوية تمت بطائرات أجنبية، دون تحديد الدول التي تقف وراء هذه الغارات، وإن كان من المعروف بداهة أن الإمارات تقف وراء أغلبها.
 
وخلال الأسبوع الجاري، من المنتظر أن يصادق مجلس الأمن الدولي، على اتفاق برلين، خاصة وأن الدول الخمسة دائمة العضوية شاركت في المؤتمر، لكن منح توافقات برلين صفة أممية، لا يكفي إن لم يكن هناك قرارات دولية لردع طموحات حفتر الرافضة للسلام، فالضغوط الدبلوماسية لا تبدو لحد الآن كافية لدفع الجنرال المتمرد للجنوح إلى السلام.
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار