الخناق المحلي والدولي يزداد على أحزاب السلطة في بغداد

تحليلات 22:00 08.12.2019

مصطفى العبيدي

رغم محاولة أحزاب السلطة في بغداد، التمسك بهيمنتها على العملية السياسية، إلا أن تداعيات الانتفاضة تثبت ان زمام الأمور يفلت من يدها والضغوط والحصار يضيق عليها، بعد رفض الشارع لقاءات الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة وفرض قانونها الانتخابي، وبعد انتقادات لاذعة من الأمم المتحدة لعنف السلطة.

وجاء أعنف انتقاد اممي لتعامل السلطة العراقية مع المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات، عبر إفادة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، لأعضاء مجلس الأمن الدولي، اتهمت فيها سلطات بغداد بانها “تستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بحياة أفضل لبلدهم” منتقدة كون “المتظاهرين في العراق، الذين يطالبون بالحرية والمساواة، يدفعون ثمناً باهظا، بلغ نحو 400 قتيل وجرح 19 ألفاً آخرين” ومنوهة أن “الاعتقالات والاحتجازات غير القانونية وعمليات الاختطاف والتهديد والترهيب مستمرة”.

وفيما أكدت بلاسخارت أن “إغلاق وسائل إعلامية، وقطع شبكة الإنترنت، وحجب وسائل التواصل الاجتماعي تترك الانطباع العام بأن السلطات المسؤولة لديها ما تخفيه” فانها شككت بالإصلاحات التي أعلنت عنها السلطات العراقية، مشددة على “أن محاربة الفساد ستكون مفتاحاً لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه البلد” كما دعت إلى انتخابات حرة ونزيهة. ورغم ان أحزاب السلطة، شنت حملة انتقادات واتهامات لممثلة الأمين العام بالتدخل في شؤون العراق، إلا ان تقريرها قوبل باستحسان وترحيب المتظاهرين والعراقيين عموما.

وفي شكل آخر للضغوط الدولية، أعلنت الإدارة الأمريكية هذه الأيام، أنها تبحث فرض عقوبات على مسؤولين عراقيين تورطوا بالتعامل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني وقتلوا متظاهرين طالبوا بالإصلاحات وتورطوا بالفساد. وهذا القرار إذا تحقق، فإنه سيشمل معظم القيادات السياسية العراقية.

وفي السياق ذاته، انضم بابا الفاتيكان فرنسيس، إلى منتقدي الحملة الأمنية الصارمة على المحتجين المناهضين للحكومة في العراق، قائلا في عظته الأسبوعية “أتابع الموقف في العراق بقلق. وقد علمت بكل ألم بمظاهرات الاحتجاج في الأيام الماضية التي قوبلت برد قاس مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا” مؤكدا “إنه يصلي من أجل القتلى والمصابين ويبتهل إلى الله أن يحل السلام في البلاد”.

أما التطور اللافت الآخر في انتفاضة المحتجين في العراق، وبعد تأخر لأكثر من شهرين، فهو بدء حراك شعبي في المحافظات ذات الغالبية السنية، لدعم المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات. وبالرغم من تحذيرات أغلب القيادات السياسية السنية والشيعية، للشارع السني، من الدخول على خط التظاهرات المندلعة منذ تشرين الأول/اكتوبر الماضي، وذلك لتجنب انتقام الحكومة والميليشيات التي ينظر أغلبها للسنة بأنهم “دواعش” وأتباع النظام السابق، إلا أن الشارع السني أصر أن تكون له كلمة في هذه الملحمة الوطنية، في تأكيد على وحدة معاناة العراقيين جراء العملية السياسية الفاسدة والفاشلة. وقد شهدت محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك، تجمعات ومسيرات حاشدة، تركز أغلبها في الجامعات وسط ترديد هتافات وطنية تعبر عن وحدة معاناة ومطالب الشعب والتنديد باستخدام العنف ضد المتظاهرين. كما وصلت قافلة مساعدات من المناطق المسيحية في نينوى، إلى ساحة التحرير في بغداد، وهي تحمل مواد مثل خوذ حماية الرؤوس من الرصاص والقنابل، والمستلزمات الطبية للجرحى، والماء، والطعام ومبالغ من المال.

أما فعاليات الانتفاضة التي ما زالت تشل الحياة في بغداد والمحافظات، فإنها تتواصل بالتوازي مع محاولات لأحزاب السلطة تفتيتها بمختلف الأساليب كان اخرها استخدام أسلوب التظاهرات المضادة، عبر نزول الآلاف من أنصار ميليشيات معروفة إلى ساحة التحرير، ملوّحين بالأعلام وحاملين صوراً لمقاتلي الميليشيات والمرجع السيستاني، لتنتهي التظاهرة بطعن نحو 20 من المعتصمين في الساحة بالسلاح الأبيض، بهدف خلق الخوف والبلبلة بين المتظاهرين.

ويبدو واضحا ان أحزاب السلطة لم تستوعب دروس الانتفاضة وتحذيرات المتظاهرين، وما زالت تمارس أساليبها القديمة نفسها بالصراع فيما بينها لانتزاع أكبر ما يمكن من كعكة السلطة، ولذا أسفرت المباحثات الحزبية عن إقرار البرلمان، قانونا جديدا لمفوضية الانتخابات (كرس المحاصصة) يقضي بإنهاء عمل المفوضية الحالية المتهمة بالتزوير واستبدالها بمفوضية جديدة من القضاة، مع النية لاصدار قانون انتخابات جديد أيضا إضافة إلى استمرار الأحزاب بالتشاور لتشكيل الحكومة المقبلة، وهو ما دفع تنسيقيات الحراك الشعبي إلى إعلان رفض جميع القوانين والحكومات التي ستشكلها الأحزاب والإصرار أن يكون رئيس الوزراء المقبل وحكومته من بين الشعب وليس من الأحزاب.

وما زاد من غضب الشارع المحتج، الأنباء المتداولة عن وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد لتوجيه المباحثات (التي تقتصر على القوى الشيعية) حول اختيار رئيس وزراء جديد بديلا عن عادل عبد المهدي، ما زاد من سخط المتظاهرين على إيران وجعلهم يعاودون إحراق قنصليتها في النجف للمرة الثالثة خلال أيام قليلة، إضافة إلى إطلاق حملة لمقاطعة المنتجات الإيرانية، وإصدار تنسيقيات التظاهرات بيانا دعت فيه المنافذ الحدودية والمطارات العراقية إلى منع دخول سليماني إلى العراق.

وفي المحصلة، فإن آمال العراقيين في هذه المرحلة، وفي ظل انقطاع جسور الثقة بين الشارع وأحزاب السلطة، يتركز في أهمية وجود عامل دولي ضاغط لدعم التظاهرات ومطالبها المشروعة، يمنع فرض سيناريوهات تلك الأحزاب وميليشياتها في الالتفاف على مطالب المحتجين للبقاء في السلطة وضياع تضحيات المتظاهرين، وإلا فالاحتمالات غير مستبعدة في وقوع التصادم الحتمي بين الطرفين بما ينطوي عليه من مخاطر مفتوحة الآفاق.

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
جميع الأخبار