وقال الرئيس في الجلسة العامة الختامية لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار: "الحرب في سوريا بدأت قبل تدخلنا بكثير. لقد بدأوا بتزويدهم بالأسلحة وبدأوا بتربيتهم وتحريضهم ضد الأسد، وما إلى ذلك من إمكانيات أخرى، وهم الأكثر فاعلية. وهذا مستمر حتى الآن، لأن هذه الوحدات القتالية هي الأكثر فاعلية، ويمكن توجيهها كما يعتقد البعض، ثم التصرف معها. لن يتسنى ذلك". ودعا بوتين، إلى دق الأجراس ليس على القتلى في حلب فحسب، وإنما الموصل أيضا، قائلا: "أريد أن أشير إلى ما يحدث مثلا في فنلندا، حيث تدق أجراس الكنائس على القتلى في حلب. دعونا ندق الأجراس الآن على قتلى الموصل. عملية الموصل تبدأ وقتل الإرهابيون قرابة 200 شخص أملا في وقف الهجوم. دعونا لا ننسى هذا". وأكد أنه لا يجوز التخلي عن قواعد ميثاق الأمم المتحدة، لأن ذلك سيؤدي إلى الفوضى، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة خرقته من خلال استخدام القوة في يوغوسلافيا والعراق وسوريا. وأوضح أنه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي قررت الولايات المتحدة عدم التشاور بشأن أعمالها مع أحد، وجاءت الغارات على بلغراد عام 1999 نتيجة لذلك. وقال: "وبعد ذلك كانت الأحداث في العراق. وهل وافقت الأمم المتحدة على العملية في العراق؟ لا. وقبل ذلك كانت أفغانستان في عام 2001. نحن نعرف الأحداث المأساوية يوم 11 أيلول/ سبتمبر 2001، لكنه، وفقا للقانون الدولي كان من الضروري التوجه إلى مجلس الأمن الدولي والحصول على قرار بهذا الشأن". وأضاف قائلا: "من الضروري أن نعود إلى ما هو مكتوب في ميثاق الأمم المتحدة، لأنه لا يوجد في العالم مثيل لهذه المنظمة العالمية. وإذا تخلينا عنها الآن، فسيكون ذلك طريقا مباشرا إلى الفوضى". وأكد الرئيس الروسي، أن واشنطن اعترفت بضرورة فصل الإرهابيين عن المعارضة في سوريا ووعدت بالقيام بذلك. وقال: "الشركاء الأمريكيون وعدوا بالقيام بذلك. واعترفوا بضرورة ذلك واعترفوا بأن قسما من حلب تشغله "داعش" و"النصرة". يتجلى ذلك في اللقطات التلفزيونية التي نرى فيها رايتي "داعش" و"جبهة النصرة" في بعض الأحياء في حلب. اعترفوا بضرورة عمل ذلك وأكدوا لنا أنهم سيفعلون ذلك". وقال: "لكن الحقيقة تبقى أنه بدلا من فصل إرهابيي "النصرة" عن المعارضة قام الشركاء الأمريكيون بإفشال الهدنة". وحول تقييمه لآلية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي، أشار بوتين، إلى أن البرلمان الأوروبي يتخذ أكبر عدد من القرارات الإلزامية بالنسبة للدول الأعضاء فيه، مما كان يتخذه الاتحاد السوفييتي بالنسبة لجمهورياته. وقال: "أود الإشارة إلى أن عدد القرارات الإلزامية، التي يتخذها البرلمان الأوروبي تجاه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أكثر مما كان يتخذه المجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي بالنسبة لجمهورياته أثناء وجود الاتحاد السوفييتي". وفيما يتعلق بالتوتر بين روسيا وحلف الناتو، أكد أن روسيا طرحت على الناتو مسائل أمن الطيران فوق البلطيق، وخاصة مسألة تشغيل أجهزة إرسال وقبول الإشارات للطائرات، لكن الناتو رفض تلك المقترحات. وأشار إلى أن رئيس فنلندا، ساولي نينيستو، تحدث خلال لقاء معه عن ضرورة تشغيل أجهزة إرسال وقبول الإشارات للطائرات. وقال بوتين إن "ذلك يعزز الأمن بمنطقة بحر البلطيق طبعا. وهذا صحيح". وخلص إلى القول: "قلت للناتو إن عدد تحليقات طائراتنا أقل بعدة أضعاف من عدد تحليقات طيران بلدان الناتو. ووعدت الرئيس الفنلندي بأننا سنطرح هذه المسألة على شركائنا خلال اجتماع مجلس روسيا — الناتو. ونحن قمنا بذلك. وشركاؤنا رفضوا مقترحنا".
قال الرئيس الروسي فلاديمير إن بلاده لا تعتزم التدخل العسكري في أي بلد آخر بالشرق الأوسط غير سوريا.
وعندما سئل هل تنوي روسيا التدخل في العراق أو ليبيا بنفس الطريقة التي تدخلت بها في سوريا رد قائلا "لا نحن لا نخطط لذلك بأي حال."
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً إن روسيا تلتزم ضبط النفس في سوريا لكنها قد تفقد صبرها وترد بطريقة أو بأخرى على تصرفات لم يحددها.
وقال "نحن...لا نرد على شركائنا بهذه الطريقة الفجة. لكن كل شيء له حدود. وقد نرد."
أدلى بوتين بهذه التعليقات بعدما اتهم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بقصف قوات الحكومة السورية في سبتمبر أيلول.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محاولاته للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف سفك الدماء في سوريا لم تنجح.
وأضاف أمام خبراء روس بجنوب روسيا "في الحقيقة لم تتشكل جبهة موحدة لهزيمة الإرهاب. هناك قوى في واشنطن بذلت قصارى جهدها لضمان ألا تنجح اتفاقاتنا."