منح الضمير الاجتماعي للرأسمالية

مجتمع 15:40 18.10.2017

منذ مدة تزيد عن 40 عاما يقول محمد يونس، المؤسس لبنك "غرامين" في بنغلاديش  والحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2006، إن أقوى وسيلة للقضاء على الفقر هي كشف  إمكانيات الناس غير المستغلة في الأعمال  في جميع أنحاء العالم. كما يقول: إن "الفقراء لا يخلقوا الفقر" وأنه "يخلق من قبل النظام الذي بنيناه. الفقراء مثل شجرة بونساي. تأخذون أفضل البذور من أعلى شجرة في الغابة، ولكن إذا وضعتموها في الزهرية لكي تنمو، فإنه لن تنمو إلا بطول متر. والمشكلة ليست في البذور. والمشكلة في حجم الوعاء. المجتمع لا يوفرللفقراء سعة لتنمو مثل الجميع. هذا هو جوهر المسألة ".

قد كتب يونس مؤخراً كتاب "العالم من الأصفار الثلاثة: الاقتصاد الجديد   بصفر الفقر وصفر البطالة وصفرانبعاثات الكربون". ويدعي في كتابه أن الرأسمالية في أزمة وأنها راسية في النظرية الخاطئة حول تحفيز الموارد البشرية. وهو يقدم دوراً أكثر أهمية ل"المشاريع الاجتماعية" في الاقتصاد والتي يقدمها كأنها شركات "غير متمايزة مكرسة لحل المشاكل الإنسانية ".

 في سنه البالغ ل77 عاماً لم يتوقف يونس. يتحدث عن العمل المدهش الذي كان يشارك فيه وهو دعم وتطوير كود البزنيس الاجتماعي (في كثير من الأحيان في شراكة مع الشركات الكبيرة) في بنغلاديش والبرازيل وكولومبيا وفرنسا وهايتي  والهند  واليابان وأوغندا، والعديد من البلدان الأخرى.

وقال يونس: "يجب أن نتخلى عن إيماننا الذي لا يرقى إليه الشك بسبب وجود السوق الشخصية غير الهادفة للأرباح لكي تحل جميع المشاكل، وأن نعترف بأن مشاكل عدم المساواة لن تحل من خلال السير الطبيعي للاقتصاد كما هو معتمد في الوقت الراهن".

"هذا وضع غير مريح للجميع، بما في ذلك أولئك الذين هم في قمة الكومة الاجتماعية في أي وقت كان. هل الأغنياء والأقوياء قادرون على تحويل نظرتهم بعيداً عن المشردين والجوعى الذين يمرون بهم في الشارع؟ هل يريحهم   استخدام أدوات الدولة، بما في ذلك قوات الشرطة التابعة لها وغير ذلك من أشكال القسرلقمع الاحتجاجات الحتمية التي شنت من قبل أولئك الموجودين في القاع؟ هل يريدون حقاً أن يعيش أطفالهم وأحفادهم في مثل هذا العالم؟ "

في الأسبوع الماضي التقينا يونس لمناقشة كتابه الجديد.

- هذا الكتاب هو على حد سواء كتاب القرارات ونداءات التحذير. ما هو الخطر؟

- في هذا الكتاب، أقتبس من تقرير أوكسفام الذي ينص على أن دخل ثمانية أشخاص أغنياء أكبر من المبلغ الإجمالي لدخل 50% من الفقراء في العالم. وقد رأيت مؤخراً تقريراً صحفياً مفاده أن عددهم الآن قد انخفض إلى خمسة أشخاص. هناك نوعان من الأشياء والذان يثيران القلق: تركيز الثروة وسرعة النمو المتزايدة لهذا التركيز. لم نلاحظ ذلك عندما كان 5000 أو 50.000  شخص أكثر ثروة من جميع الفقراء في نصف العدد الإجمالي للفقراء في العالم. الآن خمسة أشخاص. بعد سنة أو سنتين  قد يكون شخص واحد فقط.

النظام الرأسمالي هو الجهاز الذي يمتص الثروة من القاع لنقلها إلى الأعلى. وليس هذا بذنب للناس الموجودين في الأعلى. وأنهم يخضعون لما يطلب منهم النظام القيام به: ملاحقة الأموال. ولكن في هذه العملية، الثروة في الأعلى تنمو مثل الفطر العملاق الذي يخص لعدد أقل وأقل من الناس وذلك بسبب بسيط أن كلما تزيد ثروتهم أنهم يريدون الأكثر. الثروة هي كمغناطيس. إذا كان لديك مغناطيس صغير، يمكنك جذب القليل من الثروة. إذا كان لديك مغناطيس كبير، يمكنك جذب أكثر من ذلك. وهذا سوف يدمر سياستنا ويدمر مجتمعنا ويدمر اقتصادنا، لأن تركيز الثروة يأتي مع تركيز السلطة. وهذا سيثير غضباً كبيراً في القاع، وهذا الغضب سوف يكسر كل شيء. براكسيت هو نتيجة لهذا الغضب. وشاهدناه أيضاً في الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة. الآن دعونا ننظر في الانتخابات الألمانية. هذا الفطر هو قنبلة موقوتة. نحن بحاجة لقضاء العديد من ليال بلا نوم على هذا.

- أنت تقول إن هذه المشكلة تقع في أساس النظرية الرأسمالية.

- يقوم النظام الرأسمالي في أساسه على عيب رئيسي، وعلى التفسير الخاطئ للناس. في النظرية الرأسمالية يفترض أن الإنسان يعتمد اعتماداً كلياً على المصالح الشخصية. هذا هو بالتأكيد وصف غير صحيح للإنسان الحقيقي. في الناس أنانية، وفي الوقت نفسه هم غير مغرضين على قدم المساواة. أنهم يريدون مساعدة الآخرين. كتب آدم سميث هذا في "نظرية المعنويات". كان أستاذاً للفلسفة. كان مهتماً بالأخلاق. ثم كتب كتاباً مختلفاً تماماً، وتحدث عن المصالح الشخصية و"اليد الخفية".

- إذا جمعنا هذه الأفكار، فما هي العواقب؟

- الرأسمالية كلها تشمل الخيارات. ولكن في النظام الاقتصادي، لا يوجد سوى نوع واحد من الخيارات: العمل لكسب الأموال. ويصبح أكثر طارئاً، وأنه يعطي نتائج أفضل عندما تصل الأرباح إلى أقصى حدّ، وعندما ندخل تفاني الناس إلى عالم البزنيس، نحصل على خيار آخر، جنبا إلى جنب الأعمال التقليدية  نضيف نوعاً آخر من الأعمال التي تمكن لنا من التعبير عن تفانينا من خلاله. والغرض الوحيد من العمل الذي أسميه باجتماعي، هو حل مشاكل الناس. كتابي مليء بأمثلة على ذلك.

-  أظن أن بعض القراء سوف يفكرون:"هذا يبدو خيالياً ".

- في الواقع، هذا عملي جداً. يأتي الناس محبي العمل كل الوقت ويقترحون تأسيس الشركات الاجتماعية طوعاً. مثل شركة McCain Foods الكندية. أرادوا أن يقوموا معنا بأعمال اجتماعية. لديهم 60% من السوق الفرنسية لصغار السمك في العالم. أقمنا البزنيس الاجتماعي المشترك في كولومبيا. ويحاول العديد من المزارعين الكولومبيين كسب الرزق، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى. كامبو فيفو، بزنيسنا الاجتماعي الذي يساعد المزارعين في زراعة البطاطس والخضروات ذات الغلة العالية.

بعد ذلك، أسسوا بزنيساً اجتماعياً آخر في فرنسا، حيث يضيع 26 % من البطاطس، لأن شكله غير مناسب لآلات القلي الفرنسية. عندما بدأوا ينظرون إلى McCain Foods من خلال نظارات البزنيس الاجتماعي رأوا فرص جديدة. وأسسوا Bon et Bien لشراء هذا البطاطس لإنتاج حساء البطاطس. وأنهم يستأجرون شباباً عاطلين عن العمل. ثم لاحظوا أن 30 % من الخضراوات التي تزرع في جميع أنحاء أوروبا يتم تجاهلها لأنها لا تملك الشكل الصحيح لمحلات السوبر ماركت وتسمى "الخضروات القبيحة". وتشتري شركة البزنيس اجتماعي  هذه الخضروات تعدها لوضعها في حزمة صغيرة من الخضروات الجاهزة. كانوا يستطيعون كسب المال على هذا، لكنهم قرروا عدم القيام بذلك لأن حساء الخضار كانت جيدة ورخيصة.

 - الشركات العادية تحل المشاكل باستمرار. ما الذي نحصل عليه من خلال إزالة دافع الربح؟

- إذا قمنا بإزالة الدافع من الربح الشخصي وفكرنا فقط عن حل المشكلة، وفنرى فجأة الكثير من الفرص التي لم يسبق له مثيل. إذا أصبح التفاني قوة دافعة للتطور التكنولوجي بدلا من المكاسب الشخصية، تتحول التكنولوجيا فجأة إلى قوة  قوية للغاية وتغير العالم بسرعة جدا. ثم سيتم تطوير الذكاء الاصطناعي لمعالجة المشاكل الصحية للناس، بدلا من أخذ الوظائف. إذا ركزتم على جزء متفان من الإنسانية، فإن الاقتصاد كله يتغير.

- من أين يأتي التمويل؟

- من العديد من الاتجاهات. يمكن أن تكون الأموال الخيرية مصدراً رئيسياً. يؤسس العديد من المساهمين صناديق البزنيس الاجتماعي. يمكن أن الثروة الشخصية أيضاً تكون مصدراً هاماً. كذلك  صناديق التحوط أو صناديق التأمين وصناديق التقاعد يمكن أن تستثمر 1 % من أموالها في البزنيس الاجتماعي دون توقع تحقيق المكاسب الشخصية.

- ماذا تقول لرجال الأعمال المهتمين؟

-حاولوا القيام بذلك. استخدموا جزءاً من ثروتكم أو مسؤوليتكم الاجتماعية المشتركة، وأموال الصناديق لاستثمارها في البزنيس الاجتماعي. يمكنكم إعلان المسابقات لتصميم الشركات التي تتناول أحد أهداف التنمية المستدامة التي تهتمون بها. سوف تحصلون على الكثير من الأفكار عن البزنيس. اختاروا واحداً أو اثنين من الخيارات باشروا في الاستثمار فيها ليس لأغراض الدعاية فقط. تأكدوا من أن هذا حقاً يحل مشاكل الناس. أيضا، تتعلموا الكثير عن أنقسكم بفضل القيام بهذه الأعمال.

The New York Times

 

 

 

 

 

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
جميع الأخبار