في كيبوتس دفنة الواقع على مسافة كيلومترين من الحدود مع لبنان في شمال إسرائيل، يعيش سكان بهاجس أن تشتعل عندهم جبهة جديدة بعد الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحركة حماس، وفق تقرير أعدته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأُخليت منطقة دفنة الزراعية، وأُجْلِيَ جميع سكانها البالغ عددهم 1050 شخصاً تقريباً إلى فنادق بالقرب من بحيرة طبريا. وبقي نحو 15 رجلاً فقط يتولون حراسة المكان، إذ يخشى السكان أن يتعرّضوا لهجوم يشنه حزب الله اللبناني على غرار هجوم حماس في 7 أكتوبر. وتؤدي طريق ضيقة وغير مؤهلة يسميها الإسرائيليون الطريق الشمالية القديمة إلى الكيبوتس، وهي خالية تماماً، ويمكن منها رؤية مواقع لحزب الله بوضوح على الجانب الآخر من الحدود.
وشنّت حركة حماس في السابع من أكتوبر هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل مع قطاع غزة، وهاجمت بلدات حدودية وتجمّعات سكنية. ويقوم الجيش الإسرائيلي مذّاك بقصف مكثّف على قطاع غزة المحاصر.
وأسفر القصف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، عن مقتل أكثر من 8500 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 3400 طفل. وبدت الممرات في كيبوتس دفنة خالية باستثناء عدد من الجنود. وتشير علامات كثيرة هناك إلى مغادرة السكان بسرعة؛ إذ تركوا وراءهم ألعاباً للأطفال في الحدائق، ودراجات هوائية أوقفت على عجل قرب جدران المنازل، وغسيلاً على حبال خارج البيوت، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
يعود بعض السكان أحياناً مدة وجيزة لري حديقة أو جمع بعض الأمتعة قبل أن يغادروا مجدداً. وتعبر الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي مديرة مركز ألما للأبحاث في شمال الجليل، عن قلقها على سلامة عائلتها. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: لم أعد أنام. أفكر باستمرار بسياج المنزل الذي يجب أن أعززه. نعلم أن حزب الله يخطط للقيام بما فعلته حماس بالضبط.
ودفعت إمكانية دخول حزب الله الحرب السلطات إلى إجلاء 22 ألف شخص من سكان مدينة كريات شمونة المجاورة، وكذلك إجلاء سكان كل الكيبوتسات على طول الحدود، وبعضها أصبح خالياً اليوم، مثل حنيتا ودفنة اللذين أُنشئا في أواخر ثلاثينات القرن الماضي.
وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن اسمه: نحن ننتشر هنا للدفاع عن حدودنا الشمالية ضد هجمات حزب الله. نحن مستعدون لمواجهة أي هجوم. وحزب الله يشن هجمات كل يوم.
لكن الضابط السابق في المخابرات العسكرية والمتخصص في شؤون إيران آفي ميلاميد رأى أن تحرّك حزب الله ليس مؤكداً. وأوضح أنّ الإيرانيين الذين يحرّكون حزب الله يواجهون معضلة: إما ألا يفعلون شيئاً ويطيلوا أمد الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وإما أن يتصرفوا ويخاطروا بأن يفقد كل من حماس وحزب الله قدرته على التحرك بعد رد إسرائيلي. ولهذا السبب، في هذه المرحلة، يشنون فقط هجمات محدودة لتجنب التصعيد.