أصبحت مهمة قائد وحدة حفظ السلام الروسية، الفريق رستم مرادوف، المتمركزة بشكل مؤقت في أراضي جمهورية أذربيجان، على وشك الانتهاء، وعلي الرغم من أنه تم الإعلان في مايو عن إمكانية استبدال رستم مرادوف بنائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية أليكسي أفدييف بالتناوب، إلا أن ذلك لم يحدث حتي الآن، وما زال مرادوف في منصبه، بسبب الوضع المتوتر الناجم عن الاستفزازات التي ارتكبتها أرمينيا على الحدود مع أذربيجان.
يشغل الفريق رستم مرادوف، الذي ترجع أصوله إلي منطقة ديربنت في داغستان، منصب نائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية للاتحاد الروسي منذ ديسمبر 2018، ويتم تناقل بعض الأخبار عن أنه إلى جانب أليكسي أفدييف، قد يتم تعيين اللواء ميخائيل كوسوبوكوف، الذي ترأس سابقاً القاعدة العسكرية الروسية في أبخازيا، ليحل محل رستم مرادوف.
بعيداً عن هوية الأشخاص الذين يتولون قيادة كتيبة حفظ السلام في قره باغ، فإنه يمكن القول بأن قوات حفظ السلام قد أساءت استخدام التفويض المصرح لها به في قره باغ، وخاصة عند قام مقاتلين أرمن بأسر جندي أذربيجاني هناك، حيث شكل شكل انحياز واضح من قوات حفظ السلام إلي جانب المقاتلين الأرمن، وكل تلك الأعمال تعمل علي نفاذ صبر أذربيجان، خاصة وأن أذربيجان عبرت في أكثر من مناسبة علي عدم الرضا عن أنشطة قوات حفظ السلام، وأن اتصالات رستم مرادوف الوثيقة بممثلي ما يسمى بـ "النظام"، لم يلقى ترحيباً لا لبس فيه في المجتمع.
لم يتوقع الجانب الاذربيجاني تغييراً في الموقف، لأن تصرفات قوات حفظ السلام الروسية هو نابع من السياسة الروسية، لذلك فإنه وإذا تم تغيير قائدة قوات حفظ السلام، فإن أذربيجان تتوقع أن تواصل روسيا سياستها بالنفخ في النار الكامنة تحت الرماد، لذلك لا تعير أذربيجان أي اهتمام لتعيين الفريق أليكسي أفدييف كقائد جديد لقوات حفظ السلام الروسية في قره باغ، لأن الأهم هو تغيير المسار السياسي، وليس الأفراد.
خلال المرحلة الأولى، لم تكن أنشطة قوات حفظ السلام تثير قلق كبير لدي أذربيجان، حيث كان من المفترض أن تكون فعالة للغاية أثناء إخلاء 100 قرية في قوبادلي وزانجيلان، تليها مناطق أغدام وكالباجار ولاتشين، ومع ذلك، كما يري الخبير العسكري عدلات فيردييف، خلال الفترات التالية، أدت العلاقات الوثيقة بين قائد قوات حفظ السلام مع أرايك، التي ظهرت على خلفية الجزء القديم من قره باغ، إلى إلحاق ضرر جسيم بسمعة رستم مرادوف في نظر الشعب الأذربيجاني.
الأمر الثاني الذي توقعته أذربيجان من قوات حفظ السلام كانت انسحاب المقاتلين الأرمن من مناطق أخرى، ولكن مع الأسف لم يحدث ذلك، بل على العكس، سمحت قوات حفظ السلام للمقاتلين الأرمن بدخول تلك الأراضي التابعة لأذربيجان مرتين، ولم يؤدي احتجاز جندي أذربيجاني في إقليم أغدارا الأذربيجاني، والتي مازالت فصولها معلقة حتي الآن، كل ذلك أساء إلي سمعة رستم مرادوف، كشخص يعمل علي خدمة مصالح النظام الانفصالي.
كل هذه المظالم، من وجهة نظر عدلات فيردييف، على الأرجح ستزيد من احتمالية أن يتقدم الجانب الأذربيجاني بتقييد أنشطة قوات حفظ السلام مقابل عودة الجندي الأذربيجاني، لأن مشاركة صورته مع جندي مريض وتقديم نفسه كقاض مطلق في قره باغ، سوف يؤدي إلي نتائج سلبية للغاية، وربما يتعلم القائد الجديد من أخطار مرادوف، ويعمل علي عدم تكرار أخطاء سلفه، وتظل أذربيجان تترقب تصرفات القائد الجديد، ومدي التزامه ببنود البيان الثلاثي المشترك الموقع في العاشر من نوفمبر 2020 ، رغن حالة الاحباط لدي أذربيجان التي لا تتوقع التغيير في سياسة قوات حفظ السلام ولا أرمينيا.
هل الجانب الأرمني يمتثل لذلك؟ لا. هل يمكن للروس السيطرة عليها؟ هذا ليس المبلغ الكامل. هل تم طرد المسلحين الأرمن؟ لا. هل أعيد جندي أسير في الأراضي الأذربيجانية إلى أذربيجان رغم أسبوعين؟ لا.في هذه الحالة في ظل تلك التصرفات المنحازة من قبل قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ، يثور تساؤل حول أهمية أنشطة قوات حفظ السلام لأذربيجان، لذلك، وتجنباً لطرح مثل هذا السؤال، يجب على القائد الجديد لقوات حفظ السلام أن يخطط لأنشطته فقط وفقاً لبنود البيان الثلاثي المشترك، وعدم قيام تلك القوات بأعمال لا تدخل في صميم عملها، كما يجب عليها عدم السماح لمواطني الدول الأخرى بدخول تلك الأراضي دون إذن من أذربيجان، وعدم نقل أي شخص مسلح أو أسلحة أو معدات عسكرية إلى قره باغ.
جلنار سالموفا