إن المركز الدولي ما فتأ يقدم مقارباته وإستراتيجيته لعله يجد حلولا تخرج شبابنا العربي والإسلامي من آفة التطرف والإرهاب وإنقاذهم من (أعشاش.الدبابير) المنتشرة في عديد البلدان المدمرة للعقول والإنسانية جمعاء
أثبت لنا الواقع، أن الشباب هم أكثر شريحة مستهدفة من قبل التيارات الإرهابية والمتطرفة، ولذلك، وجب تحصينهم، ووضع المخرجات الوقائية التي تحصنهم من الوقوع في شراك الغلو والتشدد، فمن منظور هيئتنا العلمية وتصورها الشامل ترى تزويدهم بالعلم، الذي يبصرهم بالمعارف الشرعية الصحيحة، ويعصمهم من المفاهيم والتصورات المغلوطة، لا سيما في أبواب التكفير والجهاد والولاء والبراء وغيرها، فإن من أسباب الانحراف الفكري القصور في فهم النصوص وتفسيرها بما لا تحتمل، ولذلك، فإن العلم والتوعية أقوى سلاح في مواجهة الفكرالتطرف والإرهاب في معالجة الإنحرافات الضالة. إننا أمام شباب متأثرا بأدعياء العلم تستهواه عبر وسائل عدة محيطة به من كل جانب وخاصة وسائل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة .إن حثهم على أخذ العلم من منابعه الأصيلة، والاستنارة بفهم العلماء المعتدلين الموثوق في علمهم وأمانتهم ووسطيتهم، يحتم علينا أن نبتكر ونجدد وسائلنا العلمية الخلاقة لنصل إلى عقول وقلوب هذا الشباب المتأثر بهذه التنظيمات التي سخرت كل ما لديها للهدم والخراب واغتيال العقول فالمنهج القيم والبناءهو أساس النجاح وغرس الأخلاق الفاضلة في مجتمعاتنا تنبت لنا نباتا طيبا يصنع شخصية متزنة محبة للخير والوئام، مثل الحلم والأناة والرحمة والعطف واللين والرفق، فدور الأسرة والمدرسة في ذ لك كبير.إننا في الحقيقة نقاسي ونعاني من التعليم بكل أشكاله فمدارسنا وجامعاتنا وخاصة في تونس نقدم سنويا مئات المتشددين والالاف في أحضان المتطرفين بعدما تلفظهم المدارس والجامعات يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل يائسين من الحياة مساقين إلى المخدرات وإلى الإنحرافات حينها تستهواهم شياطين الإرهاب وتحتظنهم ، فنسب أصحاب الشهادات العلمية ضمن التيارات الجهادية دليل على ذالك. شبابنا اليوم مهمش سياسيا واقتصاديا وثقافيا فإشكالنا الثقافي عصيب فالنسب خطيرة إذ أن (0/01)فقط من الشباب له نشاط ثقافي إن هذا التصحر نقطة إستغراب كبيرة وتحد عويص تتجاهله الحكمومات فالمركز الدولي ركز في أنشطته على الثقافة الفكرية والأدبية والموسقية والشعرية لأننا آمنا بالحلول الشمولية لا بالطبقية المحدودة والنخبوية ففعلنا العديد من التظاهرات لعلنا نكون. قدوة للمسؤولين في البلاد إن شبابنا العربي أمانة في أعناقنا لا نتركه لقمة سهلة في أيادي المفسدين لذالك وجب علينا كشف وفضح هاؤلاء بتفيرهم من مسالك التطرف والتنظيمات الإرهابية، وبيان قبح آثارها وسوء مآلاتها وعواقبها الوخيمة فترشيد العاطفة لديهم، حيث لا تخرجهم عن الصواب، ولا توقعهم في التهور، ولا تحجب عنهم النظر في العواقب والمآلات كما هو الحال للنادمين منهم والضحايا المهزومين لدلالة واضحة إن التطرف والإرهاب إلى زوال
وفي الختام أهم توصية يمكن تقديمها هي توصية منهجية .إن معالجة ناجعة لآفة التطرف والإرهاب يجب أن تتميز بالشمول والعمق وطول النفس كما أنها ليست معالجة محلية .بل معالجة يجب أن تكون معالجة متميزة بالتكامل الإستراتيجي وبعد النظر
سماحة الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي
المركز الدولي لحوار الحضارات والأديان والتعايش السلمي