كما تعلمون أن كتاب المؤرخ الروسي أوليغ كوزنيتسوف عن تاريخ الارهاب الأرمني بعنوان " تاريخ الإرهاب عابر الحدود في القرن العشرين"، أصبح مرة جديدة سبباً للدعوى عليه. ويوجه للمؤلف اتهام التحريض على الكراهية العرقية.
تحدث المحامي المعروف في موسكو إيلمان باشاييف الذي يوفر المساعدة القانونية له عن الجوانب القانونية لقضية أوليغ كوزنبتسوف وأما الجوانب السياسية للقضية فتناولناها في الحوار مع مؤلف الدراسة ذاته .
يوميات أوراسيا: يوم أمس زار مكتب المحرر المحامي إيلمان باشاييف، الذي يوفر المساعدة القانونية لك فيما يتعلق بهيئات التحقيق الروسية. وبسبب هذا الاجتماع تبينت لنا الجوانب القانونية للقضية على حد ما. الآن نود أن نعرف منك موقفك الشخصي من هذه الأوضاع.
أوليغ كوزنيتسوف: أولا وقبل كل شيء، أود أن أعرب عن امتناني البوابتكم التي تؤيدني دائما في شتى القضايا والمبادرات. الآن حينما أصبحت مرة أخرى هدفاً لمضايقة من قبل اللوبي الأرمني لم تسكتوا ولم تتركوني. وما أطيب هذا بالنسبة لي.
وكما قد فهمتم ، فإن هذه المحاولة لم تكن أولى في نوعها يقوم بها أرمن روسيا لجلبي إلى المسؤولية الجنائية بسبب موقفي السياسي، وبالتالي، مع اكتسابي خبرة عملية معينة في هذه المسائل، فإنني أعامل بهذه الهجمات دون انفعال. ومن المفهوم للجميع أنه ليس من السرور عندما تصبح هدفاً لتحقيق ضباط إنفاذ القانون ولكن هذا لا يعني أنني سوف أتخلي عن نهجي.
الآن تذكرت الاقتباس من روديارد كيبلينغ في "كتاب الأدغال"، عندما يقول الدب بالو لموكلي قبل المعركة مع الكلاب الشقراء "وسوف يكون مطاردة نبيلة!". هذه هي الأفكارالتي تملئني الآن. ولكن في الوقت الراهن أنا، ولست أنا فقط بل فريقي المتألف أيضا من العديد من المحامين في موسكو والحاملين الأسماء الروسية والأذربيجانية واليهودية ينتظرون لحظة عندما يصبح الطير صياداً. وأعلن بكل المسؤولية أن المحامي الأرميني روبين كيراكوسيان الذي بدأ هذه القضية سيحصل في نهاية المطاف على عقاب شامل وفقا للتشريعات الروسية، ولا تساعده لا أموال اللوبي الأرمني، ولا أموال المافيا الأرمينية في روسيا على التهرب من المسؤولية.
يوميات أوراسيا: ما رأيك في هدف من ملاحقتك؟
أوليغ كوزنيتسوف: أنا لست عرافاً، لذلك لا أستطيع أن أدخل في ذهن روبين كيراكوسيان وأعرف ماذا كان يقوده وجماعة من أبناء طائفته عندما قدموا يوم 10 يوليو إلى مكتب الاستقبال الشخصي للمواطنين والخاص لرئيس لجنة التخقيق لروسيا واشتكوا مني شفوياً. وأنا على علم جيد بجميع تفاصيل هذه الزيارة حتى ماذا قالوا وماذا اقترحوا ومن اقترح ومن تسلم أي رد.
بتاريخ 10 سبتمبر تنتهي المدة الإجرائية عندما سيصدر المحقق للقضايا المهمة خاصة للإدارة المحاية لجنة التحقيق للمقاطعة الغربية من موسكو، أندريه بيرليف قراره بشأن نتائج التحقيق لهذا الطلب الشفوي، وبعد ذلك سوف تتضح طبيعة إجراءاتنا اللاحقة سواءاً كان في المجال القانوني أو السياسي. وحسب تطور الأوضاع لدينا عدة خيارات من الناحيتين الدفاعية والهجومية التي سيتم إتمام إحداها حتماً.
وسنقدم ، كما يقول الرئيس بوتين، أكثر من إجابة غير متناظرة على ادعاءات روبن كيراكوسيان. أكد المحامي إيلمار باشاييف أنه سيمول نشر الكتاب في الولايات المتحدة ولحسن الحظ ترجمتها إلى الإنجليزية موجودة وتم إصدارها بالإنجليزية في برلين. ويأتي دور الولايات المتحدة وأن أحسن الدعاية لصالح كتابي هو الأنباء الصحيحة تماماً أنه أصبح موضوع مقاضاة في وكالات إنقاذ القانون في روسيا.
هناك الكثير من الناس الذين يثيرون الهستيريا المناهضة لروسيا، ووفر روبين كيراكوسيان سببا آخر لإلقاء ظلال على الكرملين. وفي الولايات المتحدة القليل من الناس يفكر عن الإرهاب الأرميني الذي كرست له دراساتي والكل سيصرخ أن القيادة الروسية تلاحق العالم الذي كتب حقيقة عن جرائم الأرمن. وهذا سيحدث حتماً وبعد هذا سنرى ماذا يحدث بروبين كيراكوسيان في موسكو ومن هو خاسر هو أو أنا.
هناك عبارة جيدة جداً :"من تأنى نال ما تمنى"، وأني متأكد تماماً أن روبين كراكوسيان ومن من الطغمة الأرمنية الذين دفعوه إلى هذا العمل لم يتوقعوا مثل هذا السيناريو لتطورالأحداث. وأنها ستزداد وتتنامي والسؤال في أنه ما هي الأضرار السياسية التي يلحقها اللوبي الأرمني لروسيا.
يوميات أورأسيا: هل تريد أن تقول إنك ضحية لملاحقة سياسية لا ملاحقة قضائية؟
أوليغ كوزنيتسوف: دعونا نترك عبارات مزوقة وحماس. لقد كانت هناك ملاحقة سياسية متواصلة من جانب الأرمن في حقي خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن لم يدر الكلام عن ملاحقة قضائية بعد. وفي رأيي، أن المحقق يقوم بوظيفته بأمانة وبطريقة مهنية، ولا نستطيع أن نعرف نتائج التحقيق إلا بعد شهر، وقبل ذلك الوقت يجب ألا نعطي أي تقديرات، وهذا يمكن اعتباره ضغطا على التحقيق. لذلك لن أقول أي شيء عن هذا ولكن أود أن أقول أن أندريه بيرلييف أثار ، بعد اتصالاتنا، إعجابي بعدم تحيزه ولكن خلال الأشهر القريبة كل شيء يمكن أن يتغير.
وفيما يتعلق بالسياق السياسي لادعاءات الأرمن علي، فإنها ليست واضحة كما قد تبدو للوهلة الأولى. يمكن أن السبب يكمن في أعماق كبيرة وينجم عن فهم منحرفة تماما لإحساسهم بالعدالة. وليس سراً أن الأرمن يعتبرون أنفسهم أعرق الأمة وأقدمها وأوج الحضارة الإنسانية، وبالتالي فإن أي انتقاد في حقهم غير مقبول من حيث المبدأ، وأي جريمة يرتكبونها تعتبر أمرا معقولاً إذا كانت تخدم مصالحهم الجماعية. هذا هو السبب في أنهم يعتبرون جرائمهم الخاصة كبطولة والإرهابيين كأبطال، ويعتبرونني عدواً لهم.
ويلاحق الأرمن في شخصي عدوهم لا يدافعون عن إرهابهم الأرمني الخاص بهم فقط، ولكن أيضا الحق في اللجوء إلى الإرهاب من أجل تحقيق أغراضهم السياسية وتحقيق مصالحهم القومية.
في الحقيقة لم يعد الأمر إلي فقط وروبين كراكوسيان في الحقيقة يدافع عن الحق المبتكر من قبل الأرمن لأنفسهم أن يكونوا إرهابيين دون عقاب ولا يهمهم هل العالم الخارجي يقبل أو لا يقبل هذا الحق. وبما فيهم أنا مواطن روسي محترم وملتزم بالقانون.
هناك فارق هام آخر لم يكن روبين كيراكوسيان حتى يخمنه عندما قام بتنظيم فحص ما قبل التحقيق في حقي، داعياً لمعاقبتي بسبب نشر الحقيقة عن الإرهاب الأرميني وبالتالي أعاد إحياءه وفقا للفقرة 2 من المادة. 1 من القانون الاتحادي الروسي حول "مكافحة النشاط المتطرف" وقد يعتبر تصرفه هذا من علامات التطرف، وبمجرد الانتهاء من التحقيق، بالتأكيد يأقدم عريضة على كيراكوسيان متهماً إياه في النشاط المتطرف، ثم سيستخدم كل كلماته التي سجلت كدليل بالفعل على اتهاماتي ضده. أنه أراد معركة، وسيستلمها، لا يمكن أن يخسر أحد منا في هذا الوضع. وتأتي "لحظة الحق" وعندما تزال كافة الأقنعة. أنا في انتظار اليوم الذي سأتمكن فيه من استدعاء روبن كيراكوسيان ك"محامي الإرهاب الأرمني" علنا في المحكمة.
أجرت الحوار الصحفية ناتالي كولييفا
الترجمة من الروسية: د.اكر قاسموف