إن في تحليل المركز الدولي للعملية الإرهابية التي شنت يوم الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 والتي مرت عليها ستة عشر سنة ،في الحقيقة هي وبال على المسلمين حيث احتلت أراضيهم وقتلو وهجرو وضيق عليهم في عديد البلدان الأوروبية، وشوه الإسلام وحلت بنا نكبات ندفع ضريبتها إلى اليوم . فانطلقت صناعة الإرهاب وفرخت التنظيمات باغتيال العقول وتدميرها واستحواذهاعلى الشباب.المهمش إقتصاديا،واجتماعيا،ودينيا، وثقافيا.
إن قضية "الإرهاب العالمي هي من أولويات الأجندة الدولية مع تزايد عدد التنظيمات الإرهابية، فتزايدت خطورة ظاهرة "الإرهاب العالمي" لكونها لم تعد يُنظر إليها على أنها تهديد أمني فقط للدول الغربية؛ بل أضحت مولِّدة لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، مع تزايد موجات اللاجئين من الدول التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية، إلى الدول الغربية، الأمر الذي يفرض أعباء إضافية على الدول الكبرى في النظام الدولي للتعامل معها، والبحث عن حلول لها، بجانب جهودها العسكرية لمكافحة الإرهاب عالميًّا. فضلًا عن تعقد الظاهرة الإرهابية؛ لتنوع تكتيكات وأدوات التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإرهابية لتؤدي إلى خسائر بشرية ومالية كبيرة وغير متوقعة في كثير من الأحايين، بالإضافة إلى استفادة تلك التنظيمات من الثورة التكنولوجية في تجنيد أتباع جدد، وجاذبية تنفيذ عمليات إرهابية لدى الكثير من الأفراد والمجموعات الإرهابية الصغيرة، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإرهاب غير التقليدي.ويواكب تزايد الهجمات الإرهابية التي تنفذها تنظيمات كالقاعدة و"داعش" بالدول الغربية في الآونة الأخيرة، تنامي الهجمات ضد تجمعات المسلمين في المجتمعات الأوروبية، والتي ترتبط بموجة التطرف المتصاعد داخلها خلال السنوات الماضية، والتي أنتجت مجموعة من المحفزات والفاعلين الذين يتبنون خطابًا راديكاليًّا تجاه التجمعات المسلمة، وهو الخطاب الذي سرعان ما تحول إلى ممارسات إرهابية تستهدف المسلمين والمساحات التي تُعبِّر عن هويتهم.ولن تنجح الحرب الدولية على الإرهاب إذا استمر تركيزها بصورة كبيرة على القوة العسكرية، واستهداف قيادات التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها؛ لأن الحرب ضد هؤلاء -في أحد أبعادها- حرب أفكار وأيديولوجيات. وعلى الرغم من أن تلك الحرب ليست سهلة، إلا أنها غير مستحيلة، وضرورة خوضها أمر لا مفر منه، لأن استمرار جاذبية الأفكار الإرهابية مع القضاء على التنظيمات الإرهابية المركزية المعروفة حاليًّا سيولِّد جيلًا جديدًا من الإرهابيين والتنظيمات. ولذا فنجاح الحرب على الإرهاب العالمي يرتبط بعدم التركيز فقط على المواجهة الأمنية، والانتقال من محاربة أعراض التطرف إلى التعامل مع جذوره الأصلية.ومع الذكرى السادسة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر نركز على ملامح تعقد "الإرهاب العالمي"، وتطور تكتيكات التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها، واتساع نطاق نشاطها ونفوذها في كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى تقييم الاستراتيجيات الدولية لمحاربة الإرهاب، فالمركز الدولي يملك مقاربات فكرية وعلمية ناجعة للإسهام في التصدي لعصابات الدم وأعشاش الدبابير المنتشرة في كل مكان.
الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي
رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات والأديان والتعايش السلمي
باحث في الحركات الإسلامية