قال رئيس أذربيجان إلهام علييف في لقاء مع الجزيرة مباشر، إن تدمير الأرمن للمساجد والمتاحف والمعالم التاريخية في مدينة شوشا بشكل خاص وإقليم كاراباخ بشكل عام “لا تفسير له”.
وأوضح لمراسل القناة، أنه جرى الاعتداء على التراث الإنساني والموروث الثقافي في محاولة لطمس معالم المدينة وهويتها التاريخية.
ووعد علييف بإعادة إعمار كل ما دمره الأرمن، واستعادة الهوية التاريخية لكافة المناطق المحررة وتطهيرها من الألغام تمهيدًا لعودة السكان، في ما سماه “العودة الكبرى”.
سارعت حكومة أذربيجان لإعلان مدينة شوشا عاصمة ثقافية لها بعد نحو شهرين من استعادتها من الأرمن خلال حرب 2020.
وشدد علييف، خلال إعلانه شوشا عاصمة للثقافة، على ضرورة فحص المساكن والمواقع التاريخية، ورصد الأضرار بكل دقة، والبدء السريع في إعادة الإعمار واستعادة المظهر التاريخي للمدينة.
وأعلنت المنظمة الدولية للثقافة التركية مدينة شوشا، عاصمة الثقافة للعالم التركي في 2023، بناءً على مقترح تقدم به وزير الثقافة في أذربيجان.
وكانت أذربيجان قد اتهمت الأرمن بتدمير عشرات المساجد والمتاحف التاريخية وعدد من المراكز الفنية والمعالم والمواقع وإتلاف مخطوطات ووثائق تاريخية وآلاف الكتب، في المدينة.
يظهر لزائر إقليم كاراباخ ومدينة شوشا كيف تسابق حكومة أذربيجان الزمن لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، ونزع الألغام وشق الطرق وتوفير الخدمات في الإقليم ومدنه، وفي مقدمتها مدينة شوشا ذاكرتهم التاريخية والثقافية والفنية بعد 28 سنة من وجود الأرمن فيها.
وقال حكمت حجييف، مدير مكتب شؤون السياسة الخارجية بديوان الرئاسة في جمهورية أذربيجان، للجزيرة مباشر خلال جولة ميدانية في قلعة شوشا التاريخية، إن عودة السكان إلى المدينة ستبدأ العام المقبل.
وتقدّر الحكومة أن إعادة الإعمار ستستمر حتى عام 2025 وأن الأولية لإعادة بناء المساكن والمدارس والمرافق الصحية.
تعود أهمية مدينة شوشا إلى رمزيتها الثقافية والدينية والتاريخية لدى الأذريين، كما ينحدر منها عدد كبير من الفنانين والشعراء والمثقفين في أذربيجان؛ ولذلك يتحدث الأذريون عن تاريخ هذه المدينة ورموزها بفخر واعتزاز.
ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر تفاصيل كثيرة خلال جولة ميدانية في قلعة شوشا التاريخية، بداية من سورها العتيق ومدخلها الرئيسي مرورًا بأبرز مبانيها ومساجدها وسوقها.
وتتزيّن الساحة الرئيسية للقلعة في المدينة بتماثيل تجسد بعض الرموز، يتوسطها تمثال للأميرة الشاعرة “خورشيدبانو ناتوان”، التي اشتهرت كذلك بأعمالها الخيرية.
في “ساحة الخيول” الشهيرة -التي تقع على مرتفع جبلي مطل على أجزاء واسعة من كاراباخ- وقف دليل كاميرا الجزيرة مباشر، “أُمود مِرزاييف” ومعه المترجم “سامن محمدوف” يشرح طبيعة المعركة الأخيرة في 2020، التي أسفرت عن استعادة كاراباخ.
وأشار المتحدث نحو قمم جبلية أسفلها غابات وأشجار كثيفة وفي الأفق طريق حديث، وهو يقول “لم يكن الأرمن يتوقعون قدوم جيشنا من هنا، هذا الطريق شُقّ خلال الحرب وسُمّي طريق الظفر”.
وأفاد بأن معظم الجنود الذي تسلقوا هذه الجبال، وشاركوا في المعركة هم من أبناء المنطقة وقد خرجوا منها وهم أطفال عندما استحوذ عليها الأرمن عام 1992.
