الحشد الشعبي والقوات الأمريكية مناكفات أم صِدام؟

تأكيدات الرئيس الأمريكي على بقاء جنوده في العراق "لمراقبة إيران" أثارت ردود فعل واسعة رسمية رأت فيها انتهاكا للسيادة العراقية، وتيارات سياسية شيعية ترفض بقاء الأمريكيين

تحليلات 11:00 10.03.2019

يعيش قادة الحشد الشعبي حالة إنكار لواقع أن الإنجازات العسكرية التي تحققت طيلة سنوات الحرب على تنظيم داعش كانت بإسناد مكثف من طيران التحالف الدولي، وهو عامل الحسم الأول الذي من دونه ستكون عمليات استعادة المدن صعبة للغاية، أو غير ممكنة.

وتركز الاستراتيجيات الأمريكية انطلاقا من وجود جنودها في العراق على استمرار الحرب على بقايا تنظيم داعش ومنع عودته ثانية، ودعم قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب "مراقبة" النشاطات الإيرانية ونشاطات القوات الحليفة لها في العراق، خاصة ما يتعلق بالممر البري بين إيران وساحل البحر الأبيض المتوسط.

يمكن لمهمة القوات الأمريكية في تنفيذ استراتيجية البقاء التي رسمها الرئيس الأمريكي "لمراقبة إيران" أن تؤدي أدوارا واضحة في التصدي للنشاطات الإيرانية التي تتخذ من الأراضي العراقية ممرات وصول إلى القوات الحليفة لها في سوريا ولبنان.

إلا انه في ذات الوقت سيكون على القوات الأمريكية مراقبة نشاطات فصائل الحشد الشعبي الحليفة لإيران باعتبارها أحد اهم أذرع توسع النفوذ الأمريكي الذي تعمل الولايات المتحدة ضمن دائرة أوسع تضم دولا عربية على التصدي له في عموم المنطقة.

لم تطلب الولايات المتحدة "إذنا" من العراق لتقوم قواتها الموجودة على الأراضي العراقية بمراقبة إيران، وفقا لتصريحات أدلى بها الرئيس العراقي، برهم صالح، الاثنين 4 شباط / فبراير، في رده على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبقاء في العراق "لمراقبة إيران".

تأكيدات الرئيس الأمريكي على بقاء جنوده في العراق "لمراقبة إيران" أثارت ردود فعل واسعة رسمية رأت فيها انتهاكا للسيادة العراقية، وتيارات سياسية شيعية ترفض بقاء الأمريكيين، كما لا تخفي نيتها في استهداف القوات الأمريكية وإرغامها على الخروج بالقوة أو عن طريق تشريعات يقرها مجلس النواب.

تخطط عدة كتل سياسية شيعية، منها ممثلة لفصائل الحشد الشعبي، لانتزاع قرار من مجلس النواب العراقي للدفع باتجاه مغادرة القوات الأمريكية أو على الأقل معرفة أماكن انتشارها وعديدها ومهماتها، والحد من نشاطاتها خارج ما اتفق عليه مع الحكومة العراقية بتدريب القوات الأمنية والشراكة في الحرب على تنظيم داعش.

ومن المتوقع في حال تصويت أعضاء مجلس النواب على قرار يطالب الولايات المتحدة بسحب قواتها، فان قرارا كهذا سيحظى بالأغلبية نظرا لأن الأعضاء الشيعة هم الأكثرية، كما إن كتلا سنية متحالفة في ائتلافات يقودها شيعة هم قيادات في الحشد الشعبي، مثل ائتلاف البناء برئاسة هادي العامري الذي يضم جزء من تحالف المحور الوطني (سني) وأعضاء سنة مستقلون أيضا.

كما إن ائتلاف الإصلاح الذي يرأسه مقتدى الصدر هو من بين أكثر الكتل السياسية التي تطالب بإخراج القوات الأمريكية عبر وسائل دبلوماسية.

وقلّة من الأعضاء أو الكتل السياسية الشيعية ترى ضرورة لبقاء القوات الأمريكية في المرحلة الراهنة، تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، وهو ذات موقف الحكومة المركزية التي يرأسها عادل عبد المهدي.

إلا أن القرار العراقي يفتقر إلى المركزية نظرا لتعدد مراكز القرار، والنفوذ الواسع لقيادات الحشد الشعبي، خاصة المقربة من إيران، والتي ترفض بقاء أي قوات أجنبية تنتهك سيادة العراق في ذات الوقت ترفض بشكل قاطع اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لاستهدف دول أخرى، إيران تحديدا.

يمكن أن يؤدي سحب القوات الأمريكية من العراق إلى عودة تنظيم داعش لاستئناف هجماته على المدن الكبرى وتعزيز قدراته القتالية في شن هجمات على معسكرات ومقرات القوات الأمنية والحشد الشعبي بشكل أوسع وبأعداد وآليات أكبر عددا يتجنب التنظيم الزج بها في المرحلة الراهنة خشية استهدافها من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

من شأن ذلك أن يخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني يمكن أن تشكل تهديدا لوحدة الأراضي العراقية.

وتمارس القوات الأمريكية نشاطاتها متعددة الجوانب من ثمانية قواعد غرب وشمال غربي العراق، وفي إقليم كردستان أيضا، وفقا لتقارير أشارت إلى أن عديد القوات الأمريكية يتعدى 5 آلاف مقاتل بقليل.

اعتمدت القوات الأمنية على فصائل الحشد الشعبي بشكل أساسي كقوات برية "رديفة" في بعض الأحيان، لكنها في الواقع كانت القوة الأساسية في الدفاع عن المدن المستعادة من تنظيم داعش أو الهجوم على المدن لاستعادتها من التنظيم، وفي الغالب كانت كلا من القوات الأمنية والحشد الشعبي لا يحسمان معظم معاركهما إلا بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي.

ومع انتهاء الخطر المفترض لتنظيم داعش بعد خسارته جميع مناطق سيطرته، فان قيادات في الحشد الشعبي ترى أن مسوغات وجود القوات الأمريكية في العراق لم تعد موجودة بعد هزيمة التنظيم عسكريا. 

طوال فترة الحرب على تنظيم داعش حدثت عدة احتكاكات بين بعض فصائل الحشد الشعبي والقوات الأمريكية، أو حوادث قصف لمقراتها في مناطق عدة تؤكد الولايات المتحدة على أنها بالخطأ. 

في الحقيقة، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها مواجهة فصائل الحشد الشعبي والدخول معها في معركة مفتوحة، إلا أنها، أي الولايات المتحدة، يمكن لها أن تقاتل الحشد الشعبي بالاعتماد على قوات محلية حليفة من العرب السنة، خاصة الذين قامت بتدريبهم طيلة سنوات الحرب على تنظيم داعش؛ ولا تبدو مؤشرات على استعداد قوات البيشمركة، وهي قوات حليفة لها، القتال بالإنابة عن الولايات المتحدة التي "تخلت" عنها عندما هاجمت القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي مدينة كركوك ومناطق متنازع عليها كانت تحت سيطرة البيشمركة.

قد لا تجد الولايات المتحدة قوات حليفة لها على الأرض بعد انسحابها من العراق لتأمين مصالحها السياسية والاقتصادية.

ولا تفكر الولايات المتحدة في استدراج الحشد الشعبي إلى مواجهات مفتوحة مع قواتها الموجودة في العراق، إلا أنها تسعى من خلال إعادة نشر قواتها إلى طمأنة بعض حلفائها وحثهم على القتال إلى جانبها والدفاع عن مصالحها مع أي مستجدات يمكن أن تحدث جراء استفزازات فصائل الحشد الشعبي أو رفض أمريكي متوقع لأي قرار يصدره مجلس النواب بمغادرة العراق ما قد يؤدي إلى رد فعل من فصائل الحشد الشعبي.

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار