تحيي فرنسا الخميس الذكرى الـ75 لإنزال الحلفاء في نورماندي بتاريخ السادس من يونيو/حزيران 1944، لدحر قوات ألمانيا النازية. وتشكل المناسبة فرصة لتقريب وجهات النظر مع الولايات المتحدة في ظل توتر بين جانبي الأطلسي حول القضايا الدولية الجوهرية وعلى رأسها إيران.
تستعد فرنسا لإحياء ذكرى إنزال نورماندي الذي يشكل رمزا لاتحاد الحلفاء في مواجهة ألمانيا النازية، في وقت تتزايد الخلافات بين جانبي الأطلسي، حول قضايا من إيران إلى التجارة الدولية.
ويتوقع أن يشارك أكثر من ثلاثين ألف شخص بينهم نحو 500 من المحاربين القدامى الأسبوع المقبل في الاحتفالات الرئيسية في ذكرى السادس من يونيو/حزيران 1944 يوم إنزال الحلفاء في منطقة النورماندي بغرب فرنسا، الذي شكل محطة أساسية في تحرير أوروبا من سلطة النازيين.
وتنطلق المراسم في بورتسموث بإنكلترا صباح الأربعاء في احتفال دولي تحضره ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وعدد من رؤساء الدول والحكومات، بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي ستستقيل قريبا والرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وتفضل الرئاسة الفرنسية إبداء بعض التفاؤل الحذر. وقالت مصادر في محيط الرئيس إن "أمريكا هي صديقتنا الثابتة"، مذكرة بأنه "مع كل الإدارات الأمريكية كانت هناك نقاط خلاف وخلافات".
وترى باريس أن إحياء ذكرى إنزال النورماندي هو "فرصة للاحتفال بهذا النصر المشترك وبإمكانية الذهاب أبعد من ذلك على لائحة من القضايا الأساسية لمحاولة التقريب بين مواقفنا".
وأوضح مصدر في الإليزيه أن لقاء على انفراد يليه غداء بين ترامب وماكرون "سيسمحان بالتطرق إلى قضايا جوهرية" وخصوصا "إيران والتجارة"، الموضوعان اللذان يشكلان مصدر توتر بين الأمريكيين والأوروبيين.
وحول إيران، ترغب باريس خصوصا في "ألا تحصر الولايات المتحدة نفسها في منطق مواجهة فقط" ما يثير مخاوف من حرب، وتنوي دعوة ترامب إلى استكمال "إستراتيجية الضغط الأقصى" التي يتبعها ضد طهران "بسياسة تحفيزات".
وكان الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني الذي يدافع عنه الأوروبيون وفرض عقوبات على طهران تلحق ضررا بالشركات والمصارف الأوروبية، زاد من توتر العلاقات الأمريكية الأوروبية في الأشهر الأخيرة.
وذكر مصدر في الاليزيه أن "كل الأوروبيين متفقون على القول إنهم يريدون تحمل مسؤولية أكبر في الدفاع عن بلاهم بدون التشكيك في الحلف الأطلسي. بالنسبة للأمريكيين يفترض أن يكون هذا نبأ سارا".