يسعى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إعطاء دور أكبر للمرأة السعودية خاصة فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي لبلاده. رؤية طموحة قد تصطدم بالجناح المحافظ في المملكة السعودية. فهل سينجح الأمير الشاب في طرح رؤية اجتماعية جديدة لبلاده كما فعل بطرحه رؤية اقتصادية جديدة لعام 2030، أم أن التغيير الاجتماعي سيحتاج وقتا أبعد من ذلك؟
يسعى الأمير السعودي الشاب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى منح المرأة السعودية دورا اقتصاديا أكبر، ما قد يغضب المحافضين في المؤسسة الدينية ذات التأثير القوي فيما يخص القرارات الاجتماعية في المملكة السعودية.
إلا أنه يبدو أن الأمير قد آثر تأجيل المواجهة مع المؤسسة الدينية في الوقت الحالي على الأقل، فعلى سبيل المثال تبددت التوقعات بأن وثيقة رؤية 2030 ستعلن خطوات لرفع الحظر على قيادة النساء للسيارات. وردا على سؤال عن هذه المسألة قال ولي ولي العهد إن هذه مسألة اجتماعية وليست دينية وبالتالي فإن القرار للمجتمع.
غير أن أية إصلاحات اجتماعية ستتطلب إدخال تغييرات كبيرة على نظام التعليم بالبلاد والذي يعتبر حاليا تحت سيطرة الأصوليين الدينيين الذين يصرون على عزل النساء والفصل بينهن وبين الرجال
ويخشى بعض السعوديين الأكبر سنا وأعضاء في الأسرة الحاكمة ورجال أعمال سعوديون أن تؤدي خطط الأمير محمد إلى مشاكل اجتماعية إذا لم يتم الحفاظ على مستويات المعيشة المريحة أو رضا المحافظين
ونتيحة لصعوده الفلكي سرت شائعات عن وجود خلاف مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف (56 عاما) المسؤول الأمني المخضرم وأحد الشخصيات المفضلة لدى الولايات المتحدة أكبر حلفاء السعودية
ويقول دبلوماسيون إن الاثنين يبدوان حريصين على تفادي خروج أي توترات إلى العلن إذ يظهر الأمير الأصغر إجلالا واحتراما لابن عمه في العلن.
ويبدو أن الأمير محمد ومستشاريه المقربين يدركون تمام الإدراك المقاومة الشديدة التي سيواجهونها ويعملون على التغلب عليها.
فعلى سبيل المثال كرس الأمير محمد شأنه شأن والده ومن سبقوه من حكام السعودية جانبا كبيرا من جهده لاستمالة رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ كبير في النظام القضائي. وقال مستشار إن الأمير يلتقي بأربعة أو خمسة من القيادات الدينية كل أسبوع.
وبعد أن أعلن رؤية 2030 للصحافيين التقى مجموعة من القيادات الدينية والفكرية في الغرفة المجاورة وأكد للمحافظين بشكل مباشر أنه لن يغالي في الأمر.
وعندما سئل عن مسألة قيادة النساء للسيارات اتجه ببصره نحو القيادات الدينية وقال إن ذلك لن يحدث في الوقت الحالي.
ويقول شبان سعوديون إنهم معجبون بأسلوب الأمير محمد العملي في إعلان خططه بدلا من الحديث في العموميات مثل كثيرين ممن سبقوه.
لكنهم يضيفون أن الطريق ما زال طويلا خاصة فيما يتعلق بالتغير الاجتماعي.
وتعليقا على الإصلاح الاجتماعي داخل المملكة، تقول إحدى الشابات: "أنا في انتظار اللحظة التي يمكنني أن أسافر فيها دون محرم. وأن أقود السيارة. أنا أعرف السيارة التي أريدها" وأرسلت عبر الهاتف صورة لسيارة رياضية حمراء براقة
فرانس 24 / رويترز