تزداد أوضاع الروهينجا سوءاً بوتيرة سريعة
بعث الدكتور محمد يونس، رئيس مركز يونس، والحائز على جائزة نوبل للسلام، رسالة مفتوحة إلى مجلس الأمن الدولي للتدخل لإنهاء الأزمة الإنسانية في راخين بميانمار. تقدم يوميات أوراسيا النص الكامل للرسالة.
"السيد الرئيس والسادة أعضاء مجلس الأمن المحترمون،
وكما تعلمون، فإن المأساة الإنسانية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية قد اتخذت منعطفا خطيرا في منطقة أراكان في ميانمار. فإنه يحتاج إلى تدخلكم الفوري.
بحسب المعلومات الواردة من المنظمات المختلفة، أدى الهجوم العسكري الأخير الذي شنه جيش ميانمار في ولاية راخين إلى قتل مئات من الروهينجا. وقد نزح مئات الآلاف من الأشخاص. وقد أحرقت القرى كاملة، واغتصبت النساء، وقتل العديد من المدنيين تعسفا، وقتل الأطفال. والأهم من ذلك أن منظمات المعونة الإنسانية حرمت تماماً من الوصول إليها، مما أدى إلى أزمة إنسانية مروعة في منطقة تعاني بالفعل من الفقر المدقع. ووفقا لمصادر الإدارة المحلية، فر حوالي 120.000 شخص إلى بلدي خلال الاثني عشر يوما الماضية. إن البؤس الإنساني الناجم عن هذا التشريد الجماعي للرجال والنساء والأطفال تحت تهديد الموت يزداد سوءا كل يوم.
أنا، بمشاركة العديد من الحائزين على جائزة نوبل والأشحاص البارزين والمعروفين في العالم نندد موجة العنف الواقعة في أواخر العام الماضي ونطلب تدخلكم. وعلى الرغم من الأجراءات المتخذة، فإن الوضع لم يتحسن. هذه المرة، أحثكم على اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العنف ضد المدنيين الأبرياء ووقرار السلام الدائم في راخين.
أدعو مجلس الأمن الدولي للتدخل فورا باستخدام جميع الوسائل المتاحة. وأطلب إليكم اتخاذ إجراء فوري لوقف الهجوم العسكري العشوائي على المدنيين الأبرياء الذي يجبرهم على مغادرة منازلهم والفرار من البلد ليتحولوا إلى أشخاص بدون الجنسية.
وكما أحثكم على إقناع حكومة ميانمار باتخاذ خطوات فورية لتنفيذ توصيات لجنة راخين الاستشارية التي أنشأتها حكومة ميانمار في عام 2016 تحت ضغوط المجتمع الدولي. وأوصت اللجنة، التي تتألف في معظمها من مواطني ميانمار، برئاسة كوفي عنان، بمنح الجنسية للروهينجا، والسماح لهم بحرية التنقل، والحقوق والمساواة أمام القانون، وضمان التمثيل الطائفي الذي غيابه يؤثر على المسلمين بشكل غير متناسب، والمساعدة في ضمان سلامة وأمن العائدين. ويبدو أن عقود من الاضطهاد تولد التطرف الذي أشارت إليها اللجنة الاستشارية في راخين أيضاً. وأصبح الخوف واقعية من خلال الهجوم على قوات الأمن في ميانمار من قبل المسلحين. وما لم يتم بذل جهود بناءة لبناء سلام دائم، فإن الحالة ستزداد سوءاً مما قد يشكل بدوره تهديدا أمنيا خطيرا للبلدان المجاورة.
وهناك ة حاجة كبيرة إلى تغيير جريء في النهج من جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إذا أطلب وضع الحد على سلسلة العنف ضد الروهينجا. ويتعين إخبار حكومة ميانمار بأن الدعم والتمويل الدوليين مشروط بتغير كبير في السياسة تجاه الروهينجا. ويجب أن تتوقف الدعاية والتحريض على الكراهية وجميع أشكال العنف، ولا سيما العنف الذي تمارسه الدولة ضد الروهينجا، والقوانين والسياسات التمييزية، ويجب تنفيذ توصيات لجنة كوفي عنان على الفور.
إن العالم في الانتظار لعب مجلس الأمن الدولي دوره لإنهاء الأزمة الإنسانية وبناء السلام في المنطقة.
مع خالص الامتنان محمد يونس "
https://www.facebook.com/YunusCentre/videos/10154607860727693/