قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات السعودية قد تكون تستعد لترحيل اثنين من مسلمي الأويغور إلى الصين، حيث يهددهما خطر "الاعتقال التعسفي والتعذيب".
وأضافت المنظة أن المملكة تنوي القيام بالخطوة بعد أن "احتجزت السلطات السعودية تعسفا" الرجلين منذ نوفمبر من عام 2020 "بدون تهمة أو محاكمة" بحسب المنظمة.
ونقلت المنظمة عن مصادر لم تسمها، بأن مسؤولا سعوديا قال لأحد المحتجزين، الأسبوع الماضي، إن "عليه أن يكون مستعدا ذهنيا لترحيله إلى الصين في غضون أيام قليلة".
وقالت المنظمة إن المحتجز، نور ميمت روزي، يمتلك جواز سفر صينيا، وهو يبلغ من العمر 46 عاما.
كما نقلت المنظمة عن ابنة المحتجز الآخر، واسمه هيمد الله عبد الولي، قولها إن والدها وروزي معرضان لخطر الترحيل الوشيك، وناشدت المملكة السعودية للسماح لهما بالعودة إلى تركيا حيث يقيمان.
وتقول المنظمة إن الرجلين محتجزان حاليا لدى الشرطة السعودية شمال جدة.
وقال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إنه "إذا أبعدت السعودية هذين الرجلين، فإنها ستبعث برسالة واضحة بأنها تقف خلف الحكومة الصينية وجرائمها ضد الإنسانية التي تستهدف المسلمين الأتراك".
وأضاف أن "ترحيل الأشخاص إلى أماكن يواجهون فيها الاعتقال التعسفي أو التعذيب أو ما هو أسوأ من ذلك، قد يؤدي إلى مزيد من تشويه صورة المملكة العربية السعودية العالمية لحقوق الإنسان".
وقالت المنظمة إن عبد الولي توجه إلى السعودية في فبراير 2020 لأداء فريضة الحج، وألقى خطابا أمام طائفة الأويغور في المملكة شجعهم فيه على الدعاء من أجل تحسين الظروف في منطقة شينغيانغ الصينية و"محاربة الغزاة الصينيين ... باستخدام الأسلحة".
ونقلت المنظمة عن، عبد الولي أيوب، وهو ناشط من الأويغور أنه سبق له توثيق خمس حالات رحلت فيها السعودية الإيغور قسرا إلى الصين في 2017 و2018.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن السلطات الصينية صعدت منذ أواخر عام 2016 "القمع بشكل كبير في شينغيانغ، مما أخضع المسلمين الأتراك في المنطقة الذين يبلغ عددهم 13 مليونا إلى ممارسات التلقين السياسي القسري والمراقبة الجماعية والقيود الصارمة على الحركة".
وقالت إنه "احتجز ما يقدر بمليون منهم في معسكرات التثقيف السياسي"، مضيفة أن هذه الانتهاكات، التي ترتكب على نطاق واسع وبطريقة منهجية، ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وتضيف المنظمة أن الصين تحاسب الأويغور لدراستهم القرآن، والذهاب للحج، وارتداء الملابس الدينية.
وقالت إن السلطات دمرت أو سببت بتضرر نحو 16,000 مسجد في شينغيانغ.
تأييد رسمي
وفي زيارة إلى الصين في فبراير عام 2019، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن بلاده "تحترم وتدعم حقوق الصين في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب وإزالة التطرف لحماية الأمن القومي"، بحسب ما نقلت وكالة شينخوا الصينية.
وبالإضافة إلى السعودية، سجلت المنظمة ترحيل نحو 12 من الأويغور إلى الصين من مصر، من أصل 62 احتجزتهم السلطات المصرية، كما أعادت تايلاند 220 أيغوريا في 2017، ورحلت ماليزيا ستة من الأويغور في 2012.
وفي جميع الحالات، بحسب المنظمة، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من الحصول على أي معلومات إضافية من الحكومات التايلاندية أو الماليزية أو الصينية بشأن مكان وجود المرحلين أو حالتهم.