نشرت صحيفة Boulevard Voltaire الفرنسية مقالاً مفاده أن باراك اوباما يعتمد في سياستها النهج الأمريكي المتبع من وقت طويل وهو أولاً خلق تنظيم إرهابي ومن ثم مكافحته. بعد حصوله على جائزة نوبيل للسلام اتخذ الرئيس باراك أوباما خطوات عديدة لإحياء "الدولة الإسلامية": زود التنظيم بالأسلحة بصورة غير المباشرة، دافع عن حلفاء التنظيم وقدم الدعم للدول مثل تركيا التي أسقطت طائرة روسية. والآن هذا الرئيس العجيب قرر في نهاية المطاف بمحاربة الإرهابيين.
يشير الكاتب مارتين بيلتيه في صحيفة Boulevard Voltaire أن : "اوباما في الحقيقة رئيس ساحر. وفاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وأصبح رئيساً للولايات المتحدة في عام 2008 واستفاد من عبارة Yes we can "نعم، نحن قادرون" من أغنية منتشرة في الستينات من القرن الماضي. نعم، أنه قادر على كل شيء". واليوم يؤكد باراك أوباما بيقين ثابت أنه ينوي القضاء على "الدولة الإسلامية" وأي تنظيم آخر يريد الإضرار بمصالح الولايات المتحدة. لا مشكل بالنسبة له: يجب القضاء على كارفاغين، بل يجب التوصل إليها قبل هذا. وعقب إطلاق النار في سان- بيرناردينو أصبح أوباما متشدداً مثل ما كان الرئيس فرنسوا هولاند عقب العمل الإرهابي في "باتاكلان" بباريس. ويطرح كاتب المقال سؤالاً مفاده: لماذا هو الآن فقط مستعد للحرب الشاملة؟
عموماً، بؤكد مارتين بيلتيه، باراك أوباما عجيب. تم انتخابه رئيساً بفضل موقفه الموالي للسلام مخالفاً لموقف بوش المتشدد ووعوده لسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. وبعد قضائه نصف السنة في البيت الأبيض حصل على جائزة نوبيل للسلام، ولكن من ذلك الوقت كان على الدوام يخوض الحروب أو يشجع للحرب ولاسيما في ليبيا والعراق وسوريا.
في رأي الكاتب مع تأكيده على رغبته في القضاء على "الدولة الإسلامية" وأنه بالذات ساهم في نشأتها وإحيائها في العراق بممارسته الضغوط على أهل السنة وحيلولته دون حزب البعث في عودة على الحكم في البلاد. وفي سوريا مع محاربته ضد نظام الرئيس بشار الأسد زود حلفاء "الدولة الإسلامية" بالأسلحة وأنهم نقلوها إلى التنظيم الإرهابي. كان أوباما يحمي العربية السعودية وقطر اللتين تمكنان من تمويل الإرهابيين عبر بيع النفط غير الشرعي. أخيراً أيد الرئيس الأمريكي تركيا التي أسقطت الطائرة الروسية ويواصل دعمه لحلفاء الدولة الإسلامية".
يدعي مارتين بيلتيه في ختام مقاله: قصار القول، إن باراك أوباما يتعهد بالقضاء على التنظيم الإرهابي الذي هو نفسه خلقه ورباه، على الفكرة، سلفاؤه قاموا بنفس العمل بالنسبة ل"القاعدة" وهذا النهج متبع منذ زمن بعيد. لذلك " نعم، أوباما قادر" وانه يضحك علينا مع حصوله على أرباح كبيرة.