رفعت فياض
وكان اللقاء التالي للوفد الصحفي المصري مع البروفوسير أبيل محرموف رئيس جامعة باكو الحكومية وهي أكبر وأقدم جامعة في اذربيجان ـ وبعد زيارتنا للجامعة ومقراتها وكلياتها، تحدث معنا البروفوسير أبيل محرموف فقال إن مايسعدنا جميعا في إذربيجان هو أن مصر كانت في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان، كما نلمس حاليا التطور في العلاقة بين البلدين بشكل ملحوظ، وخير دليل علي ذلك هو إعلان عام 2017 عام التضامن الإسلامي ـ هناك 56 دولة مسلمة ولو قيمنا مستوي العلاقات مع هذه الدول سنجد مصر في مقدمتها بالرغم من أن أذربيجان جزء من العالم التركي، وتربطنا بجانب ذلك علاقات قوية مع الدول العربية وفي مقدمتها مصر .. وأضاف أن جامعة باكو الحكومية هي أول جامعة أسست في أذربيجان، وسوف نحتفل عام 2019 بمرور 100 عام علي إنشائها ـ وأوضح أن أول كلية تم تأسيسها بهذه الجامعة هي كلية الدراسات الشرقية، وعندنا أيضا مدرسة علمية قوية جدا في الأدب واللغة العربية
وقال إننا نفخر بالفعل بالاهتمام باللغة العربية والأدب العربي وأصبح لدينا كوادر كبيرة في هذا المجال، وقد شجعنا علي ذلك مايتم الآن من توطيد للعلاقات بين أذربيجان والدول العربية والذي كان في مقدمة اهتمامات الزعيم الراحل حيدر عالييف وهو نفس الشئ بالنسبة للرئيس الحالي الذي يعمل علي تقوية هذه العلاقات باستمرار
قضية نوبل والعالم الإسلامي
وأوضح رئيس جامعة باكو أنه علي الرغم من أن عدد الدول الإسلامية حاليا يصل إلي 56 دولة من بين 200 دولة علي مستوي العالم، إلا أنه لم يحصل علي جائزة نوبل من الدول الإسلامية سوي 3 علماء فقط في العلوم الطبيعية، وكان السؤال الذي طرح نفسه هل هؤلاء العلماء حصلوا علي الجائزة وهم في بلدهم الإسلامي، وكان أولهم العالم السكندري د. أحمد زويل وكان صديقنا وجلسنا معه كثيرا وأكمل تعليمه في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والثاني هو د.عبد السلام الذي عاش في إنجلترا ـ والثالث هو د.سان جالو التركي وقد حصل علي الجائزة وهو في الولايات المتحدة ولايوجد عالم واحد حصل علي هذه الجائزة وهو يعيش في بلده ـ ولذلك السبب نقول أنه كما نقوي علاقاتنا كدول إسلامية مع بعضنا البعض في المجالات الإقتصادية ـ لابد أن نقويها أيضا في المجالات العلمية ولقد زارنا قريبا مساعد أول وزير التعليم العالي المصري د.حسام الملاحي وتكلمنا معه كثيرا في هذا الأمر لأنه لابد من الإهتمام بالتعليم لأن رفع نسبة التعاون فيهما بيننا سيخدم الجميع ـ ولذلك أناشد بأن نبدأ بدعوة المتخصصين في الدراسات الشرقية الأذربيجانيين لزيارة مصر ـ ويمكن للطلاب المصريين وكذلك الأساتذة أن يأتوا إلي هنا في أذربيجان وإلي هذه الجامعة
70سنة تحت مظلة روسيا
وعاد رئيس جامعة باكو الحكومية بأذربيجان ليقول إننا قد ظللنا 70 سنة تحت مظلة الجانب الروسي، وكانت علومنا مستقاة من الجانب الروسي، وكانت موسكو هي المركز لبقية الدول التابعة لها ونحن منهم ندور حول هذا المركز، وأنا شخصيا كان جزءا من تعليمي في روسيا عام 1972 وحصلت علي الدكتوراة من روسيا ـ وحتي الآن أعمل في جامعة باكو الحكومية ـ وأنا عضو أكاديمية العلوم في روسيا وأذربيجان، وبعد حصولنا علي الاستقلال منذ 25 عاما كنا نبحر في بحور العلم الروسي وسفينة الروس، أما الآن فقد نبحر بسفينة أخري ـ وسفينتنا وسفينتهم تسبح ـ لكن لانسبح خلف السفينة الروسية، بل نسبح حول السفينة الأوربية مثل نظام الساعات المعتمدة في التعليم، وقد تقبلنا النموذج الأوربي منذ 10 سنوات، ونسبح خلف السفينة الأوربية، ونسبح بموازين السفينة الأوربية وليس خلفها.
22 ألف طالب
وأضاف رئيس جامعة باكو أن جامعتنا بها 22 ألف طالب وطالبة، وبها 4 آلاف عضو هيئة تدريس وموظف وبها أكثر من 300 أستاذ و1500 باحث حصلوا علي الدكتوراة، وعندنا علاقات مع أكثر من 500 جامعة علي مستوي العالم منهما 70 دولة بشكل مباشر، منها جامعات أوربية وسعودية وأمريكية ويابانية ـ ولدينا مراكز بحثية أيضا ـ وإذا كان هناك علي مستوي العالم 150 ألف جامعة منها 20 ألف جامعة متميزة فنحن سنكون في أول نسبة الـ ٤٪ الأولي منهما في ترتيب هذه الجامعات ـ وإذا كانت فرنسا تشتهر بجامعة السوربون، وبريطانيا بجامعة كمبريدج، وأمريكا بجامعة هارفارد، فإن هذا هو واقعنا في جامعة باكو بأذربيجان وسنحتفل بمئويتها قريبا، وسيكون ذلك في اليونسكو بباريس ـ كما حصلنا مؤخرا علي الجائزة الذهبية في النانو تكنولوجي .. ونحن في أذربيجان لدينا أكثر من 50 جامعة، وجامعتنا هي الأولي فيما بينها، وكان لها دور بارز
في إنشاء بقية الجامعات الأخري في أذربيجان ـ ويصل عدد الجامعات الحكومية عندنا حوالي 42 جامعة والباقي جامعات خاصة ـ ويوجد تعاون فيما بيننا والجامعات المصرية وفي مقدمتها جامعة عين شمس ـ ولدينا 17 كلية نصفها علوم إنسانية مثل الصحافة والحقوق، والتاريخ، والعلوم السياسية، والدرسات الشرقية ـ وباقي الكليات علوم طبيعية مثل الفيزياء والرياضة والجيولوجيا، وعندما كنا في السفينة الروسية لم يسمحوا لنا بإنشاء كلية للطب بالجامعة ـ أما الآن فقد أصبح عندنا في أذربيجان جامعة طبية متخصصة