60 عاما على اتفاقية استقدام عمالة تركية إلى ألمانيا.. ماذا تغير؟

تحليلات 10:21 09.10.2021
بعد الحرب العالمية الثانية، عانت ألمانيا من نقص شديد في العمالة ما دفعها إلى إستحداث برنامج لاستقدام العمالة من الخارج. وفي هذه الأيام تحل ذكرى مرور 60 عاماً على توقيع الاتفاقية مع تركيا لاستقدام العمالة.  
 
ففي الثلاثين من أكتوبر عام 1961، وقعت جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية آنذاك) وتركيا اتفاقية لاستقدام العمالة التركية في اتفاقية دشنت لترابط وثيق بين البلدين بل يمكن وصفه بترابط لا رجعة فيه، وفي ذاك الوقت، احتاجت ألمانيا الاتحادية إلى الكثير من العمال لتعزيز الإنتاج في الاقتصاد المزدهر في حينه، ليستغل مئات الآلاف من العمال (الأتراك) الفرصة ويشقوا طريقهم إلى ألمانيا.
 
ومع مرور 60 عاما على الاتفاقية، يعيش في ألمانيا في الوقت الحالي حوالي ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية من بينهم بوراك يلماز الذي ينتمي إلى الجيل الثالث من المهاجرين الأتراك في ألمانيا.
 
وقد وصل جده إلى ألمانيا عام 1963 عبر قطار من مدينة اسطنبول التركية قاصدا مدينة ميونيخ الألمانية وبعد رحلة سفر طويلة يصل إلى وجهته النهائية في منطقة وادي الرور الصناعية في شمال غرب ألمانيا.
 
 وعمل في البداية في المناجم قبل أن يحصل على وظيفة في السكك الحديدية فيما كان يفترض أن يعود إلى تركيا بعد فترة إقامة محددة في ألمانيا وذلك وفقا لبنود الاتفاقية، بيد أنه طرأت بعض التعديلات سمحت الحكومة الألمانية بموجبها لأسر الجيل الأول من العمال الأتراك بالقدوم إلى ألمانيا والبدء في حياة جديدة في هذا البلد الأوروبي.
 
 وبدوره يسرد يلماز حكاية أجداه الذين جاءوا للعمل في ألمانيا والعيش أيضا. وفي ذلك، قال "جدتي كانت تعمل في مصنع أغذية وكانت هي وجدي يصطحبان أطفالهما إلى المدرسة في الصباح ثم يذهبان إلى العمل في دوام كامل. وبعد ذلك، قاما بإدارة متاجر بقالة صغيرة". وأضاف "كانا يقضيان أياما صعبة فلا شيء سوى العمل. كان همهما الأساسي ضمان أن أطفالهما سيعيشون حياة أفضل".
 
وأعرب يلماز عن سعادته بمعرفة قصة أجداده في ألمانيا وكيف كان الأمر شديد الصعوبة. وفي ذكرى مرور 60 عاما على الاتفاقية التي أتاحت الفرصة لأجداده بالقدوم إلى ألمانيا، طُرح على يلماز تساؤلا حيال ما إذا كان يرى الاتفاقية فارقة أم مجرد يوم عادي؟ وفي ذلك، أجاب "لا، أرى الاتفاقية مهمة، ليست فقط لشخصي وإنما لأسرتي بالكامل والكثير من الأشخاص من أصول مهاجرة، إذ كانت السبب وراء وجودنا اليوم في ألمانيا".
 
ولد يلمز في مدينة دويسبورغ عام 1987 وعندما ينظر إلى طفولته يتذكر كيف كان يشعر وكأنه منفصلا عن العالم حوله، مضيفا "كنت أشعر وكأني لا أنتمي إلى هذا المجتمع، وهنا تكمن المشكلة إذ كنا نسمع عبارات مثل: "أرجعوا إلى بلادكم!"، وقال يلزم – الذي يعمل حاليا في مجال التعليم-  "بغض النظر عن تفسير مثل هذه الأمور، فأنا ولدت هنا ونشأت في ألمانيا".، واللافت أنه عندما يتطرق الأمر إلى الحديث عن الوطن، فإن هذا يعني لهذا الشاب عدة أوطان ألمانيا وتركيا وأيضا قوميته الكردية.
 
ويعتقد يلمز والكثير من أقارنه أنه بات لهم مكانا في المجتمع حولهم، بيد أن يلمز يقول: "لا تزال العنصرية جزءً من الحياة اليومية فهناك استفزازات أتعرض لها أحيانا عدة مرات في الشهر، آخرها كان في السادس والعشرين من سبتمبر / أيلول الجاري، والذي صادف يوم الانتخابات العامة في ألمانيا".
 
وقال يلمز إنه تعرض لحادث عنصري في ذلك اليوم من الشخص الذي كان مسؤولا عن التحقق من أسماء الناخبين، مضيفا "لا يزال هناك أشخاص على ما يبدو يساورهم اعتقاد بأن ألمانيا هي فقط للألمان ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء."
 
ويرى حاجي خليل أوسلوكان - رئيس مركز الدراسات التركية وأبحاث الهجرة في جامعة إيسن-دويسبورغ – أن ما تعرض له يلماز من عنصرية في مركز الاقتراع لم يكن حادثا فرديا، وأشار أوسلوكان إلى أن حوالي "ثمانية من كل عشرة من المشاركين (في استطلاع للرأي) من أصول تركية، قالوا إنهم يتعرضون لحادث إقصاء مرة واحدة على الأقل في السنة.. بالطبع، هذا الرقم مرتفع للغاية".
 
وقال إن التعليم يعد المجال الذي تحقق فيه الكثير من التقدم، مضيفا "أن الجيل الأول وصل إلى ألمانيا كان قد نال التعليم الابتدائي، فيما قضى الجيل التالي من ثماني إلى عشر سنوات في التعليم. ومن الناحية التاريخية، فإن هذا الأمر لا يصدق، إذ لم يتضاعف هذا الكم الكبير من التعليم الرسمي من قبل في جيل واحد".
 
وخلال الجيلين الثالث والرابع من المهاجرين الأتراك، تزايد أعداد الحاصلين على الشهادة الثانوية بشكل مستمر، ومع ذلك، فقد تزايد أعداد الحاصلين على الشهادة الثانوية غير المهاجرين، بهامش أعلى خلال نفس الفترة. وفي هذا السياق، أضاف أوسلوكان "لا تزال هناك فجوة حتى عندما يظهر صغار السن من أصول مهاجرة تفوقا في التعليم". وبرهن على هذا بقوله إن العديد من الأطفال من أصول تركية لا يزالون يجدون صعوبة في الحصول على توصية من المعلمين للالتحاق بالثانوية، التي تعد أعلى مستوى من التعليم الإعدادي في ألمانيا.
 
ألقت جائحة كورونا بظلالها على فعاليات "يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا في 2020 فحملت المناسبة السنوية هذا العام عنوان "الإيمان في أزمنة غير معتادة"، في إشارة إلى تأثير الجائحة حتى على الدين والعبادات. هنا نرى هنريته ريكر، عمدة مدينة كولونيا تجلس (السبت 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) مع زوار آخرين في مسجد "ديتيب" الكبير في كولونيا محافظة على قواعد التباعد الاجتماعي والقيود الصحية.
 
 بيد أن أوسلوكان يرى أنه في السنوات الست الماضية، حدثت تطورات عدة على طريق تضييق الفجوة بين الجالية التركية-الألمانية وباقي أطياف المجتمع، لكن "لا يزال هناك تباين واضح على الأقل عندما يتعلق الأمر بالدين"، ففي الوقت الذي أصبح فيه المجتمع الألماني علمانيا بشكل ملحوظ، ظل أعداد الأشخاص في أوساط المهاجرين المسلمين المحافظين على التعاليم الإسلامية، يتزايد بشكل مستقر عبر الأجيال.
 
وقال اوسلوكان "كذلك لا تزال الروابط العاطفية مع تركيا قوية جدا حتى في الجيل الثالث، رغم أنهم ولدوا هنا في ألمانيا وفي كثير من الأحيان معرفتهم بتركيا تقتصر على بما يبلغهم به الآخرين عن تركيا أو العطلات التي يقضونها في تركيا".
 
واليوم، وبعد مرور عقود عديدة على مجيء العمال الأتراك إلى ألمانيا، فإن الجيل الحالي من الشباب والشابات من أصول تركية يتمتع بنهج أكثر تعددية من جيل الثمانينيات والتسعينيات كما في حالة يلمز، الذي يقول إن الجيل الرابع لديه حماس لتحمل المزيد من المسؤولية فهم يقولونها بصراحة: "ألمانيا هي بلدنا أيضا".
 
وبحديثه عن واقعة العنصرية التي تعرض لها يلمز في يوم التصويت، أشار إلى أنه قدم شكوى فيما قررت السلطات عدم إيفاد هذا الموظف للعمل في مراكز الاقتراع في الانتخابات المقبلة. وقال يلمز إنه "طُلب منه التطوع في الانتخابات المقبلة"، ما يعني أنه سوف يتحقق من أسماء الناخبين خلال الانتخابات المقبلة.  
 
عن دويتشه فيلله   
 
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع  
 
 
 
 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار