يدلي الصرب بأصواتهم اليوم الأحد 3 أبريل 2022 في انتخابات يأمل من خلالها الرئيس الشعبوي السكندر فوتشيتش تمديد حكمه المتواصل منذ عشر سنوات طارحا نفسه ضامنا للاستقرار في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وسيختار الناخبون رئيسا و250 نائبا في البرلمان إلى جانب انتخابات في عدد من البلديات، وتفيد نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة ان حزب التقدم الصربي (وسط يمين) بزعامة فوتشيتش، سيؤكد هيمنته على البرلمان فيما الرئيس هو الأوفر حظا للفوز بولاية جديدة، إلا أن بدء الحرب في أوكرانيا في نهاية شباط/فبراير غيرت مسار الحملة في حين توقع مراقبون في وقت سابق أن يكون التركيز على مواضيع مثل البيئة والفساد والحقوق.
واستغل فوتشيتش غزو أوكرانيا لمصلحته مثيرا الهواجس إزاء احتمالات حدوث عدم استقرار ومقدما في الوقت نفسه ضمانات بأنه وحده قادر على الحؤول دون وقوع بلاده في أزمة مماثلة، ورفع في منتصف الحملة شعارا جديدا هو "سلام. استقرار. فوتشيتش".
وقال في تجمع انتخابي "هذه الأزمات ضربت اقتصادات أقوى بكثير من اقتصادنا إلا اننا نتمتع باستقرار تام ونواجه التحديات بنجاح" واعدا بمتوسط أجور قدره ألف يورو في مقابل 600 راهنا.
وفي بلد كان يعد منبوذا في مرحلة ما، لا تزال ذكرى الحروب الدامية في تسعينات القرن الماضي خلال تفكك يوغوسلافيا والعقوبات الاقتصادية ماثلة في أذهان كثيرين.
ويقول زوران ستويليكوفيتش، المسؤول النقابي واستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد إنه في الزمن الصعب يفضل الناس زعيما يعدهم بالاستقرار بدلا من المجازفة بالتغيير.
وقبل أشهر قليلة فقط بدت المعارضة وكأنها تتمتع بالزخم في هذا البلد البالغ عدد سكانه سبعة ملايين نسمة، ففي يناير تراجع فوتشيتش عن مشروع لتعدين الليثيوم أثار الجدل، في أعقاب تظاهرات عارمة في أنحاء البلاد نزل خلالها الآلاف إلى الشارع. وكان ذلك بمثابة هزيمة غير عادية لفوتشيتش الذي نادرا ما اضطر للتراجع عن قرارات طيلة فترة توليه السلطة.
وفيما لا يزال يعد الأوفر حظا وفق الاستطلاعات، تأمل المعارضة في نسبة مشاركة كبيرة في الاقتراع تحتم إجراء دورة ثانية.
وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن المنافس الرئيسي لفوتشيتش سيكون قائد الجيش السابق زدرافكو بونوش، الجنرال المتقاعد الذي جاء ترشحه مفاجئا والمدعوم من معسكر المعارضة المؤيد للاتحاد الأوروبي.