وفّر مؤتمر "تواصل 3" الذي عقده منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال في العاصمة التركية اسطنبول فرصة لعشرات الصحفيين والطلاب العرب للالتحاق بدورات متخصصة لصقل مهاراتهم الصحفية، والتعامل مع الأحداث بمهنية.
والتحق نحو مائتي صحفي وطالب في خمس دورات متخصصة عقدت يوم الإثنين بالتعاون مع معهد الجزيرة الإعلامي، عقب انتهاء فعاليات المؤتمر بيوم واحد.
وعُقد المؤتمر بعنوان: "فلسطين تخاطب العالم" على مدار يومي ١٧ و١٨ نوفمبر في فندق "بولمان" في اسطنبول، وشارك فيه نحو 600 شخصية من نحو 60 دولة حول العالم بهدف التشبيك من أجل إيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى الرأي العام العالمي.
وتناولت الدورات الخمس مواضيع: "الكتابة للصورة" قدمها علاء الدين حماد، و"المراسل الميداني في النزاعات والحروب" قدمها محمود الكن، و"بناء مجموعات الضغط" قدمها عادل الشرقاوي، و"walk and talk" قدمها عامر لافي، و"صحافة البيانات" قدمها شكري عبد الصمد.
ويقول منير ودادي أحد الطلبة الجزائريين المشاركين في دورة "الكتابة للصورة" إنه التحق بها لمواكبة الجديد في مجال الصحافة من أجل تقديم الإضافة للجمهور سواء على الانترنت أو الراديو أو التلفزيون أو الصحف.
ويضيف لموفد وكالة "صفا"، "أنا طالب وأعمل في الكتابة للصحف، لكنني سأنتقل منها إلى الصحافة المكتوبة للتلفزيون. كنت أكتب لمن لا يشاهد صورة أو فيديو أو يسمع صوتًا، وفي المستقبل سأكتب لجمهور يشاهد الصورة ويسمع الصوت، ولأجل ذلك حرصت على حضور الدورة للاستفادة منها".
ويثمّن ودادي حرص منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال ومعهد الجزيرة للإعلام على تطوير قدرات الإعلاميين والطلبة، لتمكينهم من تقديم الأفضل للجمهور دائما.
وشهدت الدورات تفاعلا ملحوظا بين المدربين والمشاركين، وأنشطة عملية داخل القاعات، وأجاب المدربون على تساؤلات المشاركين واستفساراتهم.
أما الصحفية الأردنية كفاح بني سلامة فتُبدي سعادتها من الاستفادة التي حصلت عليها من دورة "المراسل الميداني في النزاعات والحروب".
وتقول لموفد وكالة "صفا"، "استفدت من كل المعلومات المطروحة، وتعلمت كيفية التعامل مع منطقة النزاع، منذ التخطيط قبل الذهاب، وحتى الاحتياط من الأسلحة، والتعامل مع نقص المياه والأدوية، وصولا إلى تقديم الرسالة.
وتشير بني سلامة إلى أن "أهم قاعدة تعلمتها اليوم أنه لا يوجد خبر يستحق حياتك، حتى لا تتحول من صانع الخبر إلى الخبر نفسه".
ورغم أن الصحفية الأردنية لم تعمل في منطقة نزاع وحروب من قبل، إلا أنها تقول إن الدورة وفرت لها فرصة للتعرف على طبيعة العمل في تلك المناطق، وستكون مستقبلا قادرة على العمل من هناك.
وشارك في المؤتمر نخبة من الإعلاميين والكتاب ورؤساء الصحف ومديري الإذاعات ومحاطات التلفزة، والمراسلين والمصورين والفنانين والمخرجين، بالإضافة إلى مجموعة من المفكرين والشخصيات الإعلامية والأكاديمية من مختلف أنحاء العالم.
وبالنسبة إلى الصحفي الفلسطيني حمزة مشتهى فإن الدورة مكّنته من الاطلاع على تجارب عربية في أكثر من مكان وميدان للاستفادة منها، بالإضافة إلى نقل الفلسطينيين المشاركين تجربتهم الخاصة "المميزة" في مجال "الكتابة للتلفزيون".
ومن جانب آخر؛ فإن الدورة وفّرت- وفق ما تحدث به مشتهى لوكالة "صفا"، فرصة للتعرف على أكثر من مدرسة في كتابة التقارير التلفزيونية، والتأكيد أن الجمهور هو الأهم في معادلة الكتابة للصورة، ويعد رضاه شرطا لنجاح العمل التلفزيوني.
وهدف المؤتمر إلى الحوار حول ملامح الخطاب العالمي لفلسطين وتعزيز حضورها العالمي، بالإضافة إلى تطوير الأداء الإعلامي حول القضية، وبناء منصة للتواصل الفعال بين الإعلاميين والنشطاء من أنحاء العالم كافة.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر ندوتين بعنوان: "فلسطين في الإعلام العالمي"، و"تطوير الخطاب الإعلامي العالمي حول فلسطين"، بالإضافة إلى ثلاث ورشات عمل بعناوين: "آليات تطوير الخطاب الإعلامي العالمي حول فلسطين"، و"استراتيجيات مواجهة الخطاب الإسرائيلي العنصري"، و"التعامل مع التطبيع في الإعلام الغربي"، بالإضافة إلى حفل توزيع جائزة الإبداع الإعلامي من أجل فلسطين.
أما اليوم الثاني فشهد ندوتين بعنوان: "الخطاب العالمي للرواية الفلسطينية"، و"مستقبل فلسطين في الإعلام العالمي"، بالإضافة إلى ثلاث ورشات عمل بعناوين: "أفلام فلسطين إلى العالمية"، و"الإعلام الرقمي الفلسطيني إلى العالمية" و"القصص الإنسانية الفلسطينية في ظروف الحرب والعدوان"، كما سيُنظّم "جلسات تشبيك".
وشارك في المؤتمر شخصيات إعلامية عالمية أبرزها الصحفي البريطاني "بن وايت"، والصحفي والكاتب البريطاني في صحيفة "ذا غارديان" "جوناثان ستيل"، والبروفيسور الأمريكي في القانون الدولي "جون كويغلي"، ورئيس التحرير العام لوكالة الأناضول للأنباء "متين موتان أوغلو"، ومدير الأخبار والمرئيات في "تي أر تي" عربي التركية "رسول سردار أتاش"، بالإضافة إلى عشرات الشخصيات العالمية.