أكتوبر من عام 2014 ، ای بعد 4 اشهر من احتلال “داعش” للموصل وغرب العراق قال وزیر الدفاع الأمریكی السابق لیون بانیتا إن الحرب ضد “داعش” ستستمر نحو ثلاثین عاما.
بعض المسؤولین الامریكیین خفضوا من الرقم ثلاثین ، الي 10، وبقی الرقم 10 هو اقل رقم نزل الیه المسؤولون الامریكیون ، الذین احتاجوا الي عام كامل من اجل ان یشكلوا تحالفا دولیا من 67 دولة بقیادتهم لمحاربة “داعش”.
كان واضحا منذ الیوم الاول ، من خلال اداء هذا التحالف ، ومن خلال تصریحات ومواقف الرئیس الامریكی السابق اوباما واركان ادارته ، عدم وجود جدیة حقیقیة فی الموقف الامریكی من “داعش” ، فامریكا كانت تلعب بورقة “داعش” من اجل استخدامها لتحقیق عدة اهداف منها العودة مرة اخري الي العراق ، واستنزاف محور المقاومة ، ونهب ثروات المنطقة وتقسیم بلدانها.
اللافت ان التحالف الدولی الذی تقوده امریكا بدلا من ان یستهدف “داعش” استهدف فی اكثر من مرة الجیش السوری والقوات المساندة له والجیش العراقی وقوات الحشد الشعبی ، وهی من اهم القوي التی كانت ومازالت تحارب “داعش” فی سوریا والعراق ، واستشهد العدید من ابناء سوریا والعراق فی الاستهدافات الامریكیة المتكررة ، كما القت امریكا وفی اكثر من مرة الاسلحة والعتاد الحربی المتطور علي المناطق التی تحت سیطرة “داعش”.
فی العراق وعندما كانت “داعش” علي تخوم بغداد وتهدد بغزوها وغزو كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ، لم یكن حینها للناس من ملجأ یلجأون الیه الا المرجعیة الدینیة العلیا المتمثلة بسماحة ایة السید علی السیستانی دام ظله ، الذی اعاد كل شیء الي نصابه بعد الفوضي التی سادت الشارع العراقی ، من خلال فتوي الجهاد الكفائی التی اطلقها سماحته ، فلم تمر سوي دقائق حتي هب الملایین من الشباب العراقی من مختلف مناطق العراق ملبین الفتوي ، التی قلبت موازین القوي راسا علي عقب لصالح العراق والمنطقة والعالم.
بعد ثلاثة اعوام من صدر فتوي الجهاد الكفائی ، وفی نفس الشهر الذی دنست فیه “داعش” ارض العراق بالتواطؤ مع “دواعش” السیاسة ، الذین باعوا محافظاتهم ومناطقهم واهلهم ل”الدواعش” بثمن بخس ، حرر ابناء المرجعیة الدینیة والجیش وقوات الامن ومكافحة الارهاب جامع النوری ، الذی اعلن كبیر “الدواعش” ابوبكر البغدادی من علي منبره دولة الخرافة ، وقدم العراقیون خلال هذه الاعوام الثلاثة عشرات الالاف من الشهداء والجرحي ، فاسقطوا بدمائهم الزكیة دولة الخرافة ، وافشلوا مخططات امریكا التی كانت تسعي للابقاء علي “دعش” جاثمة علي صدر العراق 30 عاما ، بهدف شطب العراق من خارطة العالم.
رغم الدور الرئیسی والهام للجیش وقوات مكافحة الارهاب وقوات الامن فی النصر الذی تحقق فی الموصل علي “الدواعش” الا ان هذا النصر ما كان لیتحقق لولا وجود الحشد الشعبی ، الذی یمكن القول ان دوره اخذ یتكثف ویصبح اكثر بروزا منذ الیوم ، من اجل الحافظ علي النصر ، وتأمین الحدود مع سوریا ، ومنع “الدواعش” من التسلل الي المناطق التی تم تحریرها ، وافشال مخططات الاعداء ، والدفاع عن الارض والعرض والمقدسات.
ا