قدمت روسيا الدعم للانفصاليين في دونباس ولوجانسك قبل أن تقم بضم الإقليمين إليها، حيث قامت روسيا بافتتاح المراكز الروسية، وتم توزيع المساعدات على المواطنين.
يعتقد بعض الخبراء السياسيين أن روسيا تتصرف بنفس السيناريو في قراباغ. وبحسب ما يقولونه، فإنهم يتخذون نفس الموقف في الأراضي الأذربيجانية التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ.
قال الخبير السياسي رامز سيفديمالييف، إنه حتى لو كانت روسيا تعتزم تنفيذ خطة دونباس في قراباغ، فإنها أبعد من الواقع. لأن علم تركيا حالياً يلوح على بعد أمتار قليلة من قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في قراباغ. وحتى لو حاولت روسيا القيام بذلك، فهي تعلم جيداً أنها ستواجه دائماً خصماً قوياً مثل تركيا.
وأشار الخبير إلى أن العمليات مرتبطة أيضاً بنتائج الحرب في أوكرانيا. اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى قضية مسار الحرب الحالية في أوكرانيا يمكن أن تغير أشياء كثيرة. روسيا تنوي ضم أراضي أوكرانيا بالكامل، وإذا انتصرت روسيا في هذه الحرب، فإن جنوب القوقاز، سيكون مثل غيرها. الاراضي السوفيتية ستكون في طليعة الدول المهددة من روسيا.
كما أشار رامز سيفديمالييف إلى بعض الحقائق الضرورية بشأن انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ. وتحدث عن أهم الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل ذلك. إن إخراج قوات حفظ السلام من قراباغ يستند إلى عدة عوامل. وغني عن القول أن هذا يعتمد في المقام الأول على نتيجة عملية المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا. وفي الوقت نفسه، هناك أشياء مهمة يجب القيام بها هنا: على سبيل المثال، من المقرر أن تغادر قوات حفظ السلام الروسية قراباغ في نوفمبر 2025. ولهذا ينبغي معالجتها قبل ستة أشهر، وبالتالي، وبحلول ذلك الوقت، ينبغي إعادة توطين اللاجئين والمشردين داخلياً من قبل أذربيجان في قراباغ، وينبغي إقامة الاتصالات بين الجالية الأرمينية التي تعيش في قراباغ والمستوطنين الأذربيجانيين. كل هذا لم يحدث بعد، وقوات حفظ السلام في هذه الحالة لا تتخذ أي مبادرة. هذا يوفر الذرائع لروسيا لمواصلة تواجدها في قراباغ. باختصار، ستكون مغادرة مجموعات حفظ السلام قراباغ بالكامل ممكناً فقط بعد تططبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
بقلم: ايلنور أنواروغلو