ناقش اجتماع المائدة المستديرة في المركز الصحفي لوكالة Trend تسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية ودور المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة ومجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المرتبطة ارتباطاً مباشراً بتسوية المشكلة الطويلة الأجل في حل النزاع.
خلال المائدة المستديرة، قام الخبراء بتقييم الاستفزاز الأخير للجانب الأرميني وعلى وجه الخصوص، التقرير الاستفزازي لـ "جمهورية قاره باغ الجبلية " غير المعترف بها والذي تم نشره في موقع الأمم المتحدة على الإنترنت، كما أعربوا عن وجهات نظرهم بشأن مدى حماية الإطار القانوني للوثائق المعتمدة من هذا النوع من الهجمات والاعتداءات للجانب الأرمني، وأسباب التنشيط الحالي لأرمينيا.
صرح مدير المائدة المستديرة لمجلس خبراء شبكة Baku Network ونائب المدير العام لـ AMI Trend إلخان علي أصغروف بأن الهجمات الاستفزازية لأرمينيا في الأمم المتحدة واستخدامها الحالات الإجرائية ومحاولات تغيير صيغة عملية التفاوض وشكلها هي أشكال مختلفة لنفس السياسة.
دعا مدير الجلسة المشاركين في اجتماع المائدة المستديرة للتعبير عن آرائهم بشأن تكثيف استفزازات الجانب الأرمني من خلال المنظمات الدولية وكذلك بشكل عام حول كيفية حل مشكلة طويلة الأجل.
في رأي أحد المشاركين في المائدة المستديرة الدكتور في الحقوق والأستاذ نامق علييف، فإن زيادة أنشطة أرمينيا اليوم مرتبطة بالفشل الذي أصابها في مجال الدبلوماسية وببعض الخسائر من حيث الأنشطة الدبلوماسية في مجال حل النزاعات.
وقال الخبير: "إن الوثائق التي اعتمدتها المنظمات الدولية جادة ومترابطة للغاية، أي أن لها قاعدة قانونية قوية إلى حد ما وقد ثبت ذلك منذ أكثر من ربع قرن. بالنسبة للاستفزاز الأخير للجانب الأرميني في الأمم المتحدة فمن الضروري التأكد من إزالة الوثيقة من موقع الأمم المتحدة، لأن إضفاء الشرعية على "جمهورية قاره باغ الجبلية " غير المعترف بها يتجاوز الأهداف التي تعتمد عليها المنظمة. قد اعترف الجميع بالسلامة الإقليمية لأذربيجان،بما فيه كل الدول المشاركة في مجموعة مينسك ورؤسائها المشاركين والمنظمات الدولية.
تهدف محاولات الجانب الأرمني إلى جعل "جمهورية قاره باغ الجبلية " طرفاً في المفاوضات ولكن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل. أعتقد أنه يتعين على أذربيجان تصعيد خطواتها وإجراءاتها بشأن هذه القضية في المجال القانوني".
قال نامق علييف أيضاً: "على سبيل المثال، أرى الحاجة لفتح الحوار مع مجموعة مينسك. في رأيي، يجب أن يطرح المجتمع الأذربيجاني أسئلة عليهم في الرامج المباشرة وبصورة مفتوحة. يجب أن نتذكر أنه في عام 1991، أصدر المجتمع الأوروبي بيانين، حيث تم اعتماد مبادئ للاعتراف بالدول المستقلة التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبلدان أوروبا الشرقية. وأشاروا إلى أن هذه الدول لن يتم الاعتراف بها إلا داخل الحدود التي كانت موجودة في الاتحاد السوفيتي. فلماذا لم يتم تنفيذ هذا المبدأ، أي أنه لم يعلن بوضوح عن تلك البلدان التي صوتت لهذا البيان واتخذت قراراً بشأنه؟ لماذا لا يقال بشكل لا لبس فيه إن أرمينيا شنت العدوان على أذربيجان؟ ونتيجة لذلك، لم تتخذ القرارات المنطبق على المعتدي؟ لماذا لا يُطلب من المعتدي سحب قواته من أراضي دولة أجنبية؟ في أعقاب هذين القرارين، صدر البيان من 12 دولة من دول الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية لن يتم الاعتراف بالدول التي تشكلت نتيجة للعدوان، وهذا البيان هو من حيث المبدأ أحد الأحكام الأساسية لحل النزاع. لماذا لا يسترشد الرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك بهذه المبادئ في حل نزاع قاره باغ؟
يقول أحدهم أنه ليس لديهم تفويض للقيام بأعمال معينة. وفي الوقت نفسه، يمكن تحسين ولاية فريق مينسك إذا تم عقد مؤتمر مينسك بأكمله. فلماذا لا يستمر مؤتمر مينسك لسنوات عديدة؟ لماذا يتصرف فقط الرؤساء المشاركون، وبقية الدول من مؤتمر مينسك لا تشارك في حل هذا الصراع؟ أعتقد أنه يجب طرح كل هذه القضايا تفعيلها من قبل الجانب الأذربيجاني".
وأشار وزير خارجية أذربيجان السابق توفيق ذوالفقاروف في حديثه عن استفزاز الجانب الأرمني في الأمم المتحدة، إلى أن أرمينيا، بصفتها دولة عضو في هذه المنظمة، استغلت الإمكانيات الإجرائية وأنها لجأت إلى هذا النوع من الاحتيال في عدة مناسبات.
بالنسبة لتسوية النزاع، حسب قوله ، فإن عملية التفاوض في إطار جهود الوساطة لمجموعة مينسك ليست الأداة التي يمكن من خلالها تحرير الأراضي المحتلة.
وقال: "لتحرير الأراضي المحتلة، يجب أن تكون الدولة التي احتلتها جاهزة لهذه العملية وليست أرمينيا مستعدة لذلك، وهذا واضح. علينا أن نفهم بوضوح أن الأرمن لن ينسحبوا من الأراضي المحتلة بالوسائل السلمية. إن أذربيجان تبين بوضوح أنها من خلال زيادة قدراتها الدفاعية، ستتمكن من إجبار المعتدي على السلام.
وفقًا لمعايير الأمم المتحدة، هناك العديد من أشكال التأثير على النزاعات، مثل منع الصراعات والوساطة وإنفاذ السلام وما إلى ذلك. نرى أنه من المستحيل في هذه الحالة تطبيق الوساطة على المعتدي، لأن الوسطاء لا يريدون تغيير هيكل التأثير على النزاع. لا أعتقد أنه الآن نشأت الظروف التي قد تؤدي الي تغيير الأمم المتحدة موقفها من النزاع فجأة ، وتبدأ في إجبار أرمينيا على السلام وتفرض العقوبات عليها.
لذلك، يتعين على أذربيجان، وفقًا لحقوقها وميثاق الأمم المتحدة، تصد للمُعتدي وإجباره على السلام والقضاء على عواقب العدوان المسلح لأرمينيا على أذربيجان ". ووأشار الوزير السابق أيضاً إلى أن الصراع الواقع بين الدولتين يغطي جميع المجالات والدفاعية والاقتصادية والدبلوماسية.
وأضاف الوزير السابق توفيق ذو الفقاروف قائلاً: "إن عملية التسوية السياسية عبر المفاوضات ليست سوى جزء من المواجهة التي نشهدها. نحتاج إلى تكثيف العمل بشأن تحديد العلاقات مع الدول المشاركة في المفاوضات، على سبيل المثال، مع روسيا التي هي وسيط في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لكننا نعلم أنها أيضاً ضامنة لأمن جمهورية أرمينيا. أعلنت جمهورية أرمينيا من جانب واحد أنها الضامن لأمن ما يسمى ب" جمهورية قاره باغ الجبلية". لذلك ، يجب أن نوضح الوضع مع روسيا ما إذا كان الضمان الأمني ينطبق على أرمينيا، بما في ذلك مطالباتها المعلنة من جانب واحد لضمان أمن الأراضي الأذربيجانية المحتلة؟ في رأيي، ينبغي ألا يكون التركيز الرئيسي على كيفية التحدث مع الأرمن، ولكن على الحوار مع وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، حول قدر الومان المتاح لنا لتحمل احتلال أراضينا؟ يجب أن يتم نفس الحوار مع الولايات المتحدة وفرنسا. من المهم جداً أن نأخذ في الاعتبار أن كلاً من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة مهتم بأن أذربيجان تتخذ موقفاً إيجابياً تجاه كل من هذه البلدان. "
تجدر الإشارة إلى أن النزاع بين دولتي القوقاز الجنوبية قد نشأ في عام 1988 بسبب المطالبات الإقليمية لأرمينيا ضد أذربيجان. تقع قاره باغ الجبلية وسبع مناطق متجاورة أي 20 % من أراضي أذربيجان تحت سيطرة القوات المسلحة الأرمنية.
في مايو 1994، توصل الطرفان إلى الاتفاق لوقف إطلاق النار وتجري حتى الآن مفاوضات السلام غير الناجحة تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبالرئاسة المشتركة لروسيا وفرنسا والولايات المتحدة. تبنى مجلس الأمن الدولي 4 قرارات بشأن تحرير قاره باغ الجبلية المحتلة والأراضي المجاورة ولكن أرمينيا لم تنفذها بعد.