هل تقود "العمليات الفردية" غزة إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل؟

تأتي هذه العمليات بعد ما يقارب العام ونصف على انطلاق مسيرات "العودة" الأسبوعية قرب حدود القطاع، واستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع.

تحليلات 09:00 25.08.2019

- منذ بداية الشهر الجاري نفذ شبان فلسطينيون مسلحون سلسلة هجمات ضد القوات الإسرائيلية في مواقع مختلفة قرب حدود غزة 
-واحدة من الهجمات أسفرت عن إصابة 3 جنود إسرائيليين بينهم ضابط. 
- ردت إسرائيل بتنفيذ غارات مدفعية وجوية محدودة على مواقع عسكرية تتبع للفصائل الفلسطينية بغزة 
- الكاتب الدجني: انغلاق الأفق السياسي والأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة الدافع وراء مثل هذه العمليات 
- الكاتب عوكل: قد تكون حماس وراء العمليات بغرض تحذير إسرائيل من سيناريو الفلتان والفراغ الأمني ان استمر الحصار 
- المحلل المدهون: "المقاومة غير المخطط لها" قد تكون خيارا شعبيا لا يستطيع أحد إيقافه في حال تواصلت السياسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني 


تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، العمليات المسلحة "الفردية"، غير المنظمة التي تستهدف القوات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، وهو ما أثار التساؤلات حول دوافعها، وإن كانت موجة عابرة، أم ستتزايد، لترفع منسوب التوتر القائم وتقود غزة نحو المواجهة الشاملة مع إسرائيل. 

وتأتي هذه العمليات بعد ما يقارب العام ونصف على انطلاق مسيرات "العودة" الأسبوعية قرب حدود القطاع، واستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع. 

ومنذ بداية الشهر الجاري، نفّذ شبان فلسطينيون مسلحون، سلسلة هجمات ضد القوات الإسرائيلية في مواقع مختلفة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، إحداها أسفرت عن إصابة 3 جنود إسرائيليين بينهم ضابط. 
ووقعت آخر هذه العمليات، مساء الخميس (22 أغسطس/آب)، وأسفرت عن إصابة شاب، وتمكنت طواقم الإسعاف من انتشاله. 

وسبقها السبت (17 أغسطس/آب)، عملية أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين قرب السياج الفاصل، شمالي قطاع غزة. 

وردت إسرائيل على هذه الهجمات بتنفيذ غارات مدفعية وجوية محدودة على مواقع عسكرية تتبع للفصائل الفلسطينية في أنحاء القطاع. 

**انغلاق الأفق 

ويرى خبراء أن انغلاق الأفق السياسي والأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية، التي يعيشها قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي سبب رئيس لإقدام الشبان في القطاع، خاصة الذين ينتمون للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، على تنفيذ عمليات غير منظمة ضد القوات الإسرائيلية بدون أوامر من قيادتهم. 

كما يعتقد محللون سياسيون أن هذه العمليات تُوصل رسالة إلى تل أبيب بأن استمرارها في عدم تنفذ تفاهمات التهدئة وتشديدها للحصار على غزة قد يقود حركة "حماس"، التي تحكم القطاع، لإحداث حالة من الفراغ الأمني ما يعني تصاعد وتيرة العمليات الفردية غير المنظمة بشكل يهدد أمن إسرائيل. 

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني، لمراسل وكالة الأناضول، إن "العمليات الفردية غير المنظمة على حدود قطاع غزة انعكاس طبيعي لغياب الأفق الاقتصادي والسياسي وحالة الحصار التي يعانيها سكان غزة فمن ينفذ مثل هذه العمليات يعيش الواقع المأساوي الصعب بالقطاع". 

ويضيف الدجني: "إذا لم يكن هناك موقف من المجتمع الدولي يضع حدا لإسرائيل التي تماطل بتنفيذ تفاهمات التهدئة في غزة فإن العمليات الفردية ستتصاعد بشكل سريع وربما تتطور لتشمل استخدام الصواريخ بدلا من الهجمات بالأسلحة الخفيفة على مواقع أو دوريات الجيش الإسرائيلي القريبة من الحدود". 

ويرى الكاتب السياسي أنه في حال تطورت العمليات الفردية وتصاعدت وتيرتها فإنها ستهدد أمن إسرائيل بشكل كبير. 

ويعتقد أن إيقاف مثل هذه العمليات يكون بتحسين الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة ورفع الحصار عن القطاع بشكل كامل. 

ويقول: "استمرار السياسات الإسرائيلية تجاه غزة سيعني تطور العمليات غير المنظمة لتصل الأوضاع إلى المواجهة الشاملة والحرب". 

ويوضح أن اليمين الإسرائيلي يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستعادة قوة الردع في غزة، واستمرار عمليات إطلاق النار تجاه القوات الإسرائيلية والهجمات الصاروخية "سيقود بالتأكيد نحو المواجهة الشاملة". 

ويستبعد الدجني أن تكون "حماس" تقف خلف هذه العمليات، قائلا: "لو كانت حماس الجهة المنظمة لهذه العمليات لأدارتها بشكل مختلف لتوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية وهذا ما لم يحدث". 

ويضيف: "من الواضح أن هذه العمليات سلوك فردي نابع من الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون بغزة". 

** الفراغ الأمني 

ويتوقع الكاتب السياسي أن استمرار الحصار الإسرائيلي ربما يقود حركة "حماس" نحو تطبيق سيناريو الفراغ الأمني وبالتالي ستزداد العمليات الفردية وتنزلق الأوضاع بشكل خطير ما لم يكن هناك تدخل قوي من قبل المجتمع الدولي لوقف السياسات الإسرائيلية تجاه غزة وتحسين الظروف المعيشية فيها. 

ويرى الدجني أنه في المرحلة الحالية ستكتفي إسرائيل بالرد على العمليات الفردية بضربات وقائية خفيفة لا تستفز المقاومة الفلسطينية، في محاولة منها لتجنب التصعيد، الذي ربما يكبدها خسائر كبيرة. 

من جانبه، وضع الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" المحلية، طلال عوكل، احتمالين للعمليات المسلحة الأخيرة على حدود غزة. 

ويقول عوكل لمراسل الأناضول: "هذه العمليات تنطوي على غموض كبير فمن جانب ربما بالفعل عمليات مسلحة فردية غير منظمة تعبر عن حالة الغضب والأوضاع الصعبة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي". 

ويضيف: "من جانب آخر يمكن أن تكون حركة حماس قد سمحت لعناصرها بمثل هذه العمليات دون أن تتبناها بشكل رسمي في محاولة منها للتعبير عن غضبها جراء عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق التهدئة". 

** العمليات مقصودة 

ويرجح عوكل أن تكون هذه العمليات المسلحة مقصودة وتحمل رسائل للحكومة الإسرائيلية بأن حركة "حماس" لا تستطيع أن تواصل ضبط الأوضاع طالما تل أبيب غير ملتزمة بتنفيذ تفاهمات التهدئة. 

ويوضح أن العمليات الأخيرة تحذر من أنه يمكن أن يتسبب استمرار تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة بحالة أوسع من الفلتان والفراغ الأمني تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل. 

ويستبعد عوكل أن يكون هناك ردود فعل إسرائيلية قوية، في الوقت الحالي، على مثل هذه العمليات لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لا يرغب باندلاع مواجهة شاملة مع الفصائل الفلسطينية في القطاع في هذا الوقت حتى لا تؤثر على حظوظه في انتخابات الكنيست التي تعقد الشهر المقبل. 

لكن الكاتب السياسي الفلسطيني يتوقع أن تصعد إسرائيل من ردها على أي هجمات من القطاع بعد الانتخابات المقبلة لتصل الأمور إلى مواجهة شاملة. 

ويوضح أنه بعد الانتخابات وفي حال فوز نتنياهو فإنه سيتحرر من مخاوفه من نتائج الاقتراع وسيتجه نحو المواجهة الشاملة. 

في السياق نفسه، يقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن "العمليات التي شهدتها تخوم قطاع غزة، مؤخرا، تظهر غضبا واسعا في صدور الشبان الفلسطينيين بسبب استمرار الحصار على القطاع". 

** انفجار قريب 

ويضيف المدهون لمراسل وكالة الأناضول: "العمليات الارتجالية غير المنظمة الأخيرة تنذر بأن استمرار العدوان الحصار الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية والقدس سيؤدي إلى انفجار قريب للأوضاع في وجه الاحتلال". 

ويعتقد أن "المقاومة غير المخطط لها" قد تكون خيارا شعبيا لا يستطيع أحد إيقافه في حال تواصلت السياسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني. 

ولا يتوقع الكاتب السياسي، المقرب من حركة "حماس"، أن تكون الحركة قد خططت للعمليات المسلحة الأخيرة. 

ويرى أن إسرائيل ستتعامل مع العمليات الفردية برد محدود تجنبا للدخول في مواجهة شاملة مع الفصائل الفلسطينية قد تكبدها خسائر كبيرة. 

وفي الإطار نفسه، قالت شبكة "كان" الإخبارية العبرية، اليوم الإثنين، أن تقديرات الدوائر الأمنية الإسرائيلية التي قدمت للمستوى السياسي في تل أبيب خلال الساعات الأخيرة تشير إلى أن عمليات التسلل الاخيرة ليست عمليات منظمة من قبل حركة "حماس" أو الفصائل الفلسطينية، بل نتيجة لمبادرات فردية. 

وقد تبنت معظم وسائل الاعلام والمحللون العسكريون بإسرائيل هذا الموقف ومنهم عاموس هارئيل الكاتب في صحيفة "هآرتس"، والذي قال في مقال له، الإثنين، إن "منفذي عمليات التسلل الاخيرة على حدود قطاع غزة هم نوعين: الأول غادر حركة حماس والجهاد الإسلامي، في الفترة الأخيرة واقترب من الفصائل السلفية المتطرفة، والنوع الثاني ما زالوا ينتمون للتنظيمين، ولكنهم عملوا بشكل فردي". 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار