بايدن ومصير القدس

مقالات 17:11 03.06.2022
      تصور بعض العرب أن الشعب الفلسطينى عليه أن ينتظر الكثير من الإيجابيات من إدارة جو بايدن، إلا أنه وبعد مرور عام ونصف العام على وصول بايدن للبيت الأبيض، يتأكد أنه لا يوجد لدى إدارة بايدن ما يمكن أن ينصف، ولو حتى بالقدر الضئيل الجانب الفلسطينى.   
      بعد وصوله الحكم فى يناير 2021، تعهد بايدن بإعادة المبادئ الحاكمة التى وجهت السياسة الأمريكية نحو الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، ويشمل ذلك تقليديا دعم حل الدولتين، ومعارضة أى أنشطة إسرائيلية لضم الأراضى وبناء المستوطنات. لكن بايدن أكد كذلك أنه لن يتراجع عن قرار ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.     
       وقبل ذلك وخلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس جو بايدن بإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس، وكرر وزير الخارجية تونى بلينكن عدة مرات القول إن بلاده "ستمضى قدما فى عملية فتح قنصلية القدس الشرقية فى إطار تعميق هذه العلاقات مع الفلسطينيين". ويبرر أنصار بايدن عدم تحركه تجاه إعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس إلى تعمق الانقسامات السياسية داخل إسرائيل والانتخابات المتكررة التى أفضت لتشكيل حكومة يمينية فى يونيو الماضى 2021، وهو ما يحد من قدرة بايدن على تنفيذ وعده بإعادة افتتاح القنصلية بالقدس الشرقية حتى الآن.   
      تتجاهل إدارة بايدن أى حديث عن خططها لإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس، ويرجع ذلك بصورة كاملة إلى إدراكها أن الحكومة الإسرائيلية لن تدعم مثل هذه الخطوة، ولن تعطى واشنطن الضوء الأخضر لأى خطوة من هذا القبيل. وبدلا من ذلك تماطل إدارة بايدن وتركز على دعم مبادرات وخطوات اتفاقيات أبراهام التطبيعية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية والتى تم التوصل إليها فى عهد الرئيس السابق ترامب.     
      ويؤمن بايدن أنه يمكن شغل الفلسطينيين بموضوعات ومبادرات لتحسن حياتهم اليومية اقتصاديا ومعيشيا، وتجاهل قضية الاحتلال أو المسائل السياسية التى لا ترغب إسرائيل فى التطرق إليها، ولا تجد نفسها مضطرة لذلك فى غياب رغبة أو ضغط من جانب واشنطن، وتجاهل من جانب العواصم العربية.    
      ولا يضع بايدن أى أولوية عالية للقضية الفلسطينية، ويسهل ذلك قفز الجمهوريين فى الكونجرس بمشروع قرار يهدف إلى منع إدارة بايدن مستقبلا مما يعتبرونه استرضاء للشعب الفلسطينى وتقسيم القدس عن طريق إعادة فتح قنصلية بلادهم بها.    
      ولا يجب القبول فى عالم اليوم بذريعة أن اللوبى المؤيد لإسرائيل يتمتع بنفوذ هائل فى الكونجرس، وهو ما يكفى لتحدى أو حتى تقييد يدى الرئيس بايدن بصورة جدية.   
وقبل أسابيع من زيارة الرئيس جو بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط، غير البيت الأبيض منصب السيد هادى عمرو، الذى يشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون الإسرائيلية والفلسطينية منذ يناير 2021، ليصبح منصبه الجديد "المبعوث الخاص إلى الفلسطينيين".    
      وتأتى ترقية عمرو، الأمريكى صاحب الجذور اللبنانية، كجزء من جهود الإدارة لإعادة ضبط علاقتها مع القيادة الفلسطينية فى الضفة الغربية.     
      واعتبر بعض الخبراء أن الخطوة الأمريكية الجديدة تتناسب مع توجهات إدارة بايدن المختلفة عن الأجواء العدائية التى ميزت توجهات الإدارة السابقة لدونالد ترامب تجاه الشعب الفلسطينى.    
       إلا أننى أعتبر هذه الخطوة دليلا إضافيا على عجز إدارة بايدن، وتهربه من التعهدات الكبيرة التى كررها أثناء حملته الانتخابية خاصة تجاه إصلاح ما قام به ترامب من خطوات عدائية سافرة تجاه الشعب الفلسطينى فى خروج صريح عن خط كل الرؤساء الأمريكيين السابقين سواء الجمهوريين منهم والديمقراطيين.    
      وبعيدا عن سجل بايدن الطويل المناصر لإسرائيل على طول الخط، اتخذ بايدن خلال رئاسته مواقف سلبية غالبا وعدائية أحيانا تجاه الشعب الفلسطينى. فبعد العدوان الإسرائيلى على غزة العام الماضى، قال بايدن إنه يأمل أن "يتم إنهاء التوتر فى الشرق الأوسط عاجلا لا آجلا"، إلا أنه أكد وكرر ما اعتبره "حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى وجه آلاف الصواريخ التى تسقط عليها"، وفى حين تجاهل هجمات إسرائيل على الكثير من المناطق السكنية الفلسطينية وهو ما أدى لمقتل العشرات من المدنيين والمدنيات الأبرياء.   
      وبعد مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والتى تحمل الجنسية الأمريكية، تتجاهل واشنطن عملية القتل بمطالبتها بإجراء تحقيق سريع وشفاف دون أن تضغط بأى صورة على الجانب الفلسطينى، ودون أن تطلب إدارة بايدن بالمشاركة فى التحقيقات وتجاهل أن الضحية مواطنة أمريكية.    
      ويمثل استمرار دعم بايدن لأكثر الحكومات يمينية وتطرفا فى التاريخ الإسرائيلى بمثابة توفير غطاء لما نشهده من أعمال عدوانية إسرائيلية جاءت عقب صمت واشنطن وفشلها فى إدانة أعمال العنف من المستوطنين واليمينيين المتطرفين الإسرائيليين فى ساحة المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة.     
      لكن الحقيقة المُرة التى يدركها بايدن ويختار تجاهلها هى أن بلاده ليست دولة متفرجة فى صراع الشرق الأوسط، فهى تضر بشكل غير عادل بأحد الطرفين منذ عقود لصالح الطرف الآخر مما جعل تحقيق السلام مستحيلا. ويتهم أركان حزب الرئيس بايدن الديمقراطى الفلسطينيين بأنهم ليسوا شريكا جاهزا للسلام، ويرون فى الوقت ذاته أن الإسرائيليين على ما يرام بدون عملية السلام. وبدلا من استغلال زيارته لإسرائيل والمناطق المحتلة للتأكيد على موقف واضح للرئيس بايدن من مستقبل القدس، ذكرت شبكة سى إن إن CNN أن بايدن قد يزور مستشفى جمعية المقاصد الإسلامية بمدينة القدس الشرقية.
 
 
عن صحيفة الشروق 
محمد المنشاوي   
كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن- للتواصل مع الكاتب: 
 
 
 
 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
جميع الأخبار