الحملة التكنولوجية لمناهضة الفكر المتطرف والإرهاب ..!؟ ماذا يحمل العقل المتطرف..!؟

العالم 18:30 05.10.2017

لا تزال الحملة التكنولوجية لمناهضة الفكر المتطرف تكشف هذه الظاهرة المعقدة لعلها تساهم في كشف هذا الأخطبوط العالمي الذي يهدد االإنسانية جمعاء. .واليوم سنتناول ماذا يحمل هذاالعقل المتطرف؟ ليعلم الشباب هذه الشرذمة الضالة التي استحوذت على عقولهم باسم الدين والدين منهم براء. في هذه المقالة سنهتم بما يسمى التوجه السلفي الراهن والذي صار يجعل من التسلف أو السلفية مذهبا إسلاميا وإن كان أصحاب هذا الاتجاه ينفون كونهم يمثلون مذهبا ما. ولهذا فإن مفهوم "السلف" عندما نمعن النظر في ما آل إليه مع هؤلاء يتضح بأنه لم يعد فقط تعبيرا عن مرحلة زمنية مباركة، بل تحول لاقتداء ظاهري يركز على الشكل في التعبير عن الانتماء والمغايرة والاختلاف الذي يعتبره هؤلاء اقتداء بالسلف، بينما هم لا يتجاوزون في تمثلهم واقتدائهم القشور والشكليات العرضية ودون أن يعبروا إلى روح السلف الصالح رضوان الله عليهم. لأنهم بكل بساطة بعيدون عن فكرهم وطريقة نظرهم وتعاملهم مع الأمور وكيفية تدبيرهم لها.فـ"الاقتداء له حدان، حد النوايا والمقاصد وحد المماثلة الحرفية"، ولعل ما يؤكد لنا تسطيحية أصحاب هذا التوجه وميلهم للقشور بدل اللباب، مفهومهم للبدعة والتي تم حصرها عندهم في أمور بات نقاشها مثارا للفتن والإمعان في التشتت لأفراد هذه الأمة أكثر مما هي عليه في واقعها المأساوي الراهن. حيث نجدهم يركزون على قضايا من قبيل القبض والسدل واللباس واللحية والسواك والخفين وصبغ الشعر والبسلمة وشكل التسليمة في الصلاة وكيفية التكبير وعدد الأذان في الجمعة والدعاء في ختام الصلاة..الخ. مما يختلف بين المسلمين حسب مناطقهم الجغرافية وانتماءاتهم الثقافية والمذهبية التاريخية. بينما همشت في المقابل أشكال التنمية والتعليم والتقدم التي يمكن لمجتعاتنا أن تتخذها قصد أن تتقدم وتساير ركب الحضارة.ولعلنا إذا ما قاربنا المسألة بمنطق علم مقاصد الشريعة كما أرساه الشاطبي في "موافقاته" وعلماء الإسلام من بعده سنجد أن هؤلاء لا يهمهم أصول أو قواعد الفقه الكلية ومقاصد الشرع الجامعة في ما يقدمون عليه من أفعال أو مواقف وتصورات، فنجدهم يفرقون بدل أن يوحدوا كلمة المسلمين، تفريقا لم تسلم منه حتى الأعياد الدينية، ولا مساجدهم في الصلاة حيث صار الفقيه الفلاني مبتدعا فلا تجوز الصلاة خلفه، بل بلغ اندماجهم في تصور أحادي يعتقدون بصوابيته المطلقة دونا عن غيره حتى على مستوى القراءات القرآنية فمجدوا قراءة حفص عن عاصم في مقابل قراءات أخرى كقراءة ورش عن نافع، وهي قراءات وقع التوافق عليها تاريخيا بين مجموع المسلمين حسب اختلافاتهم الجغرافية والمذهبية والثقافية والتي كانت تجسد مرونة الإسلام وانفتاحه على الانتماءات الثقافية والخصوصيات التي تميز تجمعات المسلمين بعضها عن بعض وإن وحدتهم الثوابت القطعية.فبدل أن يشجع أصحاب هذا التوجه على الاندماج المجتمعي في قاطرة التطور والبناء قاموا بخلق المزيد من هواجس التوجس والريبة من كل ما هو جديد، لتزيد بذلك عقد النقص عند المسلمين، وبدل أن يشجعوا على ترسيخ منهجية "فقه الأولويات" يرسخون أجواء مغلقة لا تحاكي حقيقة ما عليه هموم المسلم وآماله، وإنما تستنسخ آراء لا علاقة لها ببيئته وظروفه فتجعل منه كائنا يعيش خارج إحداثيات الزمان والمكان، بدل أن يكون ابن زمانه حسب عبارة العارفين.ولعل أهم ما اشتهرت به هذه الجماعة الدينية اليوم هو تكفيرها للمسلمين دون تحوط في ذلك، ودون وجه حق، هذا إن كان لنا الحق أصلا أو لأي مسلم في أن يكفر غيره، وقد نذر أن نسمع عن عالم من علماء الإسلام الأوائل في مجموعهم من ساق التكفير على عواهنه وكفر كل من خالفه فيما يعتقد ويتصور بأنه الصحيح. ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما) أخرجه مسلم، وفي حديث آخر (كفوا عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن أكفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب) أخرجه الطبراني. وإنها لعمري البدعة بعينها في مخالفة السماحة والاختلاف الذي كان يطبعان حياة السلف في تقبلهم لبعضهم البعض.وفي السياق عينه يقول الإمام أبي الحسن الأشعري – رحمه الله ورضي عنه – وهو يعرض عقيدة أصحاب الحديث وأهل السنة من السلف وما اتفقوا عليه بأنهم "لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كنحو الزنا والسرقة وما أشبه ذلك من الكبائر، وهم مما معهم من الإيمان مؤمنون وإن ارتكبوا الكبائر". فلنتأمل هذه السماحة والحكمة التي تميز هذا الفكر الإسلامي الذي هو وليد ثقافة وفعل السلف، غير أن التبحر في التراث وكتب الفقه وتاريخ المسلمين بعيد كل البعد عن ثقافة أصحاب هذا التوجه الهجين، قصد التثبت قبل القول والحكم على الأشياء، ولهذا يطبع سلوكاتهم وأفكارهم التسرع في التقول على الأشخاص والجماعات، فلم يسلم من تبديعهم حجة الإسلام الغزالي ولا ابن القيم وغيرهم من علماء المسلمين الذين أجمعت أمة الإسلام على عدلهم وثقتهم وورعهم وقيمتهم العلمية الرصينة. ومن كان هذا حاله فلابد أن يسلك تجاه من يخالفه ويحاججه برؤى من تراث السلف أنفسهم سبيل العنف الرمزي بتكفيرهم ووسمهم بالزنادقة، وبالطبع سيصل هذا العنف حد العنف المادي بسفك دمهم والترغيب في أجر ذلك لمن استطاع إليه سبيلا.ولعلنا نحتاج أمام أمثال هذه الرؤى المتشددة والمتعصبة للمنهج العرفاني الرباني، الذي لا يخلق فواصل بين العبد والعبد ولا حدود، وإنما يؤصل للتعايش لا على مستوى القطر الواحد فقط وإنما على مستوى الإنسانية جمعاء، ونقصد هنا السلفية الأصيلة لا الهجينة، ولا تجلي لهذه الأخيرة إلا في استيعاب تراثنا كله لا التعامل معه مجزء مقصوصا وغير متكامل، في كل الأبعاد التي يحملها من تسامح وحرية وأخلاق وهداية وعلم وحكمة.

رئيس المركز الدولي الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي

باحث في الحركات الإسلامية

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
أردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا
09:00 10.05.2024
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
جميع الأخبار