اليوم هو يوم الذكرى في أذربيجان، يتذكر جميع الأذربيجانيين شهداء الوطن استشهدوا خلال حرب قراباغ 2020، تلك الحرب الوطنية التي استمرت 44 يوماً، وكذلك شهداء الوطن في حرب قراباغ الأولى وما بعدها.
في هذه المناسبة قال أومود ميرزايف رئيس مؤسسة الصحافة الأوراسية الدولية، سيظل يوم 27 من سبتمبر ذكري خالدة لوطننا ولكل أذربيجاني، لأنه يعبر عن يوم الملحمة العظيمة لجيشنا وشعبنا تحت قيادة الرئيس القائد إلهام علييف، قائد الحؤب والسلام.
لقد انتظرنا ذلك اليوم منذ سنوات طوال، لذلك يشكل يوم 27 سبتمبر ذكري عزيزة بالنسبة لي بشكل خاص، فقد ولدت وترعرعت في قرية أشاغي عبد الرحمنلي، وخرجت منها بعد الاحتلال، ثم جاء ذلك اليوم، يوم التحرير ليفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة تربط بيني وبين موطني وقريتي، لقد تم تحريرها من العدو الغاشم، فقد كنا ننتظر هذا اليوم منذ سنوات، واليوم كان بداية انتصارنا.
عندما توفي والدي في 7 ديسمبر 2016 ، أردنا أن ندفنه في قريتنا نصف المحتلة في فضولي، أي على خط التماس، فقمنا بدفنه في الشفق على بعد 150 متراً من المواقع الأريمنية المحتلة في أراضي قريتنا حتى لا يراه العدو حينها، واليوم قريتنا خالية تماماً من العدو المحتل بفضل دماء شهداءنا، حيث يمكنني الذهاب إلى قبر والدي في أي وقت، وليس عند الغسق، في 27 سبتمبر، كنت ذاهباً إلى المنطقة، إلى خط المواجهة، في حوالي الساعة 11:00 صباحاً، وتلقيت نبأ تحرير قريتنا من الاحتلال، إنه من الصعب للغاية أن نعبر عن تلك المشاعر بالكلمات، فلقد توافد الناس من القرى والمناطق على طول الطريق.
كانت هناك قافلة كبيرة من الجنود وذخيرة ومعدات، كان الناس يرتجفون من السيارة، وكان بعضهم يدخّن والبعض الآخر يرشق الماء، أراد الجميع المساهمة، وفي نفس اليوم، تحركنا في اتجاه منطقة خط المواجهة في تارتار وأغدام مع موظفي مؤسسة الصحافة الأوراسية الدولية وأصدقاؤنا الذين تم أتوا من شبكة الجزيرة الإعلامية الدولية.
طوال 44 يوماً، كنا في خضم مشاعر مختلطة غير معلنة من الحزن والفرح، كنا من أوائل الأشخاص الذين وصلوا إلى مدينة كنجة، حيث مأساة الشهداء المدنيين الذين اغتالتهم الهمجية الأرمينية، شهدنا أحداث مماثلة برادا ومينجاشفير وجورانبوي، وانفجار القذائف بالقرب من المدنيين، كنا نذهب إلى تارتار كل يوم تقريباً، لدينا مكتب إقليمي كبير في تارتار. كان مركز تارتار للتدريب المهني الإقليمي من أكثر المناطق تضرراً، ولكن بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتي، أقول هذه الكلمات، وما زلت أعاني من رعشة.
لقد مر عام واحد فقط منذ ذلك التاريخ، وخلال هذه الفترة، نشاهد عملية إعادة الإعمار تتم بوتيرة متسارعة، شق الطرق، وبناء المنازل، و تم افتتاح مطار فضولي الدولي في زمن قياسي، وعلي الرغم من بعض الصعوبات، إلا أن بلادنا تتغلب على هذه الصعوبات بعزيمة وإصرار.
زار العديد من الصحفيين الأجانب والدبلوماسيين والباحثين وممثلي المنظمات الدولية المختلفة قراباغ خلال الفترة الماضية، وكان تلك الزيارات من أجل اطلاع المجتمع الدولي علي حجم الكارثة في المنطقة ونقلها إلى المجتمع الدولي. شعب أذربيجان مشتاق ومتحمس للعودة إلى وطنه، حالياً، يتم تنفيذ المشروع الرائد "القرية الذكية"، الذي يغطي ثلاث قرى في زانجيلان، بسرعة كبيرة، ونعتقد أن القرية ستكون مثالاً رائعاً علي أن أذربيجان تسعي للسلام والاستقرار.
اليوم، يتم تنفيذ أعمال بناء واسعة النطاق في أغدام وفضولي وشوشا. سيستمر الألم ونتائج هذه الحرب لسنوات عديدة، لكن العودة إلى قراباغ، وإنشاء البنية التحتية الأولية، هي بالطبع شأن وطني، ويبدو أن الجميع يحاول دعم ذلك بقدر المستطاع، فلقد أعرب الرئيس إلهام علييف عن رأيه في هذه القضايا، وتم تحديد المهام التي يتعين على الوكالات القيام بها، ونعتقد أن "العودة الكبرى"، التي ستبدأ في نهاية العام، ستكتمل بنجاح في وقت قصير للغاية.
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع