إن مشهد الدخان الأسود المتصاعد من ناقلة في البحر الأحمر يثير مخاوف صناعة الشحن البحري. فقبل عقد من الزمن، كانت القرصنة البحرية الصومالية هي التي جعلت الملاحة عبر مضيق باب المندب الذي يفصل إفريقيا عن شبه الجزيرة العربية مهمة محفوفة بالمخاطر.
أما اليوم، فالأمر يتعلق بمواجهة الطائرات المُسيرة والصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يطلقها الحوثيون المدعومون من إيران، من المنطقة التي يسيطرون عليها من الساحل اليمني. وقد أعلن الحوثيون، وهم ميليشيات استولت على السلطة بشكل غير قانوني قبل تسع سنوات، دعمهم لحماس من خلال الإعلان عن نيتهم مهاجمة أية سفينة مملوكة لإسرائيليين أو سفينة تزور الموانئ الإسرائيلية.
تأتي الهجمات الأخيرة في أعقاب عدة هجمات سابقة في جنوب البحر الأحمر، ما أدى إلى ارتفاع أقساط التأمين، وربما دفع بعض السفن إلى الإبحار حول رأس الرجاء الصالح لتجنب المرور بالبحر الأحمر.
وتتعرض الولايات المتحدة لضغوط من إسرائيل لوقف هذه الهجمات، لكن واشنطن مترددة في استهداف مواقع الصواريخ الحوثية خوفاً من توسيع الصراع بين إسرائيل وحماس وإثارة انتقام إيران. وبدلاً من ذلك، من المرجح أن نشهد تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية حركة الشحن وإسقاط أي صواريخ أو طائرات مسيرة قادمة.