تبدو الساحة الفلسطينية مقبلة على تغيرات جذرية في مشهدها السياسي العام، حيث برز مؤخراً نية لافتة لدى كل من حماس وحركة فتح بانهاء الخلاف والانقسام الداخلي خصوصاً بعد الاندفاعة الاميركية لتحريك عملية السلام، بغية الجلوس بوفد واحد على طاولة المفاوضات.
وتشير المعلومات، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طرح على الرئيس التركي، رحب طيب اردوغان التدخل لحل النزاع الداخلي وقد وافق اردوغان على ذلك كما اشارت وسائل اعلام الاراضي المحتلة.
وفي السياق نفسه، طالب رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بانهاء الانقسام وطرح بضعة حلول لانهاء الخلاف «الخطر» كما اعتبر.
اما في مسار السلام، فلقد كشف نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الخارجية ان الولايات المتحدة ابلغته نيتها تقديم خطة جديدة للسلام لم يعرف حتى الآن اي من بنودها، الا انه من المتوقع ان ترتكز على مبادئ خارطة الطريق للسلام الذي طرحها الرئيس الاميركي جورج بوش مع روسيا والصين والمجموعة الاوروبية والتي تنص على دولتين ضمن حدود 1967.
هذا وكان نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الخارجية، إن الوفد الأميركي طلب من القيادة مهلة ثلاثة إلى أربعة أشهر لتقدم الإدارة الأميركية خطة سلام.
وأضاف شعث في تصريح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، امس، أن الوفد الأميركي لم يقدم أي موقف مضاد أو مؤيد للمطالب الفلسطينية ، وإنما طلب مهلة لإعداد خطة سلام.
وأوضح مستشار الرئيس الفلسطيني أن القيادة أطلعت الوفد الأميركي على المطالب الفلسطينية، وهي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، إضافة إلى حل كل قضايا الوضع الدائم على رأسها عودة اللاجئين.
وفيما يتعلق بخطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي سيلقيه في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، أكد شعث أن الخطاب سيؤكد على المطالب الفلسطينية وسيكون بصيغة جديدة وسيتناول فترة وعد بلفور حتى يومنا هذا.
إلى ذلك، وفي خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن اليوم هو أول يوم لدخول أعضاء الكنيست ووزراء الحكومة الإسرائيلية إلى الأقصى، وذلك بعد منع استمر نحو عامين، منذ تفجر عمليات الطعن والدهس في أعقاب التوتر بالقدس.
من جهة اخرى، استئناف محادثات واشنطن وتل أبيب بشأن نقل السفارة إلى القدس
استأنفت إسرائيل والولايات المتحدة المحادثات بشأن إمكانية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، بحسب صحيفة Times of Israel.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الحكومة الإسرائيليةبنيامين نتنياهو أجرى مباحثات، الخميس الماضي، مع جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب مكتب نتنياهو، فإن المباحثات كانت «بناءة ومثمرة»، وأن مسألة نقل السفارة الأميركية طرحت أثناء اللقاء من قبل الطرفين.
وكان مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير قد وصل إلى إسرائيل، يوم 24 آب، برفقة كل من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ونائبة المستشار للأمن القومي دينا باول، في زيارة تشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك في إطار محاولة الإدارة الأميركية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، وإحياء عملية السلام.
حماس: الانقسام الفلسطيني بات خطرا محدقا
اما في الشأن الفلسطيني الداخلي، أعلن رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، يحيي السنوار، أن المشروع الوطني الفلسطيني في «خطر محدق» جراء استمرار الانقسام السياسي الحاصل.
وطرح السنوار، خلال لقاء جمعه مع صحفيين في مكتبه بمدينة غزة، امس، هو الأول من نوعه منذ انتخابه في منصبه، رؤيتين للخروج مما سماه بـ«المأزق الذي يحيق بالمشروع الوطني».
وتتمثل الرؤية الأولى، حسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية، بإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني عبر الانتخاب أو أي طريقة أخرى، ومن ثم تطوير منظمة التحرير الفلسطينية لكي تصبح إطارا جامعا تمثل «الكل الفلسطيني».
أما الرؤية الثانية التي طرحها السنوار، فتكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الفصائل الفلسطينية الرئيسية، وتتحمل كافة المسؤوليات والصلاحيات في الضفة والقطاع.
وأكد السنوار استعداد «حماس» لحل اللجنة الإدارية، التي شكلتها في قطاع غزة، شريطة «إنهاء المبررات، التي أدت لتشكيلها»، مضيفا في هذا السياق: «اللجنة الإدارية جاءت لمنع الفراغ الذي أحدث غياب حكومة الحمد الله».
ومن الجدير بالذكر أن تصريحات رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة تجري بالتزامن مع لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة.
بدورها، نقلت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، في وقت سابق، عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها إن أردوغان وافق على طلب عباس التدخل لإنهاء الانقسام بين حركتي «فتح» و«حماس».
محكمة إسرائيلية تقضي بسجن أقارب لمنفذ عملية حلميش
اقرت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن خمسة من أقارب شاب فلسطيني قتل ثلاثة مستوطنين في تموز الماضي بمستوطنة في الضفة الغربية، مبررة حكمها بأن الأقارب لم يمنعوا الشاب عن القيام بذلك.
وقال مصدر عسكري اليوم إن المحكمة قالت إن والديّ وعمّ وشقيقيّ عمر العبد (19 عاما) «كانوا يعرفون نيته ارتكاب هجوم إرهابي ولم يقوموا بفعل شيء لتحذير قوات الأمن ومنعه.» وقد حكم على الشقيقين والعم بالسجن ثمانية شهور، وعلى الوالد بالسجن شهرين وعلى والدته بشهر واحد.
كما أدينت الوالدة أيضا بـ «التحريض على العنف» بسبب دفاعها عما قام به ابنها في وسائل الإعلام الفلسطينية.
وكان جيش الاحتلال هدم يوم 16 من آب الحالي منزل عائلة العبد بقرية كوبر الفلسطينية قرب مدينة رام الله بالضفة المحتلة، في إجراء عقابي للهجوم الذي نفذه عمر يوم 21 تموز الماضي على مستوطنة حلميش قرب رام الله، حيث دخل منزلا وقتل طعنا ثلاثة إسرائيليين هم أب وولداه.
واعتقل الشاب بعدما أصيب برصاص مستوطن هرع عند سماع صراخ صادر من المنزل.
وكان العبد عبّر على فيسبوك عن غضبه مما يجري بالأراضي الفلسطينية ولا سيما الحرم القدسي الشريف، ونفذ هجومه داخل المستوطنة في وقت كانت تجري مواجهات في القدس المحتلة والضفة نتيجة للإجراءات الأمنية التي حاولت إسرائيل فرضها بـ أبواب المسجد الأقصى ما أثار موجة غضب شعبية عارمة دفعت سلطات الاحتلال للتراجع عن الإجراءات الأمنية.