يطلق الانفصاليون الكاتالونيون الخميس حملتهم للاستفتاء الذي حظرته السلطات الاسبانية ويفترض ان يجرى في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، في تحد لمدريد والنيابة العامة في اسبانيا التي هددت بملاحقة رؤساء بلديات المقاطعة اذا شاركوا فيها.
وادت تهديدات النيابة الاربعاء لرؤساء البلديات الذين يمكن ان يتم توقيفهم، الى مزيد من التوتر في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق اسبانيا وتضم 7.5 ملايين نسمة.
كما اثارت غضب رؤساء البلديات الذين رد 714 من اصل 948 منهم بالتعهد بالتخلي عن مناصبهم من اجل الاستفتاء.
وامرت نيابة كاتالونيا بعد ذلك مدعي كاتالونيا باستدعاء رؤساء البلديات للمثول امام القضاء "بصفتهم متهمين" يشتبه بانهم يتعاونون في "تنظيم الاستفتاء غير المشروع".
وقالت رئيسة بلدية إن الخطوة لم يسبق لها مثيل.
وأضافت نويس ليوفيرا رئيسة بلدية فيلانوفا إي لا جيلترو قرب برشلونة ورئيسة رابطة المجالس البلدية من أجل الاستقلال "لا نعتقد أن أي دولة أوروبية سبق وأن حاولت إجبار أكثر من 700 رئيس بلدية على الإدلاء بشهاداتهم".
وأضافت للصحفيين "ليس لدينا ما نخفيه. حين نذهب للشهادة سنقول كل ما رأيناه لأيام وسنقول إننا ندين لشعبنا بمواصلة السعي لضمان أن يعبروا عن أنفسهم بحرية في صندوق الاقتراع".
لكن حزب الوحدة الشعبية المناهض للرأسمالية الذي يتولى 19 مجلسا بلديا في كاتالونيا قال إنه لن يستجيب للاستدعاءات ودعا بقية القوى السياسية لتحذو حذوه.
ولم يحسم رئيس بلدية برشلونة وهي المنطقة ذات أعلى كثافة سكانية في كاتالونيا قراره بعد وطلب ضمانات بأن الموظفين الحكوميين المشاركين في العملية لن يجازفوا بفقد وظائفهم.
وتعطل الموقع الإلكتروني الذي أنشأته حكومة كاتالونيا لتوفير معلومات عن الاستفتاء ليل الأربعاء وقالت وسائل إعلام إسبانية إن المدعي المحلي أمر بغلق جميع المواقع التي تروج للاستفتاء.
ورأى الرئيس الاستقلالي لكاتالونيا كارليس بيغديمونت ان هذه التهديدات تشكل "فظاعة لا تليق بالديموقراطية"، واعلن انه سيشارك السبت في تظاهرة في برشلونة الى جانب رؤساء البلديات للاحتجاج على هذا الاعلان.
وسيشارك رئيس المقاطعة مساء الخميس في تجمع في مدينة تاراغونا التي تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب غرب برشلونة.
والغى قاض اداري في مدريد تحركا آخر للترويج للاستفتاء استنادا الى قرار السلطات بمنعه.
وتشير استطلاعات الرأي الى انقسام حاد بين الكاتالونيين بشأن الاستفتاء وان كان سبعون بالمئة يؤيدون اجراء استفتاء قانوني.
ورفضت ست من المدن الكاتالونية العشر الاكثر اكتظاظا بالسكان بينها برشلونة (1.6 مليون نسمة) المشاركة بشكل مباشر في تنظيم الاقتراع.
وتشهد كاتالونيا منذ مطلع 2010 صعودا للتيار الاستقلالي مرتبطا خصوصا بالغاء جزئي للوضع الجديد للحكم الذاتي الذي كان يمنح المقاطعة صلاحيات واسعة ويعترف بها كـ"امة" في الدولة الاسبانية.
وتصاعد التوتر منذ ان تبنى برلمان كاتالونيا في السادس من ايلول/سبتمبر قانونا ينظم هذا الاستفتاء الذي دعا اليه بعد ذلك رئيس المقاطعة. وعلقت المحكمة الدستورية الاسبانية القانون وحذرت المنظمين من انهم يمكن ان يتعرضوا لملاحقات.