الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

عدن بعد غياب العدو المشترك.. "الثورة" السعودية إلى أيْن؟.. تحالفات جديدة في الشرق الاوسط

العالم 17:45 04.11.2017

اهتمت الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع بحقيقة ما بات يسمى "الثورة السعودية"، وبالأوضاع في مدينة عدن بعد هزيمة الحوثيين واندلاع الخلافات بين أبناء الجنوب، والوضع الصعب للإقتصاد المصري. وفيما لم تغفل تطوّرات الأوضاع في سوريا، وفي الأراضي الفلسطينية، توقفت بالتحليل عند الشرخ الكبير الذي هو بصدد الارتسام في منطقة الشرق الأوسط نتيجة الصراع على مناطق النفوذ بين القوى الدولية المتنازعة.

عدن وضياع العدو المشترك

 في تقرير خاص من مدينة عدن اليمنية، وصفت مراسلة صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" في تقرير صادر بتاريخ 1 نوفمبر 2017 الأوضاع السائدة في المدينة بعد إخراج الحوثيين منها بدعم إماراتي سعودي. وأفادت المراسلة أن الوضع الأمني ما زال هشا في ظل غياب أجهزة الدولة، مشيرة إلى أن "نصف الحكومة، بمن فيهم الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه، ما تزال في المنفى. كما أن محافظ مدينة عدن الذي عُين في شهر إبريل ما يزال يقيم في القاهرة ولم يتمكن من تولي منصبه حتى اليوم".

الصحيفة التي تصدر بالألمانية في زيورخ أضافت أن نفوذ الإنفصاليين يزداد في عدن منذ تحريرها من سيطرة الحوثيين، مشيرة إلى أن "معظم القوات المقاتلة كانت ميليشات انفصالية ولا تتبع الحكومة المركزية". وبعد هزيمة الحوثيين دعا حاكم اليمن السابق، عيدروس الزبيدي، آلاف المتظاهرين إلى إجراء تصويت على استقلال الجنوب. الحرب ضد الحوثيين وحدت كل الأطياف في عدن من تيارات الإخوان المسلمين والسلفيين والإنفصاليين ومؤيدي الحكومة وحتى تنظيم القاعدة وبمجرد غياب العدو الحوثي المشترك، تراجع الشعور بالوحدة الوطنية، حيث يوجد الآن حوالي 55 ألف مسلح في المدينة، فيما لا يزيد عدد قوات الأمن الحكومية عن 5 آلاف. وما يزيد الوضع تعقيدا هو أن الإمارات والمملكة السعودية تقدم الدعم لمجموعات مختلفة.

ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين هناك قوله "نحن أنفسنا لا نعرف من في صف من! التحالفات تتغير باستمرار".

الإقتصاد المصري على طريق التعافي ولكن!

 تناولت مراسلة صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" الصادرة يوم 2 نوفمبر 2017 وضع الإقتصاد المصري ودور الجيش فيه. وأفادت الصحيفة أن برنامج مصر الإقتصادي الطموح يحظى بدعم المختصين، متجاهلين دور الجيش في الخطة الجديدة. 

الصحيفة أشارت إلى "ثناء صندوق النقد الدولي على البرنامج الإقتصادي وضخ مبلغ 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات في الإقتصاد المصري مقابل مطالب بإجراء إصلاحات اقتصادية كتعويم الجنيه المصري ورفع سعر الفائدة وخفض الدعم الحكومي ورفع ضربيه القيمة المضافة.. واستطاعت هذه الإجراءات إنقاذ البلاد من الإفلاس، لكن المشكلة أن المواطن العادي لم يشعر بعد بتأثير هذه الإصلاحات بعيدة المدى".

الصحيفة أردفت أن تقرير صندوق الدولي الأخير "يؤكد على أهمية الشفافية ومكافحة الفساد، في الوقت الذي يسيطر الجيش على حوالي 40% من الإقتصاد المصري، حيث يتمتع الجيش وشركاؤه بفرص تفضيلية في الحصول على العقود الحكومية"، كما لفتت إلى أن "انتشار الجيش في العديد من قطاعات الإقتصاد يعود إلى سياسة تأميم جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي".  

ونقلت الصحيفة عن أحد المراقبين قوله: "بدلا من تأميم الشركات، بدأ تأميم السوق من قبل الجيش، الذي ينافس شركات القطاع الخاص".

شكوك حول "الثورة السعودية"

 على صعيد آخر، قالت صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" إن ولي العهد السعودي تجرأ على كسر نوع آخر من المحرمات، حين سمح للمرأة بدخول ثلاث ملاعب رياضية ابتداء من عام 2018. ورأت الصحيفة أن "الأمير الشاب يأخذ خطوات حذرة ولكنها سريعة باتجاه تحرير المجتمع السعودي، فقبل شهر واحد فقط، أعلن مرسوم ملكي إنهاء الحظر على قيادة للنساء بدءً من شهر يونيو المقبل، كما أعلن ولي عهد عن مشاريع استثمارية ضخمة، لكن الأهم تعليقات الأمير سلمان على السياسة الدينية ودعمه للإسلام المعتدل، فلو أتبع ولي العهد هذه الكلمات بالأفعال، فإنه لن يغير المملكة العربية السعودية فقط، ولكن أيضا الثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم. لأن البترودولار السعودي مول نشر الفكر الوهابي المحافظ المرتبط بالجهادية".

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى أوضاع حقوق الإنسان في المملكة "وفي ظل تواصل سجن مُدونين مثل رائف بدوي واضطهاد الأقلية الشيعية، ستبقى الشكوك تحوم حول حقيقة الثورة السعودية". 

الشرخ الخطير 

تحت عنوان "الشرق الأوسط: الشرخ الخطير"، حذّر بول غروسريدر، المدير السابق للجنة الدولية للصليب الأحمر، في مقال نُشر في صحيفة "لوتون" يوم الخميس 2 نوفمبر 2017، من الوضع الذي تسير إليه منطقة الشرق الأوسط مع بداية انحسار العنف المسلّح في بلدان مثل سوريا والعراق، بإستثناء اليمن من جهة، واندلاع صراعات سياسية إقليمية واصطفافات دولية في المنطقة من جهة أخرى. ورغم وجود مؤشرات على سير الأوضاع نحو الإنفراج كالتقارب بين حركتيْ حماس وفتح، وإلحاق هزيمة عسكرية بداعش في سوريا والعراق ..، فإن الأصعب والأخطر بحسب صاحب المقال "هو مواجهة تبعات وانعكاسات هذه النزاعات، ومن ذلك تحقيق المصالحات الداخلية، لأن القوى المحلية المنتصرة سوف تريد الهيمنة على السلطة بالكامل، وكذلك القوى الأجنبية التي تريد المحافظة على مناطق نفوذها ومكاسبها التي حققتها بفضل مشاركتها في دعم هذه الجهة او تلك". 

المقال يتوقّف على وجه الخصوص عند التحالفات والإستقطابات التي يجري بناؤها حاليا في المنطقة. وتبدو الصورة برأيه على النحو التالي: "من جهة إيران الموجودة في بيروت ودمشق وبغداد، والتي تحظى بعلاقات وثيقة ومتطوّرة مع الصين". ويشترك البلدان برأي صاحب المقال في نفس القلق: "مواجهة التطرّف السنّي". في المقابل، يتشكّل التحالف الثاني من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وإسرائيل. وهذا التحالف "غير مبال بتحقيق السلام في المنطقة"، وفق صاحب المقال، وهدفه المعلن "مواجهة التمدّد الشيعي والنفوذ الإيراني". 

بقي الدب الروسي، الذي يريد أن ينأى بنفسه عن هذا الإستقطاب. وهنا يقول غروسريدر: "بعد إنقاذ الأسد، بشكل مؤقت على الأقل، يواصل بوتين تعزيز تحالفه مع إيران، دون التوقّف عن إقامة علاقات جيّدة مع إسرائيل. وفي نفس الوقت يرحّب بالتقارب بين حماس وفتح، ويتقرّب من تركيا دون أن يقطع علاقاته مع معارضيها الأكراد، ويستقبل بترحيب كبير العاهل السعودي، الملك سلمان. فهل ستكون روسيا على الإستعداد في مستقبل الأيام لكي تتحوّل إلى قوة وساطة؟ يختم المقال متسائلا! 

روسيا تجني ثمار تدخلها في سوريا 

وتحت عنوان "مقابل الدعم الذي قدّمته لنظام البعث في سوريا، روسيا تحاول جني الثمار"، شدّد فينسنت براون، في مقال نشرته صحيفة "لا ليبرتي" (تصدر بالفرنسية في فريبورغ) في عددها الصادر يوم 28 أكتوبر 2017 على ان النظام السوري مدين في استمراريته إلى روسيا، لأن تدخّلها إلى جانبه ألحق أضرارا بالغة بأعدائه، وفي نهاية العام الماضي، مثلا تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة الكاملة على حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بفضل القصف الجوي الروسي. بل يذهب المحلل إلى حد التأكيد على أن "النظام السوري ما كان ليصدم ويستمر لو انسحب الروس والإيرانيون". ويستند في ذلك إلى رأي فريدريك بيشّون، الباحث المتخصص في سوريا والأستاذ بجامعة فريبورغ. 

ولكن ما الذي ينتظره الروس في المقابل؟ وما هي التنازلات الممكن تقديمها لشكرهم على الخدمات التي أسدوها لرأس النظام في دمشق؟ يستند المقال في الإجابة على هذا السؤال إلى رأي سيريل براي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة باريس، الذي يقول: "بتدخلها في سوريا، أرادت روسيا تعزيز تحالفها الإستراتيجي مع إيران، وضمان استمرارية قواعدها في سوريا". 

ثم يضيف الخبير الفرنسي: "لم يكتف الروس بالحفاظ على مواقعهم الحيوية في سوريا بل هم يقومون حاليا بتوسعة قاعدة طرطوس، وتحديث قاعدة جابلي البحرية. وسوف يعطيهم السوريون كل ما يريدون".

ماذا بعد اتفاق المصالحة؟ 

يوم 2 نوفمبر الجاري، نشرت صحيفة "لوتون" (تصدر بالفرنسية في لوزان) مقالا لمراسلها في تل أبيب بعنوان "السلطة الفلسطينية تستعيد السيطرة على قطاع غزة"، وأشار المراسل إلى أنه "كما كان متوقّعا، استعادت السلطات السيطرة على المعابر: معبر رفح على الحدود المصرية والمعابر الثلاثة الرئيسية بين القطاع والدولة العبرية وفقا لبنود اتفاق 12 أكتوبر الموقّع بوساطة من المخابرات المصرية". وأشار التقرير كذلك إلى أن عملية تسليم المعابر تمت بحضور الجانب المصري، وفي الاثناء يجري العمل على عودة المراقبين الأوروبيين إلى معبر رفح لمراقبة ما يجري في نقطة العبور هذه في محاولة لطمأنة الجانب الإسرائيلي. 

كذلك تجري عودة السلطات الفلسطينية إلى غزة بتنسيق مع الجهة الإسرائيلية المعنية بالربط بين الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب صاحب المقال، فإنه "رغم هذا التنسيق، ليست هناك أي مؤشرات على أن إسرائيل سوف ترفع حصارها على القطاع، وربما استغرق ذلك بعض الوقت". 

في نهايته، يتوقّف المقال عند الإعتداء الإسرائيلي الأخير الذي أودى بحياة 12 غزاويا (حتى كتابة هذا التقرير) بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لنفق بصدد الإنشاء، في الوقت الذي كانت فيه السلطات الفلسطينية بصدد نشر جهازها الأمني في القطاع. وذكر المراسل بأن أغلب الملاحظين فهموا هذه الخطوة على أنها محاولة من إسرائيل لاختبار مدى صمود اتفاق المصالحة، وقال: "إن الفصائل الفلسطينية قد التقطت الرسالة، واكتفت بشجب العملية والتهديد، ولكن لم يتجاوز ذلك حدود الخطاب". 

 
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
تأثير التواجد العسكري الروسي في أرمينيا على المنطقة
17:00 10.05.2024
خبير سياسي: انسحاب روسيا من أرمينيا سيغير الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز
16:00 10.05.2024
خبير سياسي : الشعب الأرميني لن يسمح بالإطاحة بباشنيان
15:30 10.05.2024
انطلاق اجتماع وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا في كازاخستان
15:00 10.05.2024
بيراموف يجتمع مع وزير خارجية كازاخستان
14:51 10.05.2024
ميرزايف : حيدر علييف القائد الأبدي لأذربيجان
12:50 10.05.2024
بيراموف سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأرميني في كازاخستان
11:57 10.05.2024
مصرف تركيا المركزي يرفع توقعاته للتضخم إلى 38 % بنهاية العام
11:45 10.05.2024
مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير
11:43 10.05.2024
كارثة إنسانية عميقة بدأت تتشكل إثر اجتياح رفح
11:30 10.05.2024
جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية
11:15 10.05.2024
بيراموف يزور كازاخستان
11:03 10.05.2024
تنسيق مصري- أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح
11:00 10.05.2024
تركيا مزاعم إسرائيل بتخفيفنا الحظر التجاري معها محض خيال
10:45 10.05.2024
تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مالية جديدة لخفض التضخم
10:30 10.05.2024
انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا
10:15 10.05.2024
الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة
10:00 10.05.2024
السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود
09:45 10.05.2024
إيران تفرج عن سبعة من أفراد طاقم سفينة احتجزتها الشهر الماضي في الخليج
09:30 10.05.2024
الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين
09:16 10.05.2024
ذكري ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف
09:03 10.05.2024
جميع الأخبار