مستقبل علاقة مصر بصندوق النقد الدولي

السؤال هو ماذا بعد نوفمبر/تشرين الثاني 2019، والذي يعني انتهاء اتفاق مصر مع صندوق النقد، بتطبيق مصر لكافة شروط الصندوق وحصول مصر على القروض

تحليلات 23:00 01.07.2018
 في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تم توقيع اتفاق بين حكومة الانقلاب العسكري وصندوق النقد الدولي، يعطي مصر تسهيلات ائتمانية بنحو 12 مليار دولار على ثلاث سنوات، على أن تفي مصر بالإجراءات الاقتصادية التي تعهدت بها في اتفاقها مع الصندوق، وتُسيل التسهيلات الائتمانية لمصر على شرائح خلال السنوات الثلاث.

أقدمت مصر على تنفيذ الكثير من تعهداتها لصندوق النقد الدولي، والتي كان أبرزها خفض سعر العملة المحلية، وخفض دعم الوقود، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، وطرح نحو 20 شركة ومؤسسة عامة للخصخصة من خلال البورصة المصرية.

وبناء على تنفيذ هذه الخطوات، حصلت مصر على 8 مليارات دولار -تضمن ملياري دولار تحصل عليهما مصر خلال يوليو 2018-، ويبقى عام 2019 بمفاجآته للمصريين، حيث إن اتفاق مصر مع صندوق النقد غير معلن، ولا تُعرف تفاصيل إجراءاته على وجه التحديد، لا من حيث التوقيت، ولا من حيث المجالات التي سينالها الاتفاق.

وعلى كل ستحصل مصر في عام 2019 على باقي تسيهلات صندوق النقد والمقدرة بنحو 4 مليارات دولار، وذلك في ظل جرأة حكومة الانقلاب على تطبيق كافة الشروط، ودون الاكتراس لتبعاتها السلبية على الشعب في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.

لم تكترس الحكومة لارتفاع معدل التضخم وتجاوزه لسقف 35% في يوليو/تموز 2017، ولا لاتساع رقعة الفقر، ولا لتراجع الاستثمار، ولا لتراكم الديون المحلية والخارجية بشكل مخيف، لدرجة أنه أصبح محل تحذير خبراء صندوق النقد وكافة مؤسسات التصنيف الائتماني، وحتى من قبل الاقتصاديين والخبراء المؤيديين للانقلاب العسكري في داخل وخارج مصر.  

ولكن السؤال هو ماذا بعد نوفمبر 2019، والذي يعني انتهاء اتفاق مصر مع صندوق النقد، بتطبيق مصر لكافة شروط الصندوق وحصول مصر على القروض؟ هل سيكون الاقتصاد المصري خرج من أزمته، وحلت مشكلاته؟ أم ستدخل مصر في اتفاق جديد مع الصندوق بعد نوفمبر 2019؟

نحو اتفاق جديد

ليس من قبيل الظن، ولكنه على نحو اليقين، أن مصر ستطلب الدخول في اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي، لكي يضمن لها استدامة الحصول على القروض الخارجية، فحسب التقرير المنشور على موقع وزارة المالية المصرية، وكذلك صندوق النقد الدولي، يتم سد الفجوة التمويلية بالموازنة العامة من خلال التمويل الخارجي، وهو ما لمسناه خلال الفترة الماضية، منذ توقيع الاتفاق مع الصندوق في نوفمبر 2016، إذ قفز الدين الخارجي لمصر، من 67 مليار دولار بنهاية 2016 إلى نحو 100 مليار دولار بنهاية مايو/أيار 2018، فضلًا عن استثمارات للأجانب في الدين العام المحلي قدرت بنحو 23 مليار دولار.

وعلى الرغم من إجراءات زيادة الإيرادات الضريبية وتخفيض الدعم، وزيادة أسعار ورسوم كافة السلع والخدمات التي تقدمها الحكومة، لا يزال العجز بالموازنة العامة المصرية من حيث القيمة في تزايد مستمر، إذ بلغت قيمته في موازنة 2018-2019 نحو 437 مليار جنيه، أي أن الفجوة التمويلية لهذا العام ستكون بحدود 24 مليار دولار، وحسب تصريحات وزير المالية السابق عمرو الجارجي، فإن مصر عازمة على اقتراض نحو من 10 – 12 مليار دولار ن الخارج خلال 2018-2019، وسيكون تدبير باقي الفجوة التمويلية من الاقتراض المحلي.

لم يتغير شئ في بنية الاقتصاد المصري، من حيث موارده الذاتية، التي يمكن من خلالها الاستغناء عن الاقتراض الخارجي أو المحلي، إذ لا يزال أداء الاستثمار ضعيفا من حيث الكم، ومن حيث القيمة المضافة، بسبب انصراف كل من الحكومة والقطاع الخاص عن الاستثمارات في قطاعات مهمة مثل الزراعة والصناعة والتكنولوجيا، وما زالت الاستثمارات تتركز على قطاع الخدمات، والعقارات، والتشييد والبناء، والبنية الأساسية، كما لم تحدث طفرة في الصادرات أو الاستثمارات الأجنبية المباشرة، يمكنها أن تغير من طبيعة أزمة التدفقات الأجنبية لشرايين الاقتصاد المصري.

مخاوف الاتفاق القادم

في الوقت الذي يتشدد فيه صندوق النقد الدولي مع الحكومة المصرية وغيرها من الحكومات في تطبيق الإجراءات الخاصة بخفض الدعم، أو تخفيض نسبة العجز بالموازنة للناتج المحلي، أو الخصخصة، أو تخفيض قيمة العملة المحلية، نجده يذكر على استحياء مخاطر تفاقم الدين العام، وانتشار الفساد، وعدم الانتقال للاصلاح الهيكلي الخاص بالقطاعات الإنتاجية.

لم يجرؤ صندوق النقد خلال الفترة الماضية على مطالبة الحكومة بتحجيم دور الجيش في التهام الاقتصاد المدني ومزاحمة القطاع الخاص المصري في الائتمان والاستثمار، وفي الاستحواذ على مشروعات المؤسسات العامة والحكومية.

ويتوقع أن يؤدي اتفاق ثان بين مصر وصندوق النقد الدولي بعد 2019، إلى مجموعة من المخاوف، على رأسها التوسع في خصخصة الخدمات العامة، وزيادة الأعباء الاجتماعية على الشرائح الفقيرة بشكل أكبر مما هي عليه، وتقليص أكبر للطبقة المتوسطة، والتي أضيرت بشكل كبير منذ يوليو 2014.

وتبقي المشكلة الأكبر لمصر في بقاء الاقتصاد المصري دون مشروع تنموي، وأن يظل يدور في دائرة مفرغة من المؤشرات المالية والنقدية، التي لا تؤدي إلى تغير إيجابي في الناتج المحلي لمصر، فتتصاعد مشكلات الداخلين الجدد لسوق العمل، مما يؤدي إلى زيادة أعداد العاطلين، وكذلك زيادة الاعتماد على الخارج، وتصبح الفاتورة الضخمة التي دفعها الشعب المصري منذ الانقلاب العسكري على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي بلا ثمن.

 
عن الكاتب
عبد الحافظ الصاوي
خبير اقتصادي مصري، تخرج في قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر 1987، وحصل على دبلوم العلوم الاقتصادية من معهد الدراسات العربية 1999 ، وصدر له ثلاثة كتب في القضايا الاقتصادية.
 
 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
جميع الأخبار