منذ عام 1994 تخوض جمهورية أذربيجان نضالاً شجاعاً ضد الاحتلال غير الشرعي والوحشي لأراضيها من قبل أرمينيا. في الآونة الآخيرة تواصل حالات قتل الأطفال الأبرياء يدل من جديد على جرائم أرمينيا ضد الإنسانية وانتهاكها الخطير للقانون الدولي. وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار في عام 1994، يواصل الجيش الأرمني قتل الأطفال في أذربيجان. وخلال السنوات الماضية أصبح عدد كبير من الأطفال ضحية للعدوان والإرهاب الأرمنيين.
اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس أذربيجان إلهام علييف وقدم له تعازيه العميقة بقتل اثنين من المدنيين الأذربيجانيين في قصف الأراضي المتاخمة لخط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية.
أفاد قخامة الرئيس الهام علييف ان هذه هي الجريمة العسكرية التي ارتكبتها القوات المسلحة الارمنية ضد المدنيين الاذربيجانيين. وهذه الجريمة الدموية المرتكبة ضد السكان المدنيين هي نموذج آخر من نماذج الفظائع الأرمنية. وتقع المسؤولية عن هذه الجريمة العسكرية على عاتق القيادة السياسية لأرمينيا.
ادانت وزارة الخارجية التركية بدورها بشدة هذه الاستفزازات التي لجأت أرمينيا إليها يوم 4 يوليو على خط التماس بين القوات الاذربيجانية والارمنية فى منطقة فضولي والتي اسفرت عن مصرع مواطنين اذربيجانيين من بينهما طفلة تبلغ عامين من العمر.
صرحت الخارجية التركية أنه: "قد أثبتت هذه الفظاعة الشنيعة بوضوح أن الاستفزازات التي تتبعها أرمينيا على الحدود والمناطق الأمامية بأسلحة ثقيلة، مع احتلالها خمس أراضي أذربيجان، تستهدف السكان المدنيين الأذربيجانيين، ولا سيما النساء والأطفال، وبهذا تنتهك القانون الدولي والقيم الإنسانية.
على المجتمع الدولي أن يعترف بأن هذه السياسة المتعمدة والمنهجية التي تتبعها أرمينيا لإذكاء العنف هي العقبة الرئيسية أمام الحل السلمي لنزاع قاراباغ الجبلية وعلى المجتمع الدولي أن يمارس الضغوط على أرمينيا لسحب قواتها من الأراضي الأذربيجانية المحتلة ."
تبين باكستان أيضاً بكونها حليفا استراتيجيا لأذربيجان التضامن التام من خلال إدانة الاعتداءات على المدنيين الأذربيجانيين من جانب القوات المسلحة الأرمينية والتي قتلت جراها طفلة في الثانية من عمرها. تدين إيران، منظمة التعاون الإسلامي، والسياسيون أمريكيون بشدة اعتداءات أرمينيا.
إن تواصل القصف والقتل اليومي للمدنيين على الرغم من اتفاقية وقف إطلاق وإجبار السكان على العيش تحت تهديد الموت يبين مرة أخرى أنه قد حان الوقت لتغيير الموقف بشكل حاد تجاه المعتدين الأرمن واتخاذ خطوات حازمة ضدهم على الساحة الدولية، كما على الأمم المتحدة، ومجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمات الدولية أن تعاقب المعتدين الأرمن.
بدأ الصراع في قاراباغ الجبلية في عام 1988 عندما قدمت أرمينيا مطالبات إقليمية على أراضي أذربيجان. ونتيجة للحرب التي أعقبت ذلك، احتلت القوات المسلحة الأرمنية في عام 1992 نسبة 20 في المائة من أراضي أذربيجان، بما في ذلك منطقة قاراباغ الجبلية نفسها وسبعة أقاليم محيطة بها. وقتل أكثر من 000 20 أذربيجاني وشرد أكثر من مليون شخص نتيجة للأعمال القتالية الواسعة النطاق. وقد تواصل الطرفان إلى اتفاق وقف إطلاق النار في عام 1994 وبعد هذا الاتفاق انطلقت مفاوضات السلام.
تواصل أرمينيا احتلالها خمس أراضي أذربيجان وترفض تنفيذ أربعة قرارات لمجلس الأمن الدولي بشأن انسحاب قواتها المسلحة من قاراباغ الجبلية والمناطق المحيطة بها.
وتتولى مجموعة مينسك، التي توصف فعالياتها بعملية مينسك، التي عبارة عن جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإيجاد حل سلمي للصراع في قاراباع الجبلية. وتترأس هذه المجموعة فرنسا والاتحاد الروسي والولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن مجموعة مينسك التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعالج هذه المسألة منذ أكثر من عقدين، فإن فعالياتها لم تحقق نتائج ملحوظة حتى الآن.
إن احتلال أرمينيا للأراضي الأذربيجانية واستخدامها أكثر الأساليب غدرا وغير منطقية لتحقيق هذا الهدف نموذج واضح للرياء الأرميني. وقد أدان الناس العاديون والمنظمات غير الحكومية و"مراكز التفكير" والزعماء الدينيون بشدة العدوان الأرميني ضد السكان الأذربيجانيين الذين يعيشون في المناطق القريبة من الأراضي المحتلة.
وفي الأراضي المحتلة دمرت 600 مدرسة، يدرس فيها 000 140 طالب، ودمرت 65 مدرسة مهنية ل 000 53 طالب ومؤسستين للتعليم العالي. تم تدمير 700 مركز صحي تضم مستشفى ل 800 شخص، وعيادات طبية، ودور رعاية الأمومة، وصيدليات ومستشفيات للطوارئ "، يقدر إجمالي الأضرار التي لحقت بالرعاية الصحية بحوالي 1.2 مليار دولار. ودمرت المعالم التاريخية والثقافية العائدة إلى أذربيجان ومنها حوالي 903 مسجلة في الدولة و1500 غير المسجلة و26 متحفا و8 معارض للرسم و4.6 مليون كتاب و927 مكتبة و85 مدرسة فنية و20 قصراً ثقافياً و4 مسارح.
وقد ارتكب الأرمن أكثر الأعمال مخالفة للإنسانبة في خوجالي. "وهكذا في 25-26 شباط / فبراير 1992، قتل 613 شخصا، من بينهم 63 طفلا، و106 مرأة، و 70 مسنناً،. وقد فقد نحو 130 طفلا أحد والديهم، و 487 جريحا، من بينهم 76 طفلا. تم القبض على 1،275 شخصا وبعتبر 150 من سكان خوجالي من المفقودين ". إنه عمل إرهابي وإبادة جماعية. لقد انتهكت الدولة الأرمينية مرة أخرى بشكل خطير القواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.
انتهكت الدولة الأرمينية اتفاقيات لاهاي بشأن حماية السكان المدنيين واتفاقيات جنيف لحماية ضحايا الحرب وقرارات مجلس الأمن الدولي حول النزاعات المسلحة ونواصل انتهاج سياستها الاستفزازية والعدوانية " ولم تنفذ أرمينيا بعد اربعة قرارات لمجلس الامن الدولى حول سحب قواتها المسلحة من منطقة قاراباغ الجبلية والمناطق المحيطة بها.
يوم 7 يوليو 2017 احتلت القوات الميلحة الأرمينية منطقة أغدارا الأذربيجانية. وعلى الرغم من أن القوات الأذربيجانية حررت المنطقة من الغزاة الأرمينيين في 4 يوليو / تموز 1992، فإن القوات الأرمينية أعادت احتلالها مرة أخرى في 7 يوليو 1993 بسبب تدهور الوضع السياسي الداخلي في أذربيجان. واليوم، تسيطر أذربيجان على عدة قرى فقط في أغدارا، ولكن معظمها، بما في ذلك مدينة أغدارا ، لا تزال تحت الاحتلال الأرمني.
كانت أغدارا منطقة زراعية هامة في أذربيجان. وتهيمن زراعة الكروم وزراعة الحبوب، وزراعة التبغ وتربية الماشية على اقتصاد المنطقة. وتغطي الغابات 44 في المائة من أراضي المنطقة التي تضم أيضا مناطق منخفضة في الشرق. وفيها الأنهار الرئيسية هي ترتر وخاشينتشاي.
وعلى الرغم من إصدار مجلس الأمن الدولي أربعة قرارات تنص على انسحاب القوات المسلحة الأرمنية من قاراباغ الجبلية والمناطق المحيطة بها ، ولكن تواصل أرمينيا المعتدية احتلال تلك الأراضي. واليوم، عندما تبذل أذربيجان قصارى جهدها لحل نزاع قاراباغ الجبلية بطرق سلمية، فإن أرمينيا تفعل كل ما في وسعها للإبقاع على الوضع الراهن غير المقبول في المنطقة.
ملاحظات ختامية
جمهورية أذربيجان بلد شجاع، بينما أرمينيا دولة جبانة تلجأ دائما إلى الإرهاب والإبادة الجماعية لقتل المدنيين الأبرياء في أذربيجان. أذربيجان بلد له مسئولية، وأرمينيا دولة بلا مسئولية وتخلق دائما المواجهات. إن أذربيجان تضحية، في حين أن أرمينيا صانعة للظلم والأزمات. أذربيجان مركز للحوار بين الثقافات، في حين أن أرمينيا ساحة منافسات داخلية.
تعتبر الاستفزازات الأخيرة لأرمينيا جريمة فظيعة مرتكبة ضد البشرية وأنها مخالفة سخيفة للقانون الدولي وأنها عمل إرهابي ومثال لإبادة شاملة ولذلك من الواجب محاكمة الجانب الأرميني وعزله. وكذلك من المطلوب التوصل إلى الحل السريع لقضية قاراباغ الجبلية.
الكاتب: Mehmood Ul Hassan Khan