يصادف الرابع من سبتمبر الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة، والمعروفة اختصاراً باسم "يوميات أوراسيا"، فقد تم انشاء المؤسسة عام 1992، كمنظمة مستقلة غير حكومية، مسجلة وفق قانون الجمعيات الأهلية في أذربيجان.
تعمل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، ووزارة الخارجية الأمريكية والمفوضية الأوروبية، والبنك الدولي، ومعهد الصحافة الدولي، والاتحاد الدولي للصحفيين، وسفارات الدول الأجنبية في جمهورية أذربيجان، والوزارات والوكالات الأذربيجانية، وكذلك المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية في المنطقة.
ينشط عمل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في 5 مجالات رئيسية، هي "الإعلام، تنمية المجتمع المدني؛ قضايا اللاجئين والنازحين؛ صنع السلام وحل النزاعات، التعليم"، وقد حققت المؤسسة إنجازات كبيرة في صنع السلام وحماية حقوق الإنسان، ومنذ تأسيسه، أخذت المؤسسة على عاتقها مسئولية البحث عن أفضل الأساليب لدراسة وتسوية النزاعات العرقية والعسكرية في القوقاز.
جاء إنشاء مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في ظروف شديدة الصعوبة بالنسبة لأذربيجان، فقد كانت البلاد تعيش أجواء الحرب مع أرمينيا واحتلال إقليم قراباغ، إلي جانب مضاعفات مرحلة الإستقلال عن الاتحاد السوفيتي، واصابة كافة مؤسسات الدولة بشلل شبه تام، ولذلك فقد كانت الحاجة ماسة إلي وجود مؤسسة تعمل من أجل الوصول إلى حقائق تتعلق بالعدوان الأرمني على أذربيجان، وكذلك مساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً الذين اضطروا لمغادرة أوطانهم نتيجة للاحتلال الأرمني.
جاء إنشاء مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة قبل ثلاثين عاماً بعد نقاشات عديدة، شارك فيها أكثر من عشرين شخصية عامة، حيث كانت لهم المبادرة لإنشاء مؤسسة عامة في موسكو، ومن ثم كان الإعلان الرسمي وضع أساس عملي لـمؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة، بهدف إيصال صوت الأذربيجانيين والظلم الذي وقع عليهم ومعاناتهم وآلامهم إلى المجتمع الدولي، والتعبير عن ممارسات الإحتلال الأرميني ومن يقف خلفه من قادة الاتحاد السوفيتي المنهار.
بعد ثلاثين عاماً من العمل النشط، استطاعت مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة تحقيق نجاحاً كبيراً في خدمة الوطن الأذربيجاني، فقد اجتيازت المؤسسة أصعب الطرق، وخاضت حروباً شرسة في مختلف ميادين العمل العام، فقد عملت خلال حرب قراباغ الأولي لإسماع العالم صوت أذربيجان واظهار الحقائق للعالم، كما عملت خلال فترة بناء الوطن وازدهاره بعد قرار وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، وتواصلت أعملها خلال فترة المفاوضات الطويلة والتي شهدت عدم رغبة قوي العدوان الأرمني في الإنسحاب وتحقيق السلام في المنطقة، ثم كان الدور الأكبر خلال خرب قراباغ الثانية عام 2020، والتي استمرت 44 يوماً، حيث سجلت يوميات الحرب، البطولات التي حققها جيش أذربيجان الوطني، وبعد انتهاء الحرب تتواصل جهود مؤسسة اوراسيا الدولية للصحافة في إعادة التأهيل والإعمار للأراضي المحررة، حيث تقوم بالدور الهام في تلك العملية وهي الخطوات الأولي في عملية الإعمار والتي تتمثل في نزع الألغام التي زرعتها القوات الأرمينية طول فترة احتلالها لأراضي قراباغ، والتي تعيق عملية إعادة الإعمار.
تواصل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة بقيادة رئيسها النشط أومود ميرزايف أنشطتها بعد اكتسابها الكثير من الخبرات منذ تأسيسها، فقد توسعت أنشطتها في العديد من المجالات الاجتماعية والإعلامية، حيث تقوم بجهود كبيرة في سبيل عودة النازحين والمهجرين إلي بيوتهم وأرضهم في قراباغ بعد تأهيلها، كما تبدو جهود المؤسسة واضحة في رعاية أسر الشهداء والمصابين، حيث تعمل علي توفير سكن جديد لهم ورعايتهم اجتماعياً.
لقد تطور دور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة إعلامياً من خلال الاستعانة بالعديد من الخبراء في مختلف أقسام المؤسسة، إلي جانب إقامة شراكات تعاون مع كبري المؤسسات الإعلامية في العالم، وفي مقدمتها شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية، حيث يتم تنفيذ العديد من الأنشطة المشتركة بين المؤسستين، وخاصة تنظيم برامج التدريب المشتركة بهدف زيادة معرفة ومهارات الصحفيين، من خلال دعوة المدربين الأجانب إلى أذربيجان.