أحيث سفارة جمهورية أذربيجان بالجمهورية الجزائرية، الذكرى 32 لمذبحة خوجالي التي قام بها الجيش الأرمني في ليلة 25-26 فبراير 1992 خلال حرب قراباغ، والتي راح ضحيتها 613 مدني أذربيجاني. والتي تصنف علي أنها إبادة جماعية في خوجالي، وتعد واحدة من المآسي الرهيبة التي تواجه الشعب الأذربيجاني في القرن العشرين.
في بداية الفعالية، القي سفير أذربيجان بالجزائر، السفير تورال رضاييف، كلمة عبر فيها عن ترحيبه بالحضور من الدبلوماسيين والأكاديميين والإعلاميين، منهم السيدة فايزة مقران عضو الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، وشكيب بن حفري مدير مركز الدراسات والأبحاث للثراث العثماني في الجزائر، ومصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فورام).
وقال السفير رضاييف، في كلمته، علي الرغم من استعادة أذربيجان لأراضيها وتحرير خوجالي من الاحتلال الأرمني، وعودة المهجرين الأذربيجانيين إلي بيوتهم وأرضهم في الأراضي المحررة، إلا أن جرح خوجالي الغائر ما زال ينزف ألمًا خاصة وأن الجناة لم يقدموا للعدالة حتي ينالوا جزاء ما اقترفوه من من مجازر في حق شعب أذربيجان.
وأضاف السفير رضاييف: تعد مذبحة خوجالي إبادة جماعية في حق الإنسانية، ووصمة عار في جبين الإنسانية ولا يمكن نسيانها مهما طال الزمن أو قصر، ويجب أن يحاكم الجناة دوليا ويدفعوا ثمن ما اقترفوه. فلقد قتل الأرمن وبكل وحشية 613 شخصا من المدنيين الأذربيجانيبن، من بينهم 63 طفلا و106 إمرأة و70 مسنا، كما تم أسر 1275 شخصا وإصابة 487، ذنبهم الوحيد أنهم جميعًا أذربيجانيين ومسلمين.
وقال: منذ حرب التحرير عام 2020، تعمل أذربيجان بكل نشاط علي إعادة التأهيل والإعمار، وعودة السكان الأذربيجانيين إلى أراضيهم، وغرس روح الأمل بالمستقبل الزاهر لشعب أذربيجان في جميع مناطق البلاد، بما فيها منطقة قراباغ والمناطق المحررة.
وأضاف: رغم فرحة الاستقلال التام واستعادة المناطق المحتلة في نوفمبر 2020، لا يزال شعب أذربيجان يدفع فاتورة ذلك الاحتلال، بتعرضه للقتل والاصابات بسبب الألغام الخطيرة المضادة للأفراد التي زرعها الأرمن في الأراضي الأذربيجانية قبل وأثناء مغادرتهم لها، الأمر الذي يعرقل عملية عودة جميع السكان الأذربيجانيين إلى مساكنهم في المناطق المحررة، وذلك رغم تسليم أرمينيا لخرائط الألغام إلا ٱنها غير حقيقية. وتستخدم أذربيجان أحدث التقنيات والتجهيزات، من أجل مواصلة الجهود للتطهير كافة الأارضي المحررة من الألغام التي أودت بحياة الكثير وتسببت في إعاقة الكثيرين. فقد تم إزالة 95119 لغمًا، راح ضحيتها 3400 شخصا منذ 1991 بينما أصيب 50 مدنيا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة منذ حرب التحرير.
وأعرب سفير أذربيجان بالجزائر عن رغبة بلاده في التعاون ومشاركة التجربة في مجال التخلص من الألغام مع الجزائر الشقيقة، لمعرفتها بمعاناة الشعب الجزائري أيضا بمشكلة الألغام التي تركها الاستعمار الفرنسي مزروعة في الأراضي الجزائرية، وقال أن أذربيجان على استعداد تام لأي شكل من أشكال التعاون مع الجزائر وخاصة بتزويدها بالتقنيات الأذربيجانية المتخصصة في مجال إزالة الألغام. مؤكدصا أن كلا البلدين يعملان من أجل ترسيخ قيم السلام والاستقرار في العالم والعيش المشترك في وئام وسلام.
وقد عبر الحضور من المجتمع الجزائري عن تضامنهم مع أذربيجان في مأساة خوجالي، كما عبروا عن تقديرهم لرغبة أذربيجان في التعاون مع بلادهم في مجال نزع الألغام، وهو ما يعبر عن الروابط التاريخية المشتركة التي تربط بين البلدين.