وثق رأس السنة الميلادية للعام 2019 انقراض حلزون شجرة هاواي المعروف باسم “جورج” من فصيل الرخويات، بحسب ما ذكرت الكاتبة في “نيويورك تايمز” أليزبيث كولبرت.
وحاول الباحثون في إدارة الغابات في هاواي إيجاد شريك لجورج حفاظاً على نسله وتكاثره، إلاّ أن جميع المحاولات باءت بالفشل ليغادر جورج الأخير من نوعه ونشر قسم إدارة الغابات نعياً تحت عنوان “وداعاً للحلزون المحبوب”.
انقراض آخر
أعلنت الحكومة الأسترالية أن مخلوقاً يشبه الجرذان يُعرف باسم “melomys Bramble Cay” يعيش على جزيرة منخفضة بين أستراليا وبابوا غينيا الجديدة انقرض هو الآخر، بسبب تغيرات المناخ.
وفي أبريل (نيسان) أفادت وسائل الإعلام الحكومية الصينية أن آخر سلحفاة عملاقة من نوع “يانغتسه” سوفتشيل توفيت.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن النوع “يانغتسه” من فصيلة الزواحف غادر الأرض بوفاة سوفتشيل (السلحفاة).
مليون نوع
أصدرت مجموعة دولية من العلماء والباحثين ما اعتبرته التايمز “أشمل نظرة حتى الآن على تراجع التنوع البيولوجي”، وأشارت الدراسة إلى نتائج “قاتمة” حيث يواجه أكثر من مليون نوع خطر الانقراض “خلال عقود”.
وقال رئيس مجموعة المنصة الحكومية الدولية للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي روبرت واتسون: “نعلم أن العديد من هذه الأنواع في طريقه للانقراض خلال عقود قليلة”.
وأشارت المنصة الحكومية الدولية المدعومة من الأمم المتحدة I.P.B.E.S”” التي تمولها 132 دولة في آخر تقييم نشر لها إلى أن تغير المناخ والغلاف الجوي أبرز الأسباب في انقراض انواع مختلفة من النباتات والحيوانات.
حضارة مدمرة
وأضافت الدراسة التي نشرتها المنصة الحكومية وتمتد على 15000 صفحة تابعها أكثر من 300 باحث ومختص أنه خلال الـ50 عاماً الماضية تضاعف عدد البشر في الكوكب وزاد حجم الاقتصاد العالمي أربعة أضعاف، ونمت التجارة العالمية 10 أضعاف وقام الإنسان بتحويل معظم سطح الأرض وأغلب ما يصلح لحياة أنواع نادرة إلى مساحة تعاني من آثار تراكمية متزايدة وتم فقدان أكثر من 85 % من الأراضي الرطبة وخسرت الأرض نصف الغلاف المرجاني في العالم تقريباً، ناهيك عن تدمير ما لا يقل عن 75 مليون فدان من “الغابات الأولية”.
وأشار التقرير إلى أن تدمير “الحواضن” والصيد الجائر هما السببان الرئيسيان لانحسار التنوع البيولوجي في الوقت الحالي، وبرز التغير المناخي باعتباره “دافعاً مباشراً” يزيد من تأثير الدوافع الأخرى وتسارعها.
وكتب واتسون، في صحيفة الجارديان، أنه “لا يمكننا حل تهديدات التغير المناخي التي يسببها الإنسان وفقدان التنوع البيولوجي كلا على حده، إما أن نجد حلولاً لكليهما أو لا”.
ويحذر تقرير I.P.B.E.S من افتراض أن هذا النمط (الاستهلاكي) للطبيعة سيستمر بصفته ضرورة “للوجود الإنساني”.
وتعتمد 90 % من النباتات المزهرة و75 % من جميع أنواع المحاصيل الغذائية على التلقيح بواسطة الحيوانات، الطيور، والخفافيش، والحشرات في معظمها.
وذكرت الدراسة أن ما يصل إلى 600 مليار دولار من الإنتاج الزراعي السنوي “في خطر نتيجة لفقدان الملقحات وتوقعت أن “خسارة الملقحات الكلية” ستخفض إنتاج أهم المحاصيل المعتمدة “بأكثر من 90%”.
ووفقًا لـ I.P.B.E.S لا يزال هناك وقت لإجراء “تغييرات تحويلية” في “إنتاج واستهلاك الطاقة والغذاء والأعلاف والألياف والماء”.
وفي 2018 أيضاً، تم فقدان ما يقرب من 30 مليون فدان من الغابات الاستوائية، وهي مساحة بحجم ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وأشار موقع “InsideClimate News” إلى أن ذلك حدث “حتى عندما تعهدت المزيد من الشركات والبلدان بالحفاظ على الغابات المدارية”. وإذ ما استمر ذلك ستبقى الخسائر في ارتفاع.