تشهد جمهورية كازاخستان في 20 نوفمبر 2022، إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والهيئات التنفيذية المحلية الاستثنائية المبكرة، وهي السابعة منذ استقلال البلاد عام1991.
وقد دعا الرئيس قاسم جومارت توقايف، المواطنين الكازاخستانيين للانخراط في الحياة السياسية وإظهار المسئولية، والالتزام بمبادئ الديمقراطية والقانون والنظام، والتماسك والوحدة، من خلال المشاركة في هذه الانتخابات. كما تعهد بضمان التزام ونزاهة الحملة الانتخابية، والمشاركة الواسعة من المراقبين المحليين والدوليين، واقترح تمديد فترة الرئاسة من خمس إلى سبع سنوات لمرة واحدة دون أحقية الرئيس بإعادة انتخابه مرة ثانية، حيث وقع المرسوم بالموافقة على هذه التعديلات على دستور البلاد يوم 17 سبتمبر 2022.
وقال الرئيس توقايف، أن الانتخابات من شأنها أن تؤدي إلى إعادة ضبط جذري للنظام السياسي بأكمله، بما يساهم في مواصلة التركيز على حل المهام طويلة الأجل لضمان النمو الاقتصادي المستدام وتحسين رفاهية وجودة حياة المواطنين، كما ستحقق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. وأن هناك حاجة إلى تفويض جديد من الشعب من أجل التنفيذ الناجح للإصلاحات الأساسية والشاملة في الطريق إلى إنشاء كازاخستان الجديدة، وأن الدولة تلتزم بصرامة بمبدأ "رئيس قوي، برلمان مؤثر، حكومة خاضعة للمساءلة"، وسيتم انتخاب النواب من مجلس النواب والهيئات التمثيلية المحلية وفقًا للنظام المختلط الجديد الذي سيشمل القوائم الحزبية والدوائر ذات النظام الفردي، حيث تم إدخال قاعدة في الدستور تنص على أن الأرض وباطنها هي ملك للشعب.
يتنافس في انتخابات الرئاسة ستة مرشحين، هم:
- قاسم جومارت توقايف "الرئيس الحالي"، مرشح حزب أمانات.
- قرقات عابدين، مرشحة التحالف الوطني للأخصائيين الاجتماعيين المحترفين. وهي شخصية عامة وعضوة في اللجنة الوطنية لشئون المرأة والأسرة.
- ميرام قازقين، مرشح اتحاد نقابات العمال، وهو أكاديمي يشغل منصب رئيس مدرسة أستانا للاقتصاد في مجمع أستانا الدولي للعلوم ISCA.
- نورلان أوسباييف، مرشح الحزب الوطني الاشتراكي الديمقراطي.
- سلطانة تورسينبيكوفا، مرشحة تحليل قازاق - جمعية عامة. ناشطة في مجال حقوق الإنسان، لها اهتمامات بحقوق المرأة والطفل.
- زيجولي ديرباييف، مرشح حزب أويل، وهو رئيس لجنة مجمع الصناعات الزراعية بغرفة أتاميكين الوطنية لرواد الأعمال ورئيس جمعية المزارعين.
وضعت اللجنة العليا للانتخابات برنامجاً محدداً للانتخابات، يتوجه المواطنون الكازاخستانيون إلى صناديق الاقتراع يوم 20 نوفمبر، ويتم فرز الأصوات وإعلان النتائج الأولية يومي 21، 22 نوفمبر، بينما يتم إعلان النتائج النهائية وتسجيل الرئيس المنتخب يوم 27 نوفمبر. ويشترط للترشح لمنصب الرئاسة، أن يكون المرشح حاصلاً على الجنسية الكازاخستانية بالولادة، وأن يعيش في كازاخستان منذ 15 عاماً، وأن يكون حاصلاً على تعليم عالٍ، وأن لا يقل عمره عن 40 عاماً، ولديه خبرة لا تقل عن خمس سنوات في العمل العام أو المجالس المنتخبة، واجادة اللغة الكازاخستانية بطلاقة، وسيحظى المرشح الفائز في انتخابات 20 نوفمبر بفترة مدتها سبع سنوات بعد الإصلاح الدستوري الأخير الذي تم من خلاله تغيير فترة الرئاسة من خمس سنوات إلى سبع سنوات، ولفترة واحدة، حيث يحظر إعادة ترشح الرئيس مرة أخري.
تكتسب انتخابات كازاخستان أهمية كبيرة علي مختلف المستويات لعدد من الأسباب، أهمها:
أولاً: الأحداث التي مرت بها كازاخستان في بداية شهر يناير 2022، والتي شكلت منعطفاً هاماً في تاريخ كازاخستان الحديث.
ثانياً: اجراء الانتخابات بعد التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها في 5 يونيو 2022، حيث تم تغيير 33 مادة في دستور كازاخستان الذي تم اقراره عام 1995، وهي ما تشكل نحو ثلث مواد الدستور.
ثالثاً: الأوضاع غير المستقرة في جوار كازاخستان، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا. خاصة وأن كازاخستان قد تعرضت في أكثر من مرة لإدعاءات من بعض النواب الروس بعدم أحقيتها في بعض المناطق الحدودية مع روسيا.
تبدأ كازاخستان عهد جديد من خلال هذه الانتحابات، خاصة بعد التعديلات الدستورية الكبيرة، التي أضفت الكثير من الديناميكية السياسية في البلاد، خاصة وانها تضمنت الكثير من المطالب التي كان يطالب بها الشعب الكازاخستاني، والتي أتاحت الكثير من الحريات، ووفتحت الأبواب للمشاركة السياسية وتداول السلطة بشكل واسع، وهذا ما يصب في النهاية في مصلحة البلاد بما يحقق الاستقرار والازدهار لشعب كازاخستان.
بقلم: أحمد عبده طرابيك