يعتبر كل مواطن أذربيجاني نفسه جزءاً من شوشا، حيث تشكل شوشا المركز الروحي الذي تصفو إليه النفوس، وأنا كأذربيجاني لدي نفس المشاعر، وباعتباري شخصاً محظوظاً بما يكفي للذهاب إلى شوشا، فسوف أشاركك أفكاري حول شوشا، التي رأيتها وأريد أن أراها.
لنبدأ بحقيقة أنني لم أتخيل شوشا هكذا، فكل من تحدثت معه عن شوشا من الذين رأوها من قبل، تحدث عن جمال وطبيعة هذا المكان، وحتي أكون صريحاً، فقد كان لدي انطباع بأن الكلام عن جمال شوشا مبالغ فيه، وقد اعتقدت أن حقيقة انفصال الناس عن شوشا لمدة 28 عاماً، والتي تميزت بجمالها وطبيعتها، أوجدت حباً لهذه المدينة مع شوق عميق، لذلك، لا يمكن لأي شخص أن يصلح شوشا في السماء.
لقد وعدت نفسي بأن أكتب بعض المقالات غير العادية عن شوشا، لكن خاصة بعد زيارة ينبوع يسوع، أدركت أنني لا أمتلك الموهبة لأغني لهذا الجمال، لا أحد لديه هذه الموهبة، اللغات غبية والكلمات عاجزة عن مدح جمال شوشا، عليك فقط مشاهدة شوشا بعينيك ورؤيتها بقلبك، فمن الضروري إضفاء هذا الجمال بكل جلاله وقداسته حتى تتمكن من فهم شوشا... ذهبت إلى شوشا على طريق النصر المشيد حديثاً. في الطريق إلى شوشا، شعرت بالحزن لرؤية كيف دمر الأرمن مدينة فضولي وقراها وحتي أراضيها ومقابرها، وكنت مقتنعاً مرة أخرى أن الأرمن لم يروا قرهباغ كوطن لهم.
بينما أسير في طريق النصر، لا أستطيع أن أرفع عيني عن التلال والغابات، عندما كنت في الجيش أثناء الحرب، عادت الحياة إلى مشاهد المعركة أمام عيني، صوت جنودنا الأبطال الذين قاتلوا وماتوا من أجل كل شبر من التلال وكل فرع من الأشجار يخطر ببالي... لأول مرة، أشعر بهواء شوشا، رائحة شوشا، وأنا أبدأ في التقدم في صعود 15 كيلومتراً من قرية بويوك تاغلار إلى جبال شوشا، تملأني النضارة اللطيفة، ثم الهواء البارد، الذي يشعر بحدة عظامي.
عندما نصل إلى شوشا، يتم فحص وثائقنا من قبل وكالات إنفاذ القانون ذات الصلة في أذربيجان ويسمح لنا بالدخول إلى المدينة، بمجرد دخولي إلى المدينة، استقبلني بفرح وفخر وحزن وإحباط، فأول مكان تطأه قدمي في شوشا هو مسجد غوفار آغا العلوي، وبينما كنت لا أزال في الخدمة العسكرية، أفي بوعدي، "إذا تم تحرير شوشا، سأصلي "صلاة شكر" في مسجد "جوفار آغا"، بالقرب من المسجد، أزور مكتب جمعية الأطباء المتطوعين الأذربيجانية برئاسة الدكتور أوغتاي مهدييف، علمت أن هذا المبنى هو في الواقع عيادة أسنان تعمل تحت إشراف المنظمة، ومن المثير للاهتمام أن عيادة طب الأسنان تعمل هنا منذ العهد السوفيتي، حتى أثناء الاحتلال الأرمني.
عند المشي في المباني المكونة من خمسة طوابق ومنازل الفناء في وسط المدينة، يشعر المرء بغرابة شديدة، مواطنونا الذين يعيشون في هذه المنازل قد تشردوا من منازلهم لمدة 28 عاماً، حيث تمكن الأرمن، الذين استقروا هنا بشكل غير قانوني، من العيش هنا بشكل مريح لمدة 28 عاماً فقط، والآن رحلوا، وأصبحت البيوت فارغة ومقفرة، ذهبت إلى قلعة شوشا لنلتقط الصور، حيث تجري أعمال الترميم في القلعة علي قدم وساق، فقد تعرضت القلعة التاريخية لأضرار بالغة خلال الحرب.
شاهدنا القلعة لفترة طويلة وسرنا في طريقنا بعد ذلك إلي سجن شوشا، هو بناء تاريخي شيده خان جيزي ناتافا لإيواء سجناء المدينة، وفي وقت لاحق، خلال روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي، تم إرسال أكثر المجرمين شهرة إلى هذا السجن.
نشق طريقنا من القصور التي بناها المسئولين وأصحاب الشهرة من الأرمن في شوشا، وقد اتخذها الجنود الأذربيجانيين استراحة لهم في الوقت الحاضر، حيث تواجه ساحة أحد القصور ممر لاتشين وخانكندي، ففي حالة وقوع أي هجوم من اتجاه شوشا، يستحيل على خانكندي الدفاع عن نفسها بالقدرات العسكرية الحالية، وبفضل شجاعة جنود أذربيجان الأبطال الذين يخدمون هنا، يمكن تزيين خانكندي ثم خوجالي وعسكران بعلم أذربيجان ذي الألوان الثلاثة في أي وقت، فهم يمتلكون تلك القدرات التي تمكنهم من ذلك.
كانت إحدى النقاط الرئيسية التي صدمتني هي عدم وجود تمثال نصفي أو نقش واحد في المدينة سميت باسم أحمد بك أغا أوغلو، أحد مؤسسي الجمهورية، الذي أصبح الحامي الرئيسي لشوشا وأهل شوشا مع منظمة "ديفاي" التي أسسها في 1905-1907، لربما كان موجوداً ودمره الأرمن، ولكني علي قناعة أنه سوف يتم عمل ذلك قريباً.
اسمحوا لي أن أشير إلى أن أحمد بك أغا أوغلو ولد في شوشا، نهب الأرمن كل ممتلكات والده، التي جعلها مفتوحة للعالم. قالت نيجار أخوندوفا، التي زارت شوشا قبل أيام قليلة: عندما وُصف أحمد بك أغا أوغلو بأنه "قومي برجوازي"، تذكرت جون كيراكوسيان، منظّر الداشناقية الجديدة في أرمينيا وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرمني، عندما وصف أحمد أجاييف، وهو أحد أتراك عموم شوشا، بأنه "واحد من منظمو وقيادات مجازر الأرمن في شوشا ". في عام 1914، كتب الكاتب المسرحي الأرميني تير جريجوريان مسرحية "السيف والنار" التي كان الشخصية الرئيسية فيها أحمد باي أجاييف، تلك الشخصية "القومية الإسلامية"، سرعان ما تم ترجمة هذا العمل إلى اللغة الروسية ونشره في موسكو علي نطاق واسع، وهكذا يروج الأرمن للأكاذيب ويريدون من العالم أن يصدقها علي الرغم من أنهم لم يصدقونها بأنفسهم.
إن شرح السيدة نيجار القصير حول هذا الموضوع بسيط ومثالي للغاية، لقد لاحظت شيئاً واحداً في شوشا. شوشا هي فخر أذربيجان. أحمد باي أغا أوغلو، مثل مآذن مسجد جوفار آغا في شوشا، هو سهم اخترق قلب العدو، في ذلك اليوم، سوف تفرح شوشا حتى يوم تحريرها مرة أخرى!