رهنت الجزائر عودة سفيرها إلى مدريد بتقديم الحكومة الإسبانية توضيحات مسبقة بشأن الأسباب التي جعلتها تغيّر موقفها من قضية الصحراء الغربية، إذ أعلنت الحكومة الإسبانية عن دعمها للموقف المغربي القاضي بمنح المناطق الصحراوية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.
وكانت الجزائر استدعت سفيرها للتشاور وبشكل فوري عقب الموقف الإسباني الذي اعتبرته "انقلابا"، علما أنه لم يكن الانقلاب الوحيد الذي شهده هذا الملف، إذ تغير الموقف الأمريكي بدوره قبيل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وقع مرسوما اعترف فيه بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها منذ أواسط السبعينات. وقال ترامب إن اقتراح المغرب الواقعي والجاد للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار. وهو نفسه الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في رسالة بعثها إلى الملك محمد السادس، وأكد فيها أن مدريد تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 تعد الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء الغربية.
ويأتي رد فعل الجزائر على الموقف الإسباني في وقت تؤكد الجزائر باستمرار أنها ليست طرفا في نزاع الصحراء رغم دورها الفاعل فيه. ويرى رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية ومقره جنيف، أن الجزائر ليست طرفا مباشرا في النزاع، لكنها تبقى "بشكل أو بآخر طرفا غير مباشر فيه، باعتبارها تدعم البوليساريو والكثير من الموالين لهذا الأخير، يعيشون على أراضيها.
وأمام التعليقات الكثيرة التي اعتبرت الغضب الجزائري أمرا مؤقتا سيخف مع الوقت بالنظر إلى طبيعة العلاقات والمصالح التي تربط الجزائر وإسبانيا، حرص المسؤول الجزائري على التأكيد أن الموقف الجزائري من مدريد ليس مسألة غضب مؤقت للجزائر سيزول مع مرور الوقت. بينما كان بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، إنه يأمل في "حلّ هذه المشكلة الدبلوماسية مع الجزائر خلال فترة زمنية قصيرة" وأن تتمكن بلاده من الحفاظ على علاقة إيجابية واستراتيجية مع المغرب والجزائر.