بمجرد أن ينظر شيه جي واي من نافذة مكتبه في برلين يمكنه أن يرى الكاتدرائية الألمانية فيما يمكنه أن يرى سفارة الصين من داخل "مكتب تمثيل تايبيه" الخاص بتايوان فالمسافة بينهما لا تتجاوز نص ساعة سيرا على الأقدام. ورغم هذا التقارب الشديد، إلا أنه شتان بين المكتبين.
وفي هذا السياق، فقد تصاعدت التوترات بين الصين من جهة وبين الولايات المتحدة و تايوان من جهة أخرى على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وفي مقابلة مع DW، قال شيه، ممثل تايوان في برلين، إن التوترات الحالية ليست فقط بين تايوان والصين، بل أيضا "بين نظامين ديكتاتوري وديمقراطي."
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية لألمانيا، فإن برلين باتت في معضلة إذ أن الصين تعد الشريك التجاري الأكثر أهمية لأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ما يعني أنه في حالة اتخاذ برلين موقفا جليا ضد مساعي بكين العدوانية لاستعادة تايوان، فإن هذا قد ينجم عنه خلافا خطيرا خاصة على الصعيد الاقتصادي. وفي حالة الصمت، فإن النهج سوف يضر بسمعة ألمانيا وتقويض تأكيدها بأنها تمتلك سياسة خارجية "قائمة على القيم".
وفي كلا الحالتين، لا يمكن لألمانيا أن تنأى بنفسها عن تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة.
وقبل يوم من زيارة بيلوسي إلى تايوان، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "لن نقبل بانتهاك القانون الدولي وأن تُقدم جارة كبيرة الحجم على غزو جارتها الأقل حجما في خرق للقانون الدولي. و ينطبق هذا بالطبع على الصين ".
وبعد يوم من صدور هذه التصريحات، استدعت الخارجية الصينية السفيرة الألمانية في بكين باتريشيا فلور التي كتبت لاحقا في تغريدة على موقع تويتر قائلة: "جرى نقاش صريح اليوم! وأكدت خلال لقائي مع نائب وزير الخارجية دينغ لي على أن ألمانيا مع سياسة الصين واحدة. ويعد التبادل مع السلطات التايوانية جزءا من هذه السياسة. إن التهديد باستخدام القوة العسكرية غير مقبول تحت أي ظرف من الظروف، كما أوضحت وزير الخارجية".