وصلت التوترات في العلاقات بين روسيا وأذربيجان إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، حتي وصل إلي تقديم موسكو احتجاج على سيطرة الجيش الأذربيجاني على "جبل فروخ" في قراباغ.
وفي حديث للتلفزيون الروسي الحكومي، وصف نائب مجلس الدوما "البرلمان الروسي" ميخائيل ديلاجين انتشار الجيش الأذربيجاني في قراباغ بأنه استفزاز، ودعا إلى قصف صناعة النفط في باكو.
بينما قال ألكسندر سافيليف، عضو مجلس الدوما الروسي، والمعني بشئون رابطة الدول المستقلة والتكامل الأوروبي الآسيوي والمواطنة، في حديث خاص لقناة "باتريوت تي في"، و "يوميات أوراسيا"، أن السبب الرئيسي للتوتر لم يكن قضية قراباغ، ولكن التوتر النسبي بين روسيا وأذربيجان اليوم يرجع إلى العمليات العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.
وأضاف سافيليف، يتم مراقبة موقف الشعب الأذربيجاني والوكالات الحكومية والمسئولين ووسائل الإعلام عن هذه العمليات العسكرية عن كثب في روسيا، ولكني أقول بكل صراحة، أن الرأي المعادي لروسيا في المجتمع الأذربيجاني حول هذه القضية يسبب قلقاً كبيراً لموسكو والرأي العام الروسي، حيث تعمل العديد من وسائل الإعلام في أذربيجان على تشكيل وجهات نظر معادية لروسيا من خلال نشر المعلومات المقدمة من المخابرات الغربية والأوكرانية، وبذلك يخلقون مزاجاً معادياً لروسيا في أذربيجان، ويمكن القول إن العلاقات الروسية الأوكرانية متوترة منذ عام 2002، وذلك بسبب تقدم الناتو خطوة بخطوة على حدود روسيا، على مدار 20 عاماً، كان الرئيس الروسي يحث الدول الغربية على عدم توسيع الناتو، ومع ذلك، لا تزال هذه النداءات لا تجد أي استجابة، وهذا هو أساس المشكلة.
وعن عملية إعادة انتشار الجيش الأذربيجاني في قراباغ، قال سافليف: اليوم، في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات ويتجه الجانبان نحو اتفاق سلام، فإن مثل هذه الخطوات يمكن أن تعرقل المفاوضات، كما أنه من غير المقبول إجراء أي عمليات عسكرية أو الانتقال إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية، لأن مثل هذا الوضع المتوتر يمكن أن يؤدي إلى اشتباكات بين قوات حفظ السلام والجيش الأذربيجاني في المنطقة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، وهذا ما دعا موسكو للإحتجاج على الإجراءات التي اتخذها الجيش الأذربيجاني، لأننا رأينا عواقب تلك الهجمات في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وروسيا لا تريد تكرار مثل هذه الأحداث في قراباغ، والمفاوضات جارية مع أذربيجان حول هذا الموضوع، وآمل أن يتم حل المشكلة قريباً، وروسيا تعترف بوحدة أراضي أذربيجان وتعتبرها حليفة لها، ومن أجل تنفيذ المادة 4 من البيان المشترك الموقع في 10 نوفمبر 2020، تتخذ روسيا الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
وتعليقاً علي التهديدات والأعمال العدائية الموجهة لأذربيجان عبر التلفزيون ووسائل الإعلام الروسية في الأيام الأخيرة، قال سافليف: أن روسيا وأذربيجان كانا صديقين وحليفين حتي 22 فبراير.، ولكن منذ ذلك التاريخ فقد انقسمت وسائل الإعلام في كلا البلدين ضد بعضها البعض، وبالطبع هذا ليس بالشيء الجيد إطلاقاً، ولكن نظراً للتوترات في المنطقة التي تؤثر على الجمهور، فإن روسيا حريصة على التعاون مع أذربيجان وتعتبرها حليف لها ويمكنني التأكيد علي أن روسيا لن تخسر حليفاً استراتيجياً مثل أذربيجان.
بقلم: نيجات إسماعيلوف
الترجمة إلي العربية: رنا تاغييفا