نحن نحب ونحترم كل الأديان السماوية لأنها من منبت شجرة واحدة وهي سيدنا وجدنا إبراهيم عليه السلام - فبحكم الدم اليهود أبناء عمومة المسلمين، ونحن ضد اى أعمال عنف من هذا القبيل وخصوصا الحادث الذي وقع في مدينة بتسبرج بأحد المعابد اليهودية فى ولاية بنسلفانيا - ولكن لأن منفذ العمل رجل امريكي ابيض يدعى روب باويرز - فلم يقل الإعلام الامريكي والعالمي انه حادث ارهابي - هذا ما لفت نظري أولا.
أما ما لم يلفت نظر العالم ايضا ومن خلال متابعتي لأفلام وثائقية عن واقع الحياة في امريكا - ربما ما شعرت به انه يوجد تمييز لصالح الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة مقابل المواطنين الأخرين - وهذا في فرص العمل وسهولة الحصول على مسكن والترقي وخلافه - وهذا ربما ما أثارر حفيظة هذا الرجل الأمريكي الأبيض للقيام بهذا العمل.
غير طبعا ان غالبية رجال البنوك في العالم ومؤسسات الإقراض يسيطر عليه عادة يهود - وبالتالي يشعر المواطن الأمريكي العادي المكبل بالديون في ظل اوضاع اقتصادية صعبة داخل الولايات المتحدة - انه عبدا لمؤسسات الإقراض تلك والتي للاسف تسببت في احداث الإنهيار المالي في 2008.
والتي تتشابه مع احداث هذه الفترة ودخول امريكا في حروب تجارية لا طائل لهم بها الآن في أوضاع سياسية معقدة وصعبة ما بين يمين (ديموقراطي) ويمين متطرف (جمهوري) - وتنافس على رقعة الشطرنج في أمريكا - من سيكتسح انتخابات التجديد النصفي - مع إهمال المواطن الأمريكي مع انهيار منظومة العدالة الإجتماعية - لكون رجل اعمال يحكم البلاد.
وفي أعتقادي ايضا انه حتى مع قهر (حركة إحتلوا) التي ظهرت بعد ثورات العالم العربي، وتأثرت بما حدث وخصوصا بثورة يناير المصرية - ستظهر حركات جديدة واعتقد ان (أنينيموس) حاليا هي أكبر عدو للنظام الحاكم في امريكا، وهم من سربوا إيميلات (هيلاري كلينتون) الشخصية في 2016 إلى (جيليان اسانج)، والتي فضحت ما قامت به أمريكا مع انظمة خليجية بعينها في دعم الإرهاب، وبالتالي في خسارتها الإنتخابات الرئاسية وايضا لتورطها في تجارة الإتجار بالأطفال في كل من سوريا والعراق وحصولها على دعم مادي من الخارج وخصوصا من دول الخليج.
والأيام المقبلة ستوضح لنا أن هذا المواطن بكل تأكيد يعاني الأمرين بسبب مؤسسات الإقراض هذه، او انه عاطل عن العمل، او عليه الكثير من الديون، او يعاني من التمييز.
هذا تحليل مبدأي في إنتظار ما ستفصح عنه الأيام - بالرغم أيضا ان التوقيت مريب وربما للتغطية على حادث جمال خاشقجي الذي وضع الإعلام في حرب سواء مع الجمهوريين أو مع ترامب شخصيا - لما تسبب فيه من فضيحة لتواطؤ أمريكا في الحادث وايضا كذبة إحترام حرية التعبير في أمريكا، وعليه ربما هذا الحادث ضد اليهود وترامب طبعا يؤيدهم ويدعمهم بشدة يعيد الكفة مرة اخرى لصالح الحزب الجمهوري - البارجماتية وقذارة السياسة قد تبيح اى شيء وربما يكون ايضا هذا الرجل عميل للحزب الجمهوري وما أدرانا بذلك.
أحمد مصطفى
رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة
وعضو كودسريا، ومجموعة رؤية استراتيجية - روسيا والعالم الإسلامي