مئة يوم في قصر قرطاج.. سياسة سعيّد تحتاج وضوحا أكثر

تحليلات 13:00 09.02.2020

مرت 100 يوم على ظفر "أستاذ القانون الدستوري" قيس سعيّد، بكرسي قصر قرطاج، الذي تولاه رسميا في 23 أكتوبر 2019.

الأستاذ الذي أوصله إلى سدة الحكم نحو 3 ملايين ناخب، عقدوا عليه كل آمالهم، عله يكون عند حسن ظنهم، ويحدث "التغيير" المنتظر.

مسؤولية ليست بالهينة أمامه، رغم الصلاحيات المحدودة التي منحه إياها الدستور، فكيف ينظر إلى هذه الفترة من حكم سعيد؟

في حديث للأناضول، اعتبر المحلل السياسي كمال الشارني "سعيّد وفيا بوعده من حيث المبدأ، وقدم انطباعا إيجابيا، خاصة أنه كان وعد في المناظرة المتلفزة قبيل الانتخابات، بإجراء حوار بعد مرور 100 يوم من توليه منصب الرئاسة، وفي ذلك احترام لناخبيه".

من جانبه، قال المحلل السياسي بولبابة سالم، إن "الـ 100 يوم تعد فترة سماحة كما تسمى في عديد ديمقراطيات العالم، وهي التي تفسح المجال لأي مسؤول جديد حتى يتعرف على دواليب الدولة ويجري تقييما موضوعيا".

** رئاسة متعثرة وحكومة لم تولد بعد

واستدرك الشارني بالقول إن سعيد بدأ "رئاسة متعثرة، أولا لتزامنها مع انتخابات تشريعية، وفي نفس الوقت عدم القدرة وإلى غاية اليوم على تشكيل الحكومة".

وأضاف أنه "لا يمكن للرئيس ممارسة صلاحياته إلا في حالة وجود حكومة، فليس أمامه طرف مقابل، وحكومة يتعامل وينسق معها على المدى البعيد، وبالتالي هناك ارتباك دستوري".

** خلل في الاتصال

وتابع الشارني أن "الجانب السلبي أيضا، هو عدم قدرة سعيد، على التخلص من شخصيته وطريقة اتصاله الانطوائية، إذ بدأنا ننتظر تسريبات حتى نفهم ما يحصل في الرئاسة".

ورأى أنه "فشل على مستوى الاتصال، وأنه اتصال غير صناعي وغير مهني وغير مجدٍ".

وعن طريقة التواصل التي يتوخاها سعيد، سواء مع الصحفيين أو مع الشعب عموما، قال الشارني "يفترض أن تكون أكثر وضوحا".

ولفت إلى أن سعيد، "لم يحسن طريقة اختيار مساعديه، بل كان عليه إعداد فريق كامل من الخبراء والمستشارين.. في شتى المجالات حتى لا يخطئ، ويكون ملما بكل المسائل".

من جهته، اعتبر سالم أن "الأداء الاتصالي يتسم بضعف كبير، إذ كان من المفترض أن يعين (سعيد) شخصيات ذات خبرة وقدرة كبيرة في مجال التواصل".

وقال إن "المطلوب منه أن يكون عمليا أكثر، وأن يشكل فريقا متجانسا يعتمد أكثر على العنصر الشبابي، وينسجم مع الخيارات الاقتصادية والاجتماعية، ويساهم من موقعه في تشكيل الحكومة".

** ملفات خارجية

وانتقد الشارني تأخر الرئاسة في إصدار المواقف وردود الفعل إزاء القضايا الخارجية، قائلا "نعول على سعيد، حتى يتحرك باتجاه ارتداء شخصية الرئاسة، والإسراع في إصدار ردود فعل".

فيما قال سالم إن "سعيد، وجد نفسه أمام آلة سياسة خارجية في ظل عدم وجود وزير خارجية بعد يتم التنسيق معه".

وأضاف "رغم ذلك وجدنا تفاعلا مع الوضع الليبي، إذ استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما التقى مجلس القبائل (الليبي)، وكان هناك تنسيق مع الشقيقة الجزائر، التي سيزورها الأحد كما وعد في نفس الإطار".

** الشباب والثورة

وفي علاقته بجرحى الثورة، اعتبر الشارني أن "ظهور سعيد، كان من منطلق أخلاقي فلكوري، وأنه اعتمد في ذلك سياسة الحضن الدافئ.. واكتفى بزيارات أجراها لعائلات الجرحى، أو استقبال بعضهم، دون أن يتحقق لهم أي شيء على أرض الواقع".

وتابع "كان بإمكانه أن يقوم بدعوى قضائية للمطالبة بالإسراع بنشر القائمة الرسمية لجرحى وشهداء الثورة".

وبحسب الشارني، فإنه "من الصعب إحداث تغيير كبير".

وأضاف في هذا الصدد "نحن في حالة حيرة، لدينا تحديات في كافة الجهات، ونتمنى أن يوضح سعيد الحقيقة، خاصة في مستوى تشكيل الحكومة".

وطالب الشارني "بالتوضيح في صورة فشل حكومة (رئيس الوزراء المكلف إلياس) الفخفاخ، في الحصول على ثقة البرلمان، ومعرفة الخطوات التي قد تلي ذلك.. وكل الشعب في انتظار إجابات شافية".

وذكر سالم، أن "من الجوانب السلبية هو حديثه المطول عن الشباب ومشاغلهم، وفي المقابل لا تعكس تعييناته ذلك، إذ كانت أغلبها وجوها أكاديمية قديمة، وكان بإمكانه تعيين بعض الشباب ممن عمل معه في الحملة مثلا".

وشدد على أن "التونسيين ينتظرون منه وضوحا أكثر.. وحلحلة لعديد المسائل الاقتصادية والاجتماعية العالقة".

ولفت إلى "ضرورة أن يستعمل الرئيس تأثيره الأدبي مع الأحزاب التي دعمته، للإسراع في تشكيل الحكومة".

** مسائل مجتمعية في الأولوية

وأوضح سالم أن "انتقادات وجهت إلى سعيد، منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، وهذا نابع من أن منتقديه لم يرغبوا في وصوله إلى الحكم، لأنه لا يمثل مراكز النفوذ، وبالتالي ليس وراءه مكنات إعلامية كبيره مثل غيره" على حد قوله.

وتابع أن "سعيد، حرص على إيجاد انسجام مع خطاب قدمه في الحملة الانتخابية، بالتركيز على مسائل الشباب والتفاعل معهم.. كما أنه كان منسجما في مواقفه مع القضية الفلسطينية".

وفيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بيّن سالم أنه "لما انتشرت ظاهرة السطو على المواطنين، فإنه استقبل وزير الداخلية مرتين، ولاحظنا تحسنا في الأداء الأمني".

وأضاف أن "الوضع الصحي أيضا كان محل اهتمام الرئيس سعيد، فهناك متابعة لهذا الشأن، وكلنا يعلم أنه يشتغل في ظل عدم وجودة حكومة جديدة، وبالتالي فإنه وجد نفسه أمام كم من المشاكل المتراكمة داخليا وخارجيا".

واعتبر سالم أن "سعيد، أعطى رسالة قوية للشعب، وأراد تشكيل حكومة مع الأحزاب المصطفة حول الثورة "هناك معركة يخوضها صد النظام البرلماني".

ومنتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2019، فاز سعيد برئاسة الجمهورية، بحصوله على 72.71 بالمئة من أصوات الناخبين، بعدما منحه 2.7 مليون ناخب أصواتهم، في حين حقق منافسه نبيل القروي (رئيس حزب "قلب تونس") 1.04 مليون صوت، أي بنسبة 27.29 بالمئة.

 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار