كيف تفوقت الصين على الولايات المتحدة دبلوماسيا؟

تحليلات 11:45 04.04.2024

تفوقت الصين على الولايات المتحدة بفارق ضئيل لتصبح أضخم قوة دبلوماسية في العالم في الوقت الراهن، وفق تقرير مؤشر الدبلوماسية العالمية لعام 2024.

     ورغم أن الفارق بين الدولتين ضئيل، كما يشير التقرير الصادر عن معهد لوي (Lowy)، وهو مؤسسة بحثية مستقلة تتخذ من مدينة سيدني مقرا لها، فإنه يدلل على المساعي التي تبذلها بكين لتوسيع رقعة نفوذها الدولي وسط ازدياد حدة التنافس الجيوسياسي بينها وبين واشنطن.

     وتفوقت الصين دبلوماسيا على الولايات المتحدة، بحسب التقرير، في أفريقيا والشرق الأوسط وجزر الباسيفيك وآسيا الوسطى، في حين احتفظت الولايات المتحدة بالصدارة في أوروبا وأمريكا الشمالية والوسطى وجنوب آسيا، وتعادلت الدولتان في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.

     ويعتمد المؤشر في تصنيفة للقوة الدبلوماسية لنحو 66 دولة على عدد وحجم البعثات الدبلوماسية لكل منها في مختلف أنحاء العالم. فما الذي يعنيه أن تكون الصين الدولة ذات الوجود الدبلوماسي الأكبر في العالم؟ وهل تختلف المقاربة الصينية للدبلوماسية مقارنة بدول أخرى كالولايات المتحدة مثلا؟

     في كتابه "الدبلوماسية: النظرية والتطبيق" يصف بيريدج الدبلوماسية بأنها نشاط سياسي بالأساس، وإذا ما توافرت لها المصادر الجيدة والمهارة، فإنها تعتبر مكونا أساسيا من مكونات النفوذ. هدفها الرئيسي هو تمكين الدول من تحقيق أهداف سياساتها الخارجية بدون اللجوء إلى القوة أو الدعاية أو القانون. وتحقق ذلك بالأساس من خلال التواصل بين مسؤولين سياسيين محترفين.

      ولدى الصين حاليا شبكة معقدة من العلاقات الدبلوماسية التي تصنفها على أنها شراكات استراتيجية تطورت وتوسعت عبر السنين. وفي يناير الماضي، تحدث وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن أهداف بلاده الدبلوماسية لهذا العام، قائلا إن بكين سوف تظل ملتزمة بالعمل على توسيع "شبكة شراكاتها الدولية، وإنها تؤيد بناء عالم متعدد الأقطاب، وتدعم المساواة بين كافة البلدان.

      والملاحظ أن الصين لا تسعى على ما يبدو للدخول في تحالفات تقليدية، بل تفضل توصيف علاقاتها بالدول بأنها شراكات الهدف منها التنسيق والدعم المتبادل للمصالح الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية من دون أن يكون هناك التزامات شبيهة بتلك التي تنطوي عليها تحالفات مثل تحالف الناتو على سبيل المثال، وهو ما يمنحها هامشا للمناورة ويسمح بتغيير طبيعة العلاقات بينها وبين الدول الأخرى مستقبلا. وربما كان الاستثناء الوحيد هو كوريا الشمالية التي تعتبر الحليف الرسمي الوحيد للصين. ففي عام 1961، وقعت الدولتان معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة والتي قرر زعيما البلدين تجديدها في عام 2021 في ذكرى مرور 60 عاما على توقيعها.

      وهناك قائمة طويلة من البلدان التي تربط الصين بها علاقات توصف بأنها شراكات تعاون استراتيجية أو شراكات استراتيجية شاملة تضم العديد من بلدان العالم مثل روسيا وباكستان وكينيا والكونغو وإثيوبيا وكمبوديا وسريلانكا والجزائر ومصر والأرجنتين وإيران وإيطاليا وبولندا.

      في ديسمبر الماضي، حدد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مؤتمر ناقش الشؤون الخارجية للبلاد أسس السياسة الخارجية للصين، والتي شملت استغلال ثقل الصين المتزايد في الشؤون الدولية من أجل تعزيز التنمية والرخاء، وتطبيق فهم صحيح للتاريخ وللصورة الأشمل عند التعاطي مع الاتجاهات العالمية.

      وتعتبر الدبلوماسية ذات أهمية كبيرة لبكين ضمن مساعيها لتصبح قوة عظمى، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، ولكن على الصعيد السياسي الدولي أيضا. وفضلا عن كون الدبلوماسية وسيلة للتواصل والتفاعل مع الدول الأجنبية. ويمكن القول بأن الوساطة الصينية بين إيران والسعودية والتي كللت باستئناف البلدين علاقاتهما الدبلوماسية العام الماضي بعد قطيعة استمرت سنوات تعتبر انتصارا كبيرا للدبلوماسية الصينية. كما يرى مراقبون أنها إشارة إلى بدء حقبة جديدة لدور صيني دبلوماسي متنام. وكان من اللافت أيضا حرص الصين على لعب دور في الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين في أعقاب اندلاع حرب غزة الأخيرة، حيث استضافت مسؤولين عرب و مسلمين لمناقشة الوضع في نوفمبر الماضي. كما تحدثت تقارير عن طلب الولايات المتحدة من بكين حث إيران على التهدئة. وسعت بكين كذلك إلى لعب دور الوسيط بين موسكو وكييف في الحرب الأوكرانية، حيث أعلنت عن خطة مكونة من 12 نقطة تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي.

      في الكلمة التي ألقاها شي جين بينغ خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، أشار الرئيس الصيني إلى التوجهات الدبلوماسية لبلاده، قائلا: "ينبغي أن نسير مع اتجاه التاريخ، ونعمل على بناء نظام دولي مستقر، ونؤيد القيم المشتركة للإنسانية ونبني مجتمعا يكون فيه مستقبل مشترك للجنس البشري..ينبغي أن نفضل الحوار على المواجهة، والإشراك والتضمين على الاستبعاد، وأن نقف في وجه كل أشكال الأحادية والحمائية الاقتصادية والهيمنة وسياسة القوة.

وتبدو الصين على استعداد للعمل مع أي دولة طالما أن هناك فائدة مشتركة يمكن تحقيقها - ويتجلى ذلك من القائمة الطويلة للبلدان التي تربطها بها شراكة. فالصين تتحاور مع إيران وإسرائيل والقادة الفلسطينيين، مع روسيا التي تربطها بها علاقة قوية وكذلك مع أوكرانيا، مع السعودية وجماعة أنصار الحوثيين في اليمن. ويختلف ذلك عن نهج الدبلوماسية الأمريكية التي ترفض التحاور مع بعض البلدان مثل سوريا وكوبا وفنزويلا، وهو أمر يؤيده بعض المراقبين الأمريكيين ويرون فيه تأكيدا على القوة الأمريكية، في حين يقول آخرون إنه يحرم واشنطن من توسيع نطاق نفوذها.

يرى منتقدو الصين إنها تسعى إلى الاستفادة من مناطق ضعف واشنطن، وأنها لا تهتم بقيم حقوق الإنسان والديمقراطية التي تدافع عنها واشنطن. أما مؤيدوها فيقولون إنها تنظر إلى العلاقات مع الدول من منظور نفعي غير عقدي، وإن الولايات المتحدة انتقائية في تأييدها للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأحيانا ما تستخدم تلك القيم كسلاح ضد أعدائها.

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

وفد كوري شمالي يزور طهران لحضور معرض تجاري
13:00 30.04.2024
مقتل جنديين إسرائيليين في غزة يرتفع الإجمالي إلى 263
12:30 30.04.2024
إدعاء أرميني جديد ضد أذربيجان
12:18 30.04.2024
كازاخستان تسعي لإقرار قانون للحد من العنف المنزلي
12:00 30.04.2024
قطر للطاقة توقع عقداً بستة مليارات دولار مع مؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن
11:45 30.04.2024
طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا
11:30 30.04.2024
رئيس الأركان المصري أول مسؤول عسكري رفيع يزور تركيا منذ 2013
11:16 30.04.2024
حمزة يوسف يعلن استقالته من رئاسة الحكومة الاسكتلندية
11:00 30.04.2024
تونس توقع اتفاق تمويل بقيمة 1.2 مليار دولار مع البنك الإسلامي للتنمية
10:45 30.04.2024
انتخاب رئاسة البرلمان الإيراني يهيمن على أوساط المحافظين
10:30 30.04.2024
القوات الإسرائيلية تعتقل 12 فلسطينيا من الضفة الغربية
10:15 30.04.2024
العراق يسترد 24 ألف قطعة أثرية خلال الأعوام الثلاثة الماضية
10:00 30.04.2024
الرئيس الصيني يزور فرنسا والمجر وصربيا الأسبوع المقبل
09:45 30.04.2024
الإسلامي للتنمية» يموّل مشروعات في تركيا بـ6.3 مليار دولار
09:30 30.04.2024
الذكري 15 علي الهجوم الإرهابي في أكاديمية النفط الحكومية الأذربيجانية
09:22 30.04.2024
4 شركات عالمية تتنافس على مشروعي مترو بغداد والنجف كربلاء
09:15 30.04.2024
207 أيام من العدوان.. نحو 34.5 ألف شهيد في غزة منذ 7 أكتوبر
09:00 30.04.2024
أسير فلسطيني يحصد جائزة البوكر العالمية للرواية
19:00 29.04.2024
إيران تحظر بث مسلسل الحشاشين المصري
18:00 29.04.2024
مؤتمر صحفي لإفشاء أسرار أبوظبي في بروكسل
17:24 29.04.2024
عاكف ناجي : موازين القوى تتغير
16:00 29.04.2024
خبير سياسي : استئناف المحكمة لدعوي أرمينيا يعتبر باطلًا
15:00 29.04.2024
بيراموف يزور قطر
14:38 29.04.2024
بلينكن يصل إلى السعودية في أول محطة من جولته بالشرق الأوسط
14:30 29.04.2024
بشار الأسد يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك
14:00 29.04.2024
رئيسة وزراء إيطاليا تترشح للانتخابات الأوروبية وتتصدر قوائم حزبها
13:30 29.04.2024
بعد سقوطه في لغم ... إصابة أحد موظفي حرس الحدود في قزاخ
12:55 29.04.2024
زعيم المعارضة في ألمانيا يدعو للرد على خطاب ماكرون بشأن أوروبا
12:30 29.04.2024
لازاريني لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية
12:00 29.04.2024
أسبوع الجزيرة في كازاخستان
11:26 29.04.2024
انطلاق المفاوضات حول الدستور الجديد في تركيا
11:00 29.04.2024
مقتل 15 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على ثلاثة منازل برفح
10:30 29.04.2024
كييف تقرّ بتدهور الوضع على الجبهة. وتتوقع فترة صعبة
10:16 29.04.2024
المطبخ المركزي العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة
10:00 29.04.2024
إندونيسيا: توزيع أقنعة واقية على سكان 16 قرية بعد ثوران بركان جبل إيبو
09:45 29.04.2024
الحزب الحاكم في اليابان يفقد 3 مقاعد لصالح المعارضة
09:30 29.04.2024
الرئيس الإيراني: انتفاضة الطلاب والنخب في الغرب لن تخمد بممارسة العنف
09:16 29.04.2024
استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية
09:00 29.04.2024
قلق إسرائيلي من احتمال صدور مذكرات اعتقال دولية بحق نتنياهو وغالانت وهاليفي
18:00 28.04.2024
الحرب في غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية
17:00 28.04.2024
جميع الأخبار