امتلأ حقل الزيتون المجاور لمخيم موريا في جزيرة ليسبوس بالخيم العشوائية والأكواخ المبنية من ألواح الخشب والكرتون، في أعقاب وصول مئات المهاجرين على متن قوارب بشكل مفاجئ إلى الجزيرة اليونانية.
ويقيم عنايت خوشي البالغ من العمر 15 عاما، مع 12 شخصا آخرين في خيمة متواضعة نصبت قرب المخيم، حيث الأرض موحلة.
وهذا الفتى الأفغاني وصل قبل شهرين إلى الجزيرة الواقعة في بحر إيجه، ورأى حقل الزيتون يمتلئ بسرعة في الأيام الماضية.
مساء الخميس وصل 13 قاربا إلى ليسبوس على متنها 540 شخصا بينهم 240 طفلا، وفق السلطات ومنظمات غير حكومية محلية.
وازداد عدد المراكب المحملة بالمهاجرين في الأسابيع الماضية، بشكل فاجأ السلطات اليونانية التي لم تكن مستعدة لوصول هذه الأعداد.
وقالت استريد كاستيلين، مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن ليسبوس "تموز/يوليو 2019 كان الشهر الذي سجل أكبر عدد من الوافدين منذ آذار/مارس 2016، ومنذ ذلك الحين تخطينا هذا الرقم مع أكثر من 3000 من الواصلين في آب/أغسطس وحده".
واضافت "مركز موريا يستقبل أساسا 10 آلاف شخص أي أكثر بأربع مرات تقريبا عن طاقته التي حددها مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وعدد المغادرين من الجزيرة منخفض كثيرا، الوضع يتطلب تحركا عاجلا".
وقالت كاستيلين إنها تريد من الحكومة اليونانية أن تسرع عملية نقل الأشخاص الأكثر ضعفا، وخصوصا الأطفال، إلى أماكن إقامة أكثر ملاءمة.
الجمعة أعلنت الحكومة اليونانية أن ألف شخص من مركز موريا سيتم نقلهم قريبا إلى مخيمات في شمال اليونان.
- تدابير طارئة -
أعلنت الحكومة عقب اجتماع طارئ السبت لمجلس الشؤون الخارجية والدفاع التابع لها ترأسه رئيس الحكومة كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن تدابير طارئة.
فقد قررت أثينا تسريع إجراءات طلب اللجوء وإرسال 115 طفلا بدون ولي أمر، للانضمام إلى عائلاتهم في دول أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي. وستقوم اليونان بتخفيف اكتظاظ مخيمات الجزيرة بنقل مهاجرين إلى البر الرئيسي وتكثيف دوريات الحدود بالتعاون مع وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي فرونتكس.
وستلغي الحكومة ايضا استئنافات قرارات رفض طلب اللجوء.
وقالت أثينا أيضا إن 1002 مهاجر "من الأكثر ضعفا" سينقلون من مخيم موريا في ليسبوس إلى مركز في شمال اليونان.
ومرة أخرى بات مخيم موريا، وهو مركز لتسجيل المهاجرين، يفوق طاقته وذلك بعد أربع سنوات على أزمة مهاجرين بلغت ذروتها عام 2015.
والمخيم المصمم لاستيعاب 3 آلاف شخص، بات الآن يضم نحو 11 الفا، بحسب منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية.
- الالاف ينتظرون الخضوع لكشف طبي -
استدعى وزير الخارجية نيكوس دندياس الجمعة السفير التركي لدى اليونان للإعراب عن "استيائه الكبير" إزاء تزايد أعداد المهاجرين.
وذكره دندياس أيضا بالتزامات أنقرة بموجب اتفاق عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي بهدف الحد من تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا.
كما أبلغت اثينا بروكسل بالارتفاع الأخير في أعداد المهاجرين.
لكن بالنسبة لعنايت خوشي في ليسبوس، الوقت لا ينتهي والحياة في المخيم صعبة.
ويأسف بشكل خاص لعدم توفر العناية الصحية. ويقول الفتى "والدي يعاني من مشكلات في القلب ولا يوجد طبيب لمعاينته ... أشعر بالقلق بشأنه".
ويقول منسق الوكالة العامة اليونانية للصحة باراسكيفاس موسخو "نرى أطفالا في كل مكان في الأوحال، ومرضى بالسرطان من دون عناية، ونسوة لا يمكنهن الجلوس في الظل لإطعام أطفالهن".
ويقول موسخو إن 6 آلاف شخص ينتظرون كي يعاينهم أطباء.
ويقول الموظف المسؤول عن مركز موريا فاسيليس دافاس "ليس لدينا أي مكان لاستقبالهم وتسجيلهم".
ويشكو قائلا إن "تواجد الشرطة لا يزال كما كان عليه عندما كان المخيم يستقبل 4 آلاف شخص فقط" منتقدا في نفس الوقت عدم توفر مترجمين.