الصدمة في أوروبا!
قرر البريطانيون من خلال استفتاء الرأي الجاري يوم الخميس الماضي الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفور اتخاذ القرار تبينت بوادر تفكك المملكة المتحدة نفسها حيث اللاثنان من الأقاليم البريطانية وهما اسكتلندا وأيرلندا الشمالية شبه ذات الجكم الذاتي صوتا لبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي خلافاً لإنجلترا. وفي النتيجة وقعت أوروبا في الصدمة وتدرس إمكانية دخول الأراضي المجهولة والخروج منها. إذن لم يترك أي عضو إلى حينه الاتحاد الأوروبي.
اليوم الحزين للاتحاد الأوروبي:
يوم إنجاز التصويت - يوم الحزن لأوروبا أعرب المسئولون في البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية عن أسفهم فقط ووصف المجتمع الأوربي القرار البريكزيت كأنه لا تراجع عنه.
في الوقت الحاضر يقترح تشغيل المادتين من إجمالي 50 مادة تنص على آلية انفصال البلاد عن الاتحاد الأوروبي وانطلاقاً من هذه الآلية بالذات وصف الرأي العام القرار كأنه "لا تراجع عنه" . يقترح بعض أنصار الانفصال أنه على بريطانيا أن تطرح مسألة المادة ال50 وتباشر بالمفاوضات. ويرغب زعماء الاتحاد الأوروبي قراراً سريعاً عن الانفصال طالما أيدت أغلبية المشاركين في التصويت فكرة الانفصال. وبقصار القول، من الممكن إطالة أمد المفاوضات حول المادة ال50 والتوصل إلى التفاهم الأوسع. ولكن لكي يحدث هذا يجب أن تتفق الدول الثماني عشرون العضو كلها عليه.
اسكتلندا لا تريد "الاستعجال"
أكدت الوزيرة الأولى لأسكتلندا السيدة نكولا ستورجيون (Nikola Sturgeon) أنه لا مفر من الاستفتاء الثاني حول استقلال اسكتلندا وأشارت إلى أن بقاء اسكتلندا خارج الاتحاد الأوروبي غير مرغوب فيه. صرحت السيدة نيكولا ستورجيون في المؤتمر الصحفي المنعقد في إيدنبورغ أن اسكتلندا كانت تأمل ببقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء الرأي الذي أجري قبل سنتين وصوتت لعدم الانفصال عنها. والآن زال هذا الشرط.
وقد يلاحظ الآن التوتر أيضاً فيما يخص لأيرلند الشمالية ويؤكد السياسيون الموالون لإنجلترا والذين يمثلون أغلبية السكان في الوقت الحاضر أن أيرلندا الشمالية ستبقى دائماً مع إنجلترا، ولكن مع ذلك أكدت منظمة (Sinn Fein) الأيرلندية الشمالية التي تمثل القوميين المتعصبين أنها ستطرح مسألة الوحدة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا. ومن السابق لأوانه التنبؤ نهاياً في القضايا المذكورة أعلاه. ولكن المسألة الوحيدة واضحة هي أن بريطانيا تتفكك.
توزيع الأجيال في الديمقراطية:
والتقدير الإيجابي نسبياً في أوروبا وبريطانيا نفسها هو أن "القيام بالاستفتاء الدمقراطي والاعتراف بحقوق الناس في التصويت الحر هو حدث إيجابي". (صوت 52 من المشاركين في الاستفتاء لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي و48 % لبقائها فيه - المحرر). وهناك الطرف الآخر للميدالية وهو أن الفرق بين المؤيدين للخروج وللبقاء قليل جداً وهذا يثير بعض التساؤلات. هل هناك الحاجة لتحديد حصة نسبية للتصويت؟ هذا ضروري جداً ولكن في هذه الحالة من الواجب أخذ موقف أغلبية سكان البلاد بالاعتبار.
الدكتور فكتور بويكوف - المدير العام للجنة الأوروبية في سياسة الجوار والمفاوضات حول توسيع الاتحاد الأوروبي
Eurasia Diar : يضم المقال الأفكار الشخصية للكاتب وانها لم تعبر عن موقف الجهة التي هو يمثلها.