الصين أمام قرارات مصيرية.. والعلاقة مع روسيا خطر على بكين

سياسة 09:35 06.04.2022
فظائع الجيش الروسي في أوكرانيا ضد المدنيين، تطرح أسئلة حول تأثير الحرب المندلعة على العلاقات الدولية، وعلى موازين القوى العالمية، بالأخص الروابط بين الصين وروسيا. 
يشير تحليل لمجلة "فورين أفيرز" إلى أن المرحلة المقبلة تشوبها المنافسة والخبث، وأنها ستعد أقل استقرارا من الحرب الباردة، بالأخص مع تهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتوظيف الأسلحة النووية، والتي تؤكد مدى جسامة الوضع وتهديده للجميع.  
وتقول المجلة إن العلاقات الروسية الصينية قد تحدد كيف يمكن تجنب مواجهة عسكرية واسعة بين القوى العالمية، مرجحة وقوع مواجهة بين روسيا وأوروبا بدعم أميركي،  إن قررت بكين تأييد مساعي بوتين في أوكرانيا بإخضاع دولة جارة بالقوة. 
ومن جهة أخرى تؤكد المجلة أن الصين إن قررت استبعاد بوتين أو التخلي عن تحالفها معه كليا، فإنه من المرجح أن تستعيد قوى العالم توازنا تنافسيا عادلا، وكما يرى محللون، من بينهم صينيون، أن هذه "قد تعد اللحظة الأمثل للصين على الساحة الدولية لتحقق ما يخدم مصلحتها ويعود بمنفعة على الآخرين".  
 
"موقف محرج" 
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الصين التي كانت تقول في الماضي إن "صداقتها مع روسيا لا حدود لها"، أجبرها الغزو الروسي لأوكرانيا على إعادة ضبط سياستها الخارجية مع ما يتوافق مع مصالحها.
فقبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، أصرت بكين على موقف حليفتها موسكو السلمي، مصرة على أن دول الغرب تختلق الذرائع لشن حرب على الحليفتين في الشرق.
لكن وبعد ساعات من التصريحات الرسمية الصينية أعلنت روسيا شن عملية عسكرية على أوكرانيا، لتنسحب بكين وتستعين بتصريحات "طنانة" تندد فيها المواجهات العسكرية والتصعيد في النزاع. 
وتنقل الصحيفة أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، كان هدفه من الاصطفاف مع بوتين، تشكيل جبهة موحدة ضد الولايات المتحدة الأميركية.
لكن بكين ترى أن الغزو الروسي الحالي لأوكرانيا يجبرها على ضبط سياستها الخارجية حتى لا تخاطر بالإضرار أكثر بعلاقاتها مع واشنطن.
وبحسب "وول ستريت جورنال" يتخوف المسؤولون الصينيون من أن يكون للتقارب مع روسيا عواقب على حساب علاقات بكين بدول أخرى.
 
"رشة من الملح" 
وقبل أن شن روسيا هجومها على أوكرانيا أعلنت موسكو وبكين تعاونا استثنائيا دون حدود أو معيقات، وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة تسينغهوا، لقناة "سي أن بي سي" في مقابلة، الأربعاء: "اخترت أن أصدق أن الصين لن تدعم روسيا بطريقة عسكرية"، مضيفا "يجب قراءة الاتفاقية الاستثنائية برشة من الملح (بحذر)". 
ورأى لي أن الصين ستواصل تعاونها مع روسيا، بالأخص بالدعم الإنساني "أي لمساعدة السكان الروس على تجاوز هذه الفترة الصعبة للغاية"، واستبعد أي تدخل عسكري للصين في الحرب الأوكرانية. 
وتسببت العقوبات التي فرضتها دول الغرب على موسكو بأسوأ أزمة اقتصادية شهدتها البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. 
يتوقع لي أن تكون بكين "سبّاقة" في الضغط على كل من روسيا وأوكرانيا "للتوصل إلى اتفاق سريع".
وقال: "دعونا نضع في اعتبارنا: كانت كل من روسيا وأوكرانيا قبل هذا الصراع صديقين حميمين مع الصين، ويضيف "يميل الناس إلى النسيان، فأوكرانيا، إلى جانب روسيا، تعد صديقة رائعة حقا للصين".
 
حرق الجسور الدبلوماسية
وضعت الحرب الروسية على أوكرانيا الصين في "مأزق وموقف محرج" بعد امتناعها على التنديد بهذا العدوان وهو ما يتعارض مع ما تعلنه أن سيادة الدول "أمر مقدس"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
ويقف نهج موسكو على نقيض صارخ من موقف السياسة الخارجية المعلنة للصين والقاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وانتهجت بكين مسارا دبلوماسيا حذرا في الأزمة ورفضت اعتبار العملية "غزوا"، كما لم تستنكر أعمال روسيا، حليفتها الوثيقة.
وأثار موقف بكين غضب قادة أوروبا وزاد من إحباط واشنطن تجاه الصين. كما أدانت الدول الآسيوية والأفريقية المقربة تقليديا من بكين تصرفات روسيا. 
وتقول "فورين أفيرز" إن الصين اليوم، وبالأخص في أوروبا، تجسدت كصورة لحليف لروسيا المسؤولة عن عمليات قتل جماعية في أوكرانيا. 
وتضيف أن "ما قامت الصين بفعله ليس ما زرع الرعب لدى الأوروبيين، فالمعظم توقع أن تبتعد بكين عندما تم التنديد بسلوكيات روسيا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة والجمعية العمومية، بل قساوة اللغة التي وظفها الدبلوماسيون الصينيون كان أكثر ما أثار الصدمة". 
وتقول إن دعم الصين لـ "مخاوف روسيا المشروعة" رسم صورة للصين التي يبدو أنها وافقت على احتلال روسيا دولة مجاورة تشاركها علاقات بالصداقة دامت حتى وقوع الغزو. 
وذكرت الصحيفة أن الموقف الصيني سيخرق الثقة في أي صداقة مع الصين، مشبهة علاقة الصين مع أوروبا والدول الأوروبية بأنها في وضع "سقوط حر". "فعلى الرغم من أنها كانت في تدهور أصلا قبل الاجتياح الروسي، إلا أنه وبالنسبة للأوروبيين فإن ما يحصل في أوكرانيا قد فتح أعينهم". 
ويجسد عنوان لصحيفة "Die Zeit" الرائدة في ألمانيا، تلك الصدمة: "الصمت الصيني على الفظائع الروسي يصرخ بالكثير". 
 
التحالف الهش
وتشير "فورين أفيرز" إلى أن ما تقوله الصين وما قد تفعله فيما يخص أوكرانيا اليوم، سيؤثر على مستقبل علاقاتها مع أوروبا والدول الأخرى على مدار العقد القادم أو أكثر.   
وإذا نجح بوتين في إخضاع أوكرانيا، فقد لا تتوقف شهيته عند هذا الحد. أما إذا فشل، فستكون هناك سنوات من التوتر على الحدود الجنوبية لروسيا.
وفي كلتا الحالتين تقول "فورين أفيرز" إن روسيا "ستكون ورقة جامحة ولن تكون شريكا موثوقا به لبكين". 
وشبهت المجلة روسيا في عهد بوتين بكوريا الشمالية قليلا في عهد كيم جونغ أون، حيث لن تجد مكانا آخر تلجأ إليه سوى الصين. لكن ضم ننظام ضعيف منغلق وفي خلافات دائمة مع جيرانه، قد لا يخدم الصين جيدا، على الرغم من ثروات روسيا المغرية في الطاقة والمعادن.
وتضيف أن هناك دروسا هنا، لكل من الصين وروسيا، ولكن أيضا للغرب، من المرة الأخيرة التي حاولت فيها بكين وموسكو إقامة تحالف يهدف إلى مواجهة الولايات المتحدة. في ذلك الوقت، في خمسينيات القرن الماضي ، تم الجمع بين ماو وستالين من خلال الأيديولوجية الشيوعية وكذلك الاحتياجات الأمنية. في ذلك الوقت ، كانت الصين هي الشريك الأضعف، تماما كما هي الحال مع روسيا الآن، وأدى هذا التفاوت في حد ذاته إلى حدوث انشقاقات في العلاقة. 
وبالنسبة للصين، ستظل علاقتها مع الولايات المتحدة وأوروبا دائما أكثر أهمية من العلاقات مع روسيا. 
ومثل الصينيين في الخمسينيات، سيتولد لدى الروس بسهولة انطباع بأن بكين حليفتهم تتفاوض مع واشنطن أو بروكسل أو بيرلين فوق رؤوسهم وسيشعرون بالريبة والاستياء عندما لا تؤخذ مصالح موسكو بعين الاعتبار بالكامل.
وتؤكد المجلة أنه "ربما يكون أكبر درس مستفاد من التحالف الصيني الروسي الأخير هو أن تطوير العلاقة يعتمد بشكل أكبر على الديناميكيات المحلية في البلدين وعلى العلاقة بينهما أكثر من أي شيء يمكن للولايات المتحدة أن تفعله أو تقوله. أفضل استراتيجية للولايات المتحدة هي المراقبة والانتظار، وأن تكون مستعدة لاكتشاف التصدعات في التحالف بمجرد ظهورها".
وفي تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" رجح محللون أن الصين قد ترى في ضعف روسيا الأخير في أعقاب العقوبات "نتيجة إيجابية"، لأنه يغير ميزان القوى في العلاقة لصالح بكين. 
وأضافت أنه من الفوائد الملموسة لمثل هذا التحول قدرة بكين على المطالبة بشروط أكثر تفضيلاً في شراء الطاقة الروسية. 
لكن الصحيفة تقول في الوقت ذاته إنه رغم أن بكين استفادت من عزلة موسكو الاقتصادية والدبلوماسية للحصول على شروط أفضل في العديد من صفقات الطاقة الكبيرة بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، إلا أنها تؤكد أن البيئة الأمنية للصين في عام 2022 تختلف جذريا عما كانت عليه في عام 2014، والقيمة الحقيقية لموسكو هي التوجه الأيديولوجي والقدرات العسكرية بقدر ما لديها من مخازن للطاقة، وأكدت أن الرئيس الصيني لا يريد أن يرى روسيا ضعيفة كشريك أمني واستراتيجي.
وشددت "واشنطن بوست" على أنه إذا تقاربت بكين أكثر مع موسكو مع استمرار الحرب وتزايد حجم المعاناة الإنسانية، فإن المسار الأساسي لعلاقات الصين مع الغرب سيخضع لـ "تحول عميق نحو التنافس المفتوح". 
"سيكون من المريح الاعتقاد بأن احتمال حدوث مثل هذا المنعطف الكارثي سيكون كافياً لثني القيادة الصينية عن السير في هذا الطريق"، أي دعم بوتين، لكن تقول الصحيفة إنه "لسوء الحظ، فإن النظرة الجيوسياسية لبكين للعقد القادم، مثلها مثل واشنطن، تتضمن الصراع والاحتكاك كسمات محددة".
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
جميع الأخبار