في الذكرى 75 لإنزال قوات الحلفاء في نورماندي، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام عدد من زعماء العالم ومحاربين قدامى، كلمة عبر فيها عن تقديره لشجاعة وتضحيات قوات الحلفاء. وكرم ماكرون ونظيره ترامب الذي حضر المراسم قدامى المحاربين.
حاولت فرنسا والولايات المتحدة الخميس وضع خلافاتهما العديدة جانبا بتوجيههما تحية إكبار مؤثرة لقدامى المحاربين الذين شاركوا في إنزال الحلفاء على شاطئ النورماندي بشمال غرب فرنسا، وذلك في إطار إحياء الذكرى الـ75 لهذا الإنزال.
وخلال الحفل الذي أقيم في المقبرة الأمريكية في بلدة كولفيل-سور-مير بالنورماندي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باللغة الإنكليزية "أيها المحاربون القدامى، نحن نعرف ما نحن مدينون به لكم: إنها الحرية".
وأضاف ماكرون في كلمته التي ألقاها تحت سماء صافية في هذه المقبرة الضخمة التي تعلو شاطئ أوماها بيتش ويرقد فيها 9387 جنديا "باسم بلادي أريد أن أقول لكم شكرا".
وأكد ماكرون "أن عظمة أمريكا تتجلى أكثر حين تقاتل من أجل حرية الآخرين" داعيا نظيره الأمريكي إلى "عدم التوقف أبدا عن تعزيز التحالف بين الشعوب الحرة".
إيران والاتفاق النووي
وشكل الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة حول الملف الإيراني محورا أساسيا في المباحثات التي عقدها ماكرون وترامب على هامش الاحتفالات ، والتي أثمرت على ما يبدو قدرا من الوحدة في الموقف بإعرابهما عن أملهما في استئناف المفاوضات حول هذا الملف.
وقال ماكرون "نريد أن نكون متيقنين من أنهم لن يحصلوا على السلاح النووي"، ولكنه أضاف "لدينا أداة لذلك تستمر حتى 2025" في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا عام 2015 والذي انسحب منه ترامب لاحقا معتبرا أنه لا يفي الغرض منه.
وعرض الرئيس الفرنسي سلسلة من الأهداف بالنسبة إلى فرنسا (تقليص النشاط البالستي لإيران، الحد من نفوذها الإقليمي)، وأضاف إليها "هدفا رابعا مشتركا" بين باريس وواشنطن: "السلام في المنطقة" والذي لأجله "ينبغي علينا الشروع في مفاوضات جديدة"، مضيفا "أعتقد أن الكلمات الصادرة عن الرئيس ترامب اليوم، مهمة جدا".
ويسعى الرئيس الفرنسي منذ مدة طويلة لتسويق فكرة هذا الاتفاق الجديد الذي سيكون من شأنه توسيع قاعدة اتفاق 2015 عبر تضمينه عناصر تحد من نشاط الصواريخ البالستية لطهران.
لقاء مثمر
وعقب اللقاء قال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن ماكرون التقى بترامب وإن "الرئيسين تقابلا طويلا جدا والجو كان جيدا"، مشيرا إلى أنهما عرضا عددا من الملفات.
وأضاف أن "اللقاء كان إيجابيا وبناء سمح لنا بالتأكد من أنه بإمكاننا أن نعمل معا، وأن هناك مجالا للمناورة"، خصوصا "في هذه الفترة من التوتر الدولي الكبير جدا".
ومساء الخميس غادر ترامب فرنسا متوجها إلى إيرلندا.
وكان ماكرون قد استقبل قبل بدء الاحتفال، اثنين من قدامى المحاربين أحدهما ليون غوتييه الذي كان في الـ21 من العمر عند إنزال النورماندي وأحد الباقين الثلاثة على قيد الحياة من كومانودس كيفر وهي مجموعة متطوعين فرنسيين تم تدريبهم في إسكتلندا.
وقبل ذلك أعطى ماكرون ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إشارة انطلاق إحياء الذكرى بوضع حجر أساس نصب تكريمي للعسكريين البريطانيين في أول أيام الإنزال في فير-سور-مير.
مصير مشترك
وفي كلمات قصيرة بالإنكليزية أكد ماكرون مجددا متانة "الروابط الفريدة" بين الجمهورية الفرنسية والمملكة المتحدة برغم بريكسيت. وقال "مهما حصل سنكون دائما جنبا إلى جنب لأن هذا هو مصرينا المشترك".
ولم تشر ماي البتة إلى مغادرتها القريبة لمنصبها في خطابها الذي أشادت فيه بـ"شجاعة" و"تفاني" 156 ألف رجل بينهم 83 ألفا من المملكة ودول كومنولث شاركوا في إنزال النورماندي.
وقتل نحو ثلاثة آلاف مدني من سكان النورماندي يومي 6 و7 يونيو/حزيران، ما يوازي تقريبا عدد قتلى العسكريين الحلفاء في اليوم الأول من الإنزال.