تم الإعلان عن اليوم العالمي للتوعية بالذخائر المتفجرة لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 أبريل 2005، ويتم احياء ذلك اليوم بشكل سنوي، حيث تدعو المبادرة بمساعدة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى مواصلة مكافحة الألغام الأرضية التي تشكل عقبة خطيرة أمام التنمية وإعادة الإعمار في الدول المتضررة من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.
تعد أذربيجان إحدى الدول العشر الأكثر تضرراً من الألغام الأرضية، ففي حرب قراباغ الأولى قتل ثلاثة آلاف شخص، وفي حرب قراباغ الثانية قتل 200 شخص في العام ونصف العام الماضيين.
تمت مناقشة مشكلة الألغام في المؤتمر الدولي "أنشطة إزالة الألغام للأغراض الإنسانية وأهداف التنمية المستدامة" الذي عقد في باكو يومي 31 مارس، 1 أبريل، وقد حضر المؤتمر ثلاثة من ضحايا الألغام، الذي قام بتنظيمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحضره حوالي 120 مشاركاً من 30 دولة.
تمام جعفروفا، هي إحدي ضحايا الألغام، حيث فقدت ساقها في انفجار لغم في عام 1997، وبصفتها من الأشخاص الذين يعانون مأساة الألغام في سن مبكرة، فقد ناشدت المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل القضاء علي تلك المشكلة، وإيجاد حل لها في أذربيجان.
ولدت تمام جعفروفا عام 1976، في قرية جوشا بمنطقة توفوز، وهي الثانية من بين 5 أطفال في الأسرة، في يوم 7 يوليو 1997، احتفلت عائلة تمام بعيد ميلادها الحادي والعشرين.
تحكي تمام عن مآساتها، فتقول: اشترينا بقرة، وعمل والدي حرفياً ليدفع ثمنها، وبينما كنت أرعى هذه البقرة مع أخي الصغير وأختي، صعدت بطريق الخطأ واصطدمت بلغم في المرعى، وفي تلك اللحظة، بتر اللغم رجلي اليسرى تماماً، واحترقت الساق اليمنى والذراع اليمنى، ولاحقًا أصبت بكدمة في عيني وما زلت أعاني من إصابات وندبات كبيرة وشظايا في ذراعي الأيمن.
في المدرسة كنت رئيس جمعية للأطفال، درست لمدة عام بعد أن أصابني اللغم، ثم أخرجوني من المدرسة، حيث قامت الدولة بتوفير طرف صناعي الخاص بي، وسأقوم بإعادة التأهيل، وأنا لست متزوجة، وأعيش الآن مع أخي في الحي بعد وفاة والديّ، واليوم، حضرت هذا المؤتمر الدولي حول الألغام، وتتمثل أهم مهمة من خلاله في اسماع صوتنا إلي جميع أنحاء العالم.
وبحسب السيدة تمام، في المؤتمر الدولي الذي حضرته الأسبوع الماضي، تطرق الضيوف والسفراء الأجانب إلى موضوع دعم النساء لإزالة الألغام، فعلى مر التاريخ، اشتهرت النساء التركيات بركوب الخيل والرماية والمبارزة، وبصفتي ضحية لغم أرضي، أدعو النساء الأذربيجانيات إلى مساعدة إخواننا وأخواتنا في هذا المجال، فلدينا الكثير من الفتيات الفرسان الذين تمكنوا من العمل في حقول الألغام، وحتى إذا لم أتمكن من القيام بذلك بسبب ظروفي الصحية، فسوف أذهب وأطبخ هناك، هذه أمنية في قلبي. إن قضية الألغام الأرضية يجب أن توضع في الاعتبار دائماً.
الألغام في الأرض تشبه الأفاعى الاصمتة، إذا رفعت الحجر الملقا عليه، سوف تجد تلك الأفعى التي تتربص بك، وكل من يقول لا يوجد ألغام يكذب، يمكن أن يكون اللغم في أي مكان، ولا يوجد أحد في مأمن من شره. لقد دعينا أهلنا وجميع القاطنين في المنطقة الحدودية إلي عدم زيارة تلك المناطق، وتوخي المزيد من الحذر.
باعتباري من الذين عاشوا مأساة الألغام، أقول لا تذهب إلى مناطق غير مألوفة! خطوة واحدة سوف تدمر حياتك، ماذا لو قتل شخص أو فقد ساقه؟، إن جميع أقاربي يعانون، فالدموع لا تترك الإخوة والأخوات والأمهات بمفردهم، سترافقهم الدموع مدى الحياة. يشعر الوالدين بالأسي والألم عندما ينظر إلى وجهي، فاللغم الأرضي لا يعرف أحد، إنه كابوس، لا يهتم بطفل أو برجل أو امرأة، فكم من شعبنا قتل بانفجار لغم حتى الآن.
منذ فترة وجيزة أصيب جندي بانفجار لغم، وكم أعداد المواشي التي أصيبت بالألغام؟ هذا لقد تسببت الحرب في خسائر فادحة في معظم عائلاتنا، وفي كل مكان في أذربيجان، الصغير والكبير، الزهور في فضولي، والأطفال في كنجة، والأمهات والآباء لا يكفون عن الدموع من ويلات هذه الحرب، ورغم كل ذلك فإن عواقبها مستمرة، أصوات مسموعة في المجتمع العالمي، أدعو العالم إلى وقف إنتاج الألغام! لا تزهقوا الأرواح!
في الختام، تحدثت تمام جعفروفا، عن مشروع التوعية بمخاطر الذخائر غير المتفجرة التابع لـمؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في المناطق وأهميته، وقالت، إن عمل الصندوق الدولي للصحافة في أوراسيا، المتعلق بالتوعية بالمخاطر من الألغام، ينقذ العديد من الأرواح، ويشجعهم على أن يكونوا أكثر حرصاً، أحاول المشاركة في هذه الفعاليات بقدر ما أستطيع، وأعتقد أنه يمكنني دعم مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في هذه المنطقة.
يعد مشروع التوعية بمخاطر الذخائر غير المتفجرة، الذي تقوم بتنفيذه مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة، وبدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، ومكتب اليونيسف في أذربيجان، والوكالة الوطنية الأذربيجانية لمكافحة الألغام، من أهم المشروعات التي تهدف إلي زيادة وعي السكان بأخطار الألغام وغيرها من الذخائر غير المتفجرة، وذلك لتقليل المخاطر من خلال تشجيعهم على الحذر والتصرف بأمان.