كشف مركز أبحاث إسرائيلي، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يرتكب كل الحوادث الإرهابية التي أعلن مسؤوليته عنها.
وأوضح مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب في إسرائيل، أنه من خلال تحليل مضمون البيانات التي يصدرها التنظيم الإرهابي لإعلان مسؤوليته عن عمليات إرهابية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو دول الغرب، تبيّن أن "داعش" ادّعى كثيرًا أنه وراء تنفيذ عمليات معينة، وأنه يفعل ذلك فقط بهدف الحصول على رواج إعلامي ودعم معنوي لمقاتليه، في ضوء الهزائم الكبيرة والانكسارات التي تعرض لها، لا سيما في العراق وسوريا وشبه جزيرة سيناء.
وذكر أن تحليل مضمون بيانات داعش، يبين أن ثمة اختلافات في شكل البيان وفقًا لنوع العملية وموقع تنفيذها. وأوضح أن أغلب العمليات التي وقعت بين يونيو 2016 ويونيو 2017، تمت دون أي توجيه أو مساعدة لوجستية أو أي شكل آخر من أشكال المشاركة من جانب التنظيم.
وبحسب القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي، انتهى هذا البحث إلى تحديد 3 أنماط مختلفة من بيانات داعش، الأول هو النمط القصير، وهو الأكثر شيوعًا، ويتضمن عبارات وتعبيرات متكررة، ويتعلق بالهجمات الإرهابية التي تنفذ في البلدان الغربية. ويتم صياغة هذه الرسائل بعد الهجوم، ويتم توزيعها على قائمة سريعة حتى اليوم التالي للهجوم.
والثاني هو النمط الطويل، الذي يتضمن تفاصيل الهجوم وأسبابًا مفصلة عن سبب تنفيذه. وهذا نمط يميز الهجمات الإرهابية التي يسبقها التخطيط المنظم، حيث يوجه الاهتمام إلى جانب المعلومات. وتكون هذه البيانات شائعة بشكل رئيسي في سوريا والعراق.
أما الفئة الثالثة من البيانات، فهي تلك التي تتضمن مقاطع فيديو. ويجري الحديث عن مقاطع صورها الإرهابيون بأنفسهم مسبقًا، وفي حالات قليلة يتم التصوير والنشر في وقت الهجوم. وهذه الفيديوهات، التي تشمل التهديدات للدول الغربية، وأداء يمين الولاء لزعيم داعش، أبوبكر البغدادي، تزيد الزخم الإعلامي. وهذا نمط شائع في العمليات التي تقع في العراق وسوريا ودول عربية أخرى، عندما يتعلق الأمر بالهجمات الانتحارية. وفي هذه النوعية يرى الباحثون أن معظم الهجمات الإرهابية التي يعلن التنظيم مسؤوليته عنها ينفذها ناشطو تابعون لداعش أو أولئك الذين تأثروا بها.
وهناك خصاص مختلفة لهذه الأنماط، فعلى سبيل المثال، البيانات التي يتم فيها الإعلان عن مسؤولية التنظيم في الشكل القصير، نجد أن العنوان يتضمن مصدر البيان وتاريخ نشره ومدى إلحاحه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نص الإعلان عادة ما يكون باللغة العربية الحديثة، بطريقة قصيرة وموجزة. وكثيرًا ما يكتب أن المعلومات المقدمة من مصدر أمني، من أجل خلق انطباع، بأن هناك إمكانية للوصول إلى مصادر أمنية. وفي معظم الحالات يتم توزيع الرسائل في اليوم التالي للهجوم، وفي حالات نادرة في يوم الهجوم أو بعد يومين.
ويتم توزيع البيان باللغة العربية، لكن داعش يبذل جهودًا لنشر البيان أيضًا بلغة المكان الذي وقع فيه الهجوم. ويتم نشر أغلب البيانات عبر وكالة الأنباء التابعة للتنظيم وهي وكالة أعماق. وبالإضافة إلى ذلك، لا تظهر أسماء أو صور المنفذين في أغلب الأحيان. وفي كثير من الأحيان لا يتم ذكر عدد الضحايا، ولكن يمكن أن يظهر عدد يعبر عن سقوط كثير من القتلى والجرحى، من أجل تعظيم الحادث وتضخيم نتائجه وقوته. ويتم تسمية الضحايا في أغلب تلك العمليات باسم "الصليبيين" أو "النصرانيين"، لأن داعش يدعي أنه يخوض حربًا دينية. أما السبب الرئيسي لتنفيذ الهجمات من وجهة نظرهم، فهو الرغبة في مهاجمة البلدان التي تهاجمهم. والهدف هو الضغط على مواطني دول التحالف لخلق رأي عام يعارض الهجمات المستمرة ضد التنظيم.
كما أن البيانات التي تتخذ صورة النمط الطويل لها بعض الخصائص الفريدة. من حيث الأسلوب، يتم استخدام اللغة العربية الكلاسيكية وأسلوب إسلامي بارز، والتي تشمل في معظمها مصطلحات إسلامية ودينية صارخة. ويظهر في هذا البيان مزيد من التفاصيل حول الهجوم، مثل تسليط الضوء على الهدف، من أجل إظهار مدى الضرر وقدرة داعش على ضرب المناطق المزدحمة.
وقال الباحثون، إن البيانات تستهدف التأكيد على فكرة الحرب الجارية بين المسلمين ومن يسمونهم الكفار.